الاهتمام بمواهب ذوي الاحتياجات ضرورةيشير الخبراء والمختصون إلى أن الاهتمام بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على تطوير قدراتهم يساهم بشكل كبير في نجاح اندماجهم في المجتمع
، بل وإخراج أشخاص موهوبين يتمكنون من إفادة المجتمع وفئاته المختلفة بصور متعددة،
ويؤكدون أن الاهتمام بالأطفال الموهوبين من المعاقين هو اهتمام حديث نسبياً يحاول إلغاء الخطأ من أن الموهبة توجد لدى الأشخاص غير المعاقين فقط،
وقد أثبتت الدراسات أن هناك نسبة من الأطفال المعاقين وقد قدرها البعض بحوالي 2% لديهم موهبة ولكنهم لا يحظون بالاهتمام الذي حظي به أقرانهم الموهوبين من غير المعاقين.
ويضيف هؤلاء المختصون أن الاهتمام في الوقت الحالي بالموهوبين من المعاقين والتعرف على مواطن القوة والابداع والموهبة لديهم أصبح مهما للغاية،
بعد أن كان التركيز فقط على القصور والعجز لديهم، فالموهبة موجودة لدى الفرد حتى مع وجود الاعاقة، وقد يكون أحد الأشخاص معاقاً ولديه مواهب متعددة
وتظهر في مجالات مختلفة سواء كانت فنية أو رياضية أو ا
جتماعية أو سياسية وغيرها، فالأمر يتطلب أن نبحث عن القدرات والمواهب والإبداع عند الجميع بغض النظر عن الاعاقة أو العجز لدى الفرد.
ويذكر أن المعاقين قد سجلوا صفحات مشرقة في تاريخ الإنسانية، فهناك معاقون صاروا من عظماء الإنسانية لأن المعاق إنسان عاجز في مكان الإعاقة
غير أنه طبيعي في النواحي الأخرى،
كما أن في إمكانه استيعاب إعاقته وتفعيل إمكاناته الأخرى وتوظيف طاقاته الكامنة فيتخطى بعزمه وتصميمه مصاعب الحياة وقد يفوق كثيراً من الأسوياء،
حيث شهد التاريخ البشري قصص نجاحات تلهم كثيرين،
ولعل أكثر هذه القصص تأثيرا تلك التي تتعلق بأشخاص عانوا من صعوبات لكنهم تحدوها ووقفوا أمام كل المعوقات التي واجهوها،
لأنهم يؤمنون بأنهم يستطيعون تحقيق أفضل الإنجازات، وهذا ما أثبتته قصص لبعض هؤلاء الأشخاص الذين تركوا أثرا كبيرا على الحياة رغم إعاقاتهم المختلفة.
ويؤكد الخبراء أن هذا العصر شهد اهتماماً بالغاً بذوي الاحتياجات الخاصة، وأصبح هناك برامج لتأهيلهم ليصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم والاستقلالية في حياتهم،
فكانت برامج الاكتشاف المبكر التي تبدأ قبل الولادة والبرامج التعليمية لهذه الفئات كذلك البرامج التأهيلية،
سواء كانت اجتماعية أو مهنية وحسب آخر الإحصاءات التي تم إجراؤها في العام الماضي
فإننا نقترب من المليار معاق على مستوى العالم أي بنسبة 10-15% من السكان، وأن 80% منهم من الدول النامية، ويبلغ عدد المعاقين في الدول العربية 60 مليون معاق،
وهذه الإحصائيات تبين مدى القدرات التي يمكن الاستفادة منها، فبدلا من إهمالها أو إساءة توجيهها بدأ الاهتمام على مستوى العالم وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية
باكتشاف قدراتهم ومواهبهم واختلفت المسميات فبعد أن كانوا معاقين أصبحت الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ثم ذوي القدرات الخاصة إلى أن أصبحت أصحاب الحقوق الخاصة،
وكانت الخدمات تقدمها جمعيات خيرية تقوم على المساعدات الإنسانية والتبرعات فأصبحت مؤسسات حكومية تشرف عليها وزارة،
وأصبحت الخدمات تصل إلى المعاقين في صور كثيرة، منها خدمات صحية في صور رعاية صحية خاصة ومتابعة مستمرة،
وخدمات تعليمية فكان منها دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس بعد تأهيلهم في المراكز.
منقول ---------