*
أمسك قلمه و يده ترتجف و العرق يتصبب من جبينه الطري…
كتب بضع كلمات بخط مهزوز ساخط…
في اليوم التالي لم يَعثر عليه كل من عرفه و افتقد غيابه.!
**
جلسا جنباً إلى جنب…
لم يلتقيا أبداً قبل ذلك, كليهما يسافران بالطائرة للمرة الأولى, كان كلامهما قليلاً طوال الرحلة…
دردشات لا تخلو من عبارات قصيرة و متزنة, إلا أن طلب قائد الطائرة من الجميع ربط الأحزمة و الامتناع عن التدخين…
لا تبدو الأمور تسير على ما يرام …
أمسك كل منهما بيد الآخر بقوة و نظر في عيني الآخر و قلوبهما كانتا تتلوان الصلوات و الأدعية.!
***
كانت الأم المضطربة تنظر إلى وحيدها الصغير ذو السنوات السبع و هو يصعد حافلة مدرسته ليبدأ يومه الجديد…
فجأة تذكرت شيئاً,أغلقت باب دارها بسرعة و انطلقت نحو غرفة صغيرها لتجد أنه نسي أن يأخذ حقيبته…
أخذتها و انطلقت مسرعة نحو المدرسة و أخذت تنتظر قدوم الحافلة…
وصلت الحافلة, نزل منها جميع من كان فيها من أطفال باستثناء ولدها, اتجهت و هي مذعورة نحو سائق الحافلة و سألته عن ابنها الذي صعد صباح اليوم إلى حافلته من أمام منزلها…
فأجابها أنه لا يعرفه و أن عنوان منزلها لا يتوقف عنده عادةً.!
****
كان رنين جواله و نغمته المزعجة يصدح في تلك الغرفة المكتظة بالناس…
لم يكن ليرد رغم إلحاح المتصل و اصراره…
كان يعرف تماماً ماذا يريدون منه…
فكر قليلاً ثم رمى جواله من النافذة بدون تردد…
انتهى نهاره بسلام و لما عاد مساءاً إلى بيته وجد جاره الشاب ينتظره و علامات الذهول باديةً على وجه الباهت:
جاري العزيز…
أظن أن الأولاد هنا بالحي قد وجدوا هذا الجوال و هم يعتقدون أنه لك.!
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
تمت بعون الله