شهدت آخر مباراتين ربع نهائيتين في بطولة العالم الثالثة لكرة اليد على الكراسي المتحركة مباراتين ممتعتين وصدمة كبيرة، حيث حققت فرنسا فوزا 2-1 على البرتغال التي لم تهزم من قبل، مما أنهى آمال أبطال العالم وأوروبا في الفوز باللقب.
وفي ربع النهائي الآخر، حقق وصيف بطولة العالم لكرة اليد على الكراسي المتحركة 2022، مصر، فوزا رجعيا بنتيجة 2:1 على اليابان، ليضمن تأهله إلى الدور نصف النهائي.
ربع النهائي
مصر ضد اليابان 2:1 (6:8؛ 9:7؛ 5:4)
على الورق، كانت مصر المرشحة الأوفر حظًا للفوز في ربع النهائي ضد اليابان، لتحافظ على حلمها بالعودة إلى نهائي بطولة العالم لكرة اليد على الكراسي المتحركة. لكن اليابان لم تكن سهلة وأثبتت ذلك في المجموعة الأولى، عندما بدا أنها الفريق الأكثر حدة.
كان الفريق الآسيوي، الذي يشارك لأول مرة في البطولة، هو الفريق الأفضل هجومياً في البطولة، لكن الأمر كان يتعلق بالتوازن بين الهجوم والدفاع، وقد نجحت اليابان في فرض سيطرتها في الشوط الأول، عندما سيطرت على المباراة مبكراً ولم تتنازل عنها حتى النهاية.
ومع سيطرة هداف الفريق شينوسوكي موروكا، حيث سجل 12 من أصل 15 نقطة لليابان في أول مجموعتين، كان الجانب الآسيوي مثيرا للإعجاب، وسجل من تلقاء نفسه، في حين فقدت مصر الكرة مرات عديدة حتى تمكنت من خلق فرصة حقيقية للفوز.
ولذلك، وجد وصيف بطولة العالم لكرة اليد على الكراسي المتحركة 2022 نفسه في وضع محفوف بالمخاطر، بعد أن تلقى خسارة 6:8 في المجموعة الأولى، حيث لم يكن هناك مجال للخطأ في الجزء الثاني.
ولحسن حظ مصر، ظهر هداف البطولة في الدور التمهيدي، مجدي طلعت عبده عباس، في المجموعة الثانية، وسيطر على المباراة بأدائه الممتاز المعتاد، حيث وصل إلى 12 نقطة بعد أول 20 دقيقة من المباراة. ولم يستطع أحد إيقاف طلعت عبده عباس، الذي ضمن لمصر التقدم طوال المجموعة الثانية، ليحسمها في النهاية بنتيجة 9-7، في مباراة أخرى متقاربة المستوى للجانب الأفريقي.
ولم يكن هناك نقص في الدراما في المجموعة الحاسمة، حيث تقدمت اليابان، ثم تراجعت، وتعادلت في النتيجة قبل 35 ثانية من النهاية، 4:4، وطبقت الضغط اللازم لتأمين الفوز وحجز مكانها لأول مرة في الدور نصف النهائي في بطولة العالم الرائدة لكرة اليد على الكراسي المتحركة.
ولكن مرة أخرى، سجل طلعت عبده عباس هدفًا قبل 10 ثوانٍ من النهاية، ليرفع رصيده الإجمالي في المباراة إلى 15 نقطة ويحقق لمصر فوزًا آخر قريبًا، 5-4، في المباراة الفاصلة، حيث تأهل الجانب الأفريقي مرة أخرى إلى الدور نصف النهائي، حيث سيواجه المفاجأة الكبرى في اليوم، فرنسا.
البرتغال ضد فرنسا 1:2 (9:8؛ 2:11؛ 8:11 ركلة جزاء)
لم يكن هناك مجال للخطأ في ربع النهائيات، ومع ذلك اقتربت فرنسا حقًا من مفاجأة حامل لقب بطولة العالم وأوروبا، مما جعل الحياة صعبة في المجموعة الأولى، على الرغم من فشل الوافدين الجدد في تأمين مجموعة في الجولة التمهيدية، وكانوا الفريق الوحيد الذي لم يسجل أي نقاط في نهاية الجزء الأول من بطولة العالم الثالثة لكرة اليد على الكراسي المتحركة.
قدمت فرنسا أفضل أداء لها حتى الآن في البطولة، وبقيت قريبة من البرتغال، ولكن في النهاية، كانت خبرة البرتغال حاسمة، بالإضافة إلى أداء ممتاز آخر من هداف البطولة المشترك، ريكاردو كيروس، الذي سجل أكثر من 50٪ من نقاط فريقه في المجموعة الأولى.
وفي الواقع، كان كييروس هو من كسر الجمود في المجموعة الأولى، التي انتهت بالتعادل 8-8، بعد مباراة صعبة، حيث سجل نجم البرتغال الهدف الذهبي بعد 24 ثانية من الوقت الإضافي، ليهدي فريقه الفوز في المجموعة الأولى ويقترب من التأهل إلى الدور نصف النهائي.
لكن التحذير الفرنسي ذهب أدراج الرياح بالنسبة للبرتغال التي كانت متأخرة باستمرار في المجموعة الثانية، حيث تقدمت فرنسا 5:2 بعد أربع دقائق، حيث سجل فاتح كوهادار وماتيو دي سيليا جميع نقاط فرنسا الـ15 في المباراة حتى تلك النقطة.
طلبت البرتغال استراحة لفريقها، في محاولة لتجاوز العاصفة، لكن بدا أن المباراة تتجه إلى المباراة الحاسمة، وهو إنجاز رائع لفرنسا، التي كانت متحفزة بشكل صحيح لتقديم أكبر مفاجأة في بطولة العالم الثالثة لكرة اليد على الكراسي المتحركة.
وفي النهاية، فشلت البرتغال في ترجمة ست من أصل سبع تسديدات أتيحت لها، ودخلت المباراة إلى الشوط الفاصل، حيث سيطرت فرنسا على المجموعة الثانية بأداء خالٍ من العيوب 11:2، ووصلت إلى الجزء الأخير من المباراة وهي مليئة بالثقة.
هناك، تبادل الفريقان الضربات، لكن لم يتمكنا من الفصل بينهما بعد مرور خمس دقائق، 4:4، كل شيء ذهب إلى ركلات الترجيح، وهي الطريقة الأكثر دراماتيكية التي يمكن أن يتم بها الفصل بين الفريقين.
وهناك، كانت فرنسا، التي لم تفز بأي مجموعة قبل هذه المباراة، مثالية تماما، حيث نجحت في تحويل كل تسديداتها الخمس إلى أهداف، بما في ذلك اثنتان من النقاط من كوهادار ودي سيليا، بينما أخطأت البرتغال مرتين، وهو ما كان كافيا لجعل المباراة تذهب في صالح فرنسا.
وحقق الثنائي الفرنسي كوهادار (13 نقطة) ودي سيليا (12 نقطة) عودة رائعة، مصحوبة ببعض السحر، مما أحدث أكبر صدمة في تاريخ البطولة، حيث انتفضت فرنسا، التي لم تفز بأي مباراة أو حتى مجموعة في الدور التمهيدي، بعد خسارتها للمجموعة الأولى أمام البرتغال وتأهلت إلى الدور نصف النهائي، تاركة أبطال العالم وأوروبا حاملي اللقب خالي الوفاض.