يتكرّر الحديث عن كيفيّة تصميم ديكورات مجالس النساء، بصورة تُراعي عوامل عدة، مُتشعّبة، وعلى رأسها، تأمين الخصوصية لهذه المساحات الداخلية التي لا يُستغنى عنها، في المنازل السعودية، ومُراعاة التقاليد، والاستلهام من أساليب إسلامية قديمة، في تنفيذ الديكورات، لكن بصورة مُعاصرة ومُحدّثة، كما تأمين كل وسائل الراحة الحديثة، وأخذ التطورات التكنولوجبة الطارئة على المنازل، في الاعتبار.
لا ينجح مُصمّمون كثيرون، في تحقيق هذه المعادلة، والوصول إلى مجالس نساء مودرن ذات ديكورات مدروسة، مع الربط بالتقاليد، بصورة واضحة.
في السطور الآتية، تتحدث مهندسة العمارة السورية لجين الفارس عن مجالس النساء، وكيفية الاشتغال على ديكوراتها، بدراية؟

بحسب مُهندسة العمارة لجين الفارس: "يواجه المُصمّمون(ات)، عند الاشتغال على مشاريع مجالس النساء المودرن، العديد من التحديات؛ وعلى رأسها الخصوصية، التي تعتبر الأهم لهذه المساحات المنزلية الداخلية، وتأمين الراحة للنساء اللاتي يستخدمنها، بما في ذلك جلوسهن والحركة". إضافة إلى ذلك، هناك الموازنة بين التقاليد والحداثة، أي بصورة تكون فيهاديكورآت مجآلس النساء، مُعبّرة عن حداثة، مع الربط مع العادات المُتعلّقة بالاجتماعات في المجالس، وحسن اختيار الألوان العصرية الشاملة الجمالية والوظيفة، والعاكسة لهوية كل صاحبة منزل، والاضآءة ودمجها بالتصاميم لتحقيق الدفء والنعومة، والتوازن في استخدام المواد، وحجم الاثــآث، بالتناسب مع الفراغات المذكورة وتصاميمها اللائقة بوظائفها. ولا يُغفل عن المرونة وقابلية التكيف مع كل أنواع الاحتياجات لهذه الفراغات، لاستيعاب التجمعات وأكبر عدد ممكن من الضيفات.

يتطلّب دمج التقاليد السعودية، أو العربية، بالنمط العصري، عند تصميم مجالس النساء، اتباع نهج متوازن يأخذ في الاعتبار العناصر الثقافية التقليدية والأسلوب المعاصر، في آن واحد. في هذا الإطار، ترى المهندسة لجين أن "الدمج يتحقق عن طريق الأثاث أو ديكور الجدران أو الإضاءة...". لناحية الأثاث، هي تدعو إلى توزيع إكسسوارات ووسائد ذات نقوش تقليدية أو اختيار ألوان تقليدية دافئة وغنية مثل: الأحمر والذهبي، في التعبير عن البيئة الثقافية، أو حتى إضافة النقوش العربية التي تمثّل أسلوبًا دارجًا أخيرًا، فهي تحضر عن عن طريق الفوانيس والإضاءات التقليدية.
لناحية تنظيم المساحة والوظائف، يمكن ترتيب الفراغ بشكل دائري او نصف مربع، لتحقيق التواصل المباشر بين الجالسات، مع الاستعانة بالأعمال الفنية، والتزيين باللوحات، التي تُغني عن الكثير من المعلقات الجدارية الأخيرة، وتروي قصصًا عبر الجدران.

للجدران والأرضيات دور كبير، فهي مؤثّرة على المظهر العام للديكورات؛ لناحية الجدران، يُمكن استخدام طلاء الجدران وررق الجدرآن، بأنواعه، والألواح الخشبية والحجر الطبيعي والرخام أو بدآئل عـن الرخآم، في المقدمة، بحسب مقترحات المهندسة.
وللأرضيات، يعدّ كل الرخام، والبلاط، من بورسلين وبلاط مزخرف، والخشب، من الخيارات الشائعة.

من العوامل التي يجب التركيز عليها، عند تأثيث مجالس النساء:

• الراحة، التي تؤمّنها قطع الأثاث، للجالسات، خصوصًا في حال امتداد الجلسات لأوقات طويلة.
• اختيار القطع التي تجمع بين الوظيفة والجمالية والعاكسة لتفضيلات وأذواق صاحبة المنزل.
• توزيع للوسآئد الناعمة والمريحة على الأرائك، الصغيرة منها والكبيرة.
• التناسب بين قطع الأثاث، وديكور الجدران.
• استخدام مواد الديكور ذات الديمومة والمريحة وسهلة الصيانة.
• الانتباه إلى أحجام قطع الأثاث، بصورة لا تعيق الحركة.
• لا غنى عن حضور اللمسات التقليدية (النقوش، مثلًا، والزخآرف التــصميمية)، من خلال الأثاث والديكور.

الجدير بالذكر أن استخدام النباتات الطبيعية، في إطار ديكورات مجالس النساء، مرتبط بتحقيق الراحة النفسية والهدوء، وإضفاء الجمالية، والسماح بالاتصال بالطبيعة في دواخل المنازل، وتحسين جودة الهواء.

من جهة ثانية، من المُمكن دمج التكنولوجيا بتصاميم مجالس النساء، لغرض التوكيد على الراحة وتحقيق الوظائف. يتم ذلك، عن طريق الشاشات التفاعلية، وأنظمة التحكم بالإنارة، والأثاث الذكي...

بحسب المهندسة لجين؛ حتى تلبي مجالس النساء المودرن، في السعودية، الاحتياجات، لا مناص من مراعاة التقاليد الثقافية والأذواق الشخصية، مع تحقيق الأناقة والوظائف العملية. في هذا الإطار، يجدر بالمصممون(ات)، مراعاة أربعة عوامل أساسية، مُتمثلة في:

• الالــوآنوالتصميم.
• العناصر الطبيعية.
• الخصوصية.
• العناصر التي تؤكد على العادات والتقاليد.