وحدي في وسطِ ظلامٍ حالِك بشحوبِ وجهي وانكساري
أُحاول الفِرار من آلامي ولكنّني اتعثرُ في همومي
اسمعُ صوتَ ضحكاتٍ تهمسُ لي بسخريةٍ لا
تحاوِل الهروب مني سأكون لك ظِلاً
استيقظُ لأجدُ نفسي على سريري بدموعي وأحزاني
التي اغرقتُ بها وسادتي قبل نومي لأجمع
ما تبقى من اجزائي وارتدي قناعِ
السعادة ودِرعَ القوةِ والجَبروت
التي خلفهُم نيرانٌ تحرقُ كل جُزءٍ مني
تكادُ الأفكارُ تنهشُ جُمجمتي ..
الأحزانُ مخيفة لكن الأكثر
رُعباً هو التفكير بما أَحزنك أَشبهُ بمسارٍ مظلمُ لا تسمع
فيه الا الندم والحسرة اعبر عن حُزني بصمتٍ قاسٍ
ليس لأني شخصٌ غامض بل لأنني فشلتُ بأن أجد
من يُضمدُ جِراحي
وماذا عن شخصٍ كان يفهمك دون الحاجة الى كلام
لقد رحل واخذَ جزء مني
اصعبُ انواع الفراق هو الموت لأنك تعلم حينها
أنك لم تعد تستطيع سماع صوت الشخص الذي
فارقك سوى بأحلامك
الحلم الذي تتمنى ان لا
تستيقظَ منه وانت تحتضن الشخص الذي فارقك بحرقةٍ
تستيقظُ وتبدأُ البحثَ عنه بكل مكانٍ وتسأل الناس عنه
لترى في وجوههم نظرة الحُزن والشفقة النظرة التي
تكون كالسهم تخترقُ قلبَكَ لأنك تُدرك حينها أن ذلك الحُضن
كان بعيد المسافة لكَنك شعرتَ بهِ بداخلك
كيف ذَهبتَ دون وداعي تركتني أُصارعُ الحياة وحدي
لقد وعدتني أنّنَا سوف نسيرُ الدرب سوياً وننجحُ معاً
ألم تقُل لي سوف نُصبحُ اعظمَ كُتابٍ كيف تركتني وحدي
لن أنسى ذلك اليوم التي اتت بهِ أُمي بِتلكَ الدُموع ونظراتِ
الخوفِ والقلق ونطَقت بتلكَ الكلمات من بين شفتيها واخبرتني
بأنكَ رحلتَ يا صديقي وها أنا هُنا أُكمل مَسيرتنا الناقصة واكتُب
بدموعي عن آلامِ فُراقِكَ وحينها اتخذّتُ على نفسي عهداً بأن أكون كاتِباً