كهنة المعبد / بركات الطوفان
عَجِيبٌ أَمْرُ مَشْيَخَةِ الرَّزَايَا ***** تَنَمُّـــرُهُــمْ عَلَى الضُّعَفَاءِ بَادِي
وَلِسْتُوكْهُلْمَ لازِمةٌ نَرَاهَا *****عَلَيْهِمْ قَــــدْ بَدَتْ مِثْلَ السَّوَادِ
فَتَاوَاهُمْ تُنَاقِضُ كُــــلَّ دِينٍ *****وَأَعْرَافَ الْمَدَائِنِ وَالْبَوَادِي
فَهَلْ أَخْلاَقُ دِينِ اللَّهِ سُنَّتْ*****بِقَانُونَيْنِ حَسْبَ هَوَى الْعِبَادِ
فَمَا هُوَ فِي الْخَبَائِثِ صَنَّفُوهُ*****يُصَيَّـــــرُ طَيِّبًا حَسْبَ الْمُرَادِ
كَأَنَّ مَصَالِحَ الْأَقْوَامِ أَضْحَتْ*****مَصَادِرَهُمْ لِتَحْدِيدِ الْمَبَادِئ
فَهَلْ دَرَسُوا الْمَقَاصِدَ عِنْدَ نِيتْشِهْ*****لِيُصْبِحَ شَرْعُنَا عَبَثًا بِنَادِي
كَــأِنْ للِّسَّـادَةِ الْكُبَرَاءِ رَبٌّ*****حَلِيمٌ وَاسِعُ الرَّحَمَاتِ هَادِي
وَمِنْ رُخَصِ الشَّرِيعَةِ يَجْتَبِيهِمْ*****فَيَمْنَحُهَا لَهُمْ دُونَ اجْتِهَادِ
وَلِلضُّعَفَاءِ رَبٌّ ذُو عِقَابٍ*****أَلِــيــــمٍ لاَ يُخَفَّفُ فِي اشْتِدَادِ
يُحَمِّلُهُمْ مِنَ الْأَوْصَارِ مَا لاَ*****تُطِيقُ النَّفْسُ مِنْ فَرْطِ الْقِيَادِ
أَهَـــــذَا دِينُ رَبِّي أَمْ تُـــرَاهُ*****مِكَــــافِيلِي يَسُنُّ بِلاَ اسْتِنَادِ
عَجِيبٌ أَمْرُ مَنْ آتَاهُ رَبِّي*****مِنَ الآيَاتِ فَاخْتَارَ التَّمَـــادِي
فَأَتْبَعَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ طَيْفٌ*****فَأَصْبَحَ غَاوِياً مِنْ دُونِ حَادِي
وَأَخْلَدَ فِي الْحَيَاةِ إِلَى مَتَاعٍ*****يَسِيــرُ كَمِثْلِهِ نَحْوَ النَّفَـــــادِ
فَيَــا رَبَّ الْبَرِيَّةِ جَبْرَ قَلْبٍ*****لِسَــادَةِ غَزَّةٍ مِنْ كُلِّ عَــــادِ
تَقَبَّلْ مِنْهُمُ الْحَسَنَاتِ ضَاعِفْ*****أُجُورَهُمُ. بِإِحْسَانِ الْجَوَادِ
أَلاَ وَاخْتِمْ جِهَادَهُمُ. بِنَصْــرٍ*****تُؤَازِرُهُ الْكَتَائِبُ فِي اتِّحَادِ
وَجَدِّدْ عَزْمَهُمْ وَاجْعَلْ بِنَاهُمْ******كَعَنْقَــــاءٍ تَقُومُ مِنَ الرَّمَادِ