إقتباس لمشاركة: @أبا ماجد 09:42:46 - 2024/09/04
طبعاً شُروط الإيمان: أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورُسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر (( خيره وشَره ))
وأُشير هُنا بالتحديد إلى قضيَّة في غاية الأهمية وهِيَ (( الرضى )) بكل ما قَسَمَه الله سُبحانه وتعالى لك ؛
وكما أن هُنالك فِعل ، فلا بُد مِن وُجُود "رَدَّة الفعل" ولكن رَدَّة الفعل تَبقى قرار وبالإمكان الرَّد على الإسائة بالإحسان
لأنها سَتُدخِلُكَ في ((مَحَبَّة الله)) وما أعظمها مِن مُكافأة!! وتأتي هذه في قول الله عَزَّ مِن قائل في سُورة آل عمران:
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)
لأنه صَعب جداً أن نصل للمستوى الثالث وهُوَ أن نُحسن إلى مَن أساءَ إلينا!! ولذلك فإن المُكافأة عظيمة وهِيَ مَحَبَّة الله جَلَّ جلاله وتقَدَّسَت أسماؤه؛
(النظر إلى نِصف الكُوب المُمتلئ) يُذكرني بقصَّة عظيمة جداً يا أخي الحبيب "بدر" وإذا سَمَحتَ لِي بأن أنقلها للعبرة والفائدة فهي كالتالي:
#صحيح الايمان بالقدر امر طيب وان زاد عن الحد لا يظر لان امر المؤمن كله خير ان امن باقدار ربه فهي انت لا مناص منها وهي التي تأتينا رغما عنا فلا احد يغلب القدر المحتوم فلا يوجد انسان يقدر على ذلك هناك من يحاول ان يتحدى ما هو عليه ليجد نفسه يعود الى ما كان عليه فليس لاحد قدرة على تغيير اختيارات الله ولكن يحاول لما يتمنى فيجد قدر الله فيه البركة والخير الكثير عندما يستوعب عقله البشري.. أما وعن كاظمين الغيض فمن اصلح وامر بالمعروف فهو خير له ولغيره فليكن اقرب الحلول بينه وبين غيره العفو فهو خير لان الاجر هلى الله.. #
لعله خير هي إحدى القصص التي تعبر عن الإيمان الداخلي للبشر وتفاوته ومدى شعور الإنسان بأنه ما يفعله الله له هو كل خير حتى وإن كان ظاهره العكس، فهي رسائل ربانية تعبر عن عظمة الله وحسن صنيعه بعباده حتى وإن كنت ترى عكس ذلك، وهذه القصة لرجل حكيم رأى الخير في المحن منح ربانية.
قصة لعله خير :
يروي الأجداد عن وزير حكيم اتصف بالإيمان والورع الشديد خرج مع الملك في نزهة للصيد وكان كلما اصطاد الملك صيد قال : لعله خير، وفجأة وعلى حين غفلة سقط الملك في فخ من الأفخاخ داخل الغابة وجرحت يده، فقال الوزير : لعله خير، فسمعها الملك وأغضبته، وذهب الملك إلى الطبيب فقال له الطبيب أن إصبعه يجب أن يقطع فقال الوزير : لعله خير، فاستشاط الملك غضباً ورفض قطع إصبعه إلا أن النزف استمر واضطر إلى تنفيذ أوامر الطبيب، وبعد إنهاء العملية قام الملك باستدعاء الوزير، وقال له ما هو الخير الذي تراه في قطع إصبعي، إنك لخائن وعاقبه بالسجن المؤبد.
فائدة الإصبع المقطوع :
بعد هذه الحادثة بوقت طويل خرج الملك في نزهة بعيدة جداً عن مملكته للصيد، ولكنه وقع أسيراً في يد عبدة للأصنام، الذين سارعوا بتقديمه قرباناً للآلهة، وأعلنوا أن ذبحه سوف يكون تحت أقدام الإله، وما أن مسكوه حتى يذبحوه حتى وضع يديه على عينيه وما أن رأوا الإصبع المقطوع حتى توقفوا عن المراسم وتركوه، اندهش الملك ولكنه سرعان ما علم السر وراء ما حدث فالإصبع المقطوع هو سبب نجاته، فلا يمكن أن يقدموا قرباناً ناقصاً للإله.
استدعاء عاجل للوزير :
عاد الملك سريعاً إلى مملكته وهو يحمد الله على نجاته من هذه المحنة الرهيبة وقام باستدعاء الوزير قائلاً له : كيف رأيت الخير في قطع إصبعي، وفي سجنك فأنت ظللت تردد لعله خير دلني، قال الوزير : لو لم يقطع إصبعك، كنت في عداد الأموات أيها الملك، ولو لم تسجني كنت القربان التالي لهؤلاء المجانين، ولكن الحمد لله الذي نجاك بقطع إصبعك ونجاني بسجني.
قصة لعله خير من القصص الإيمانية :
فهي تتحدث عن الإيمان الكامل بالله، وبقدره حلوه ومره، بدون إنكار أو انزعاج من المصائب التي تحل بنا والتي قد تكون المنجية لنا ونحن لا نعلم، فقد أخبرنا نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه أنه حتى الشوكة ترفع عنا خطيئة وتمنحنا ثواب فقد قال صل الله عليه وسلم “ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة” فهنيئاً لنا بهذا الدين العظيم.
اشكرك على القصة الجميلة..
# فعلا لعل كله خير .. لان الأقدار بيد الله وهو المدبر لامورنا فهي كلها خير لنا مهما كانت امر المؤمن كله خير ان اصابه بلاء صبر وان اصابه نعماء شر.. هكذا المؤمن الذي لا يسئم من الرضى بما يجلب له الله ولنا في اقداره الخير الكثير السعادة اساسها الرضى بكل الأمور من الله ثم اعراضها راحة البال التي تساوي الدنيا وما عليها فنحن مع الله والله معنا ونحن له واليه نرجع واليه يرجع الأمر كله فلا داع للقلق والتوتر والخوف فكل امر مدبر بجلاله فإن اردت ان يرضيك سوف يرضيك فليس الجبار بجبروته فقط انما الجبار جبر للقلوب هذا من ناحية العلاقة بيننا وبين الخالق جل وتقدس .. اما عن الحياة فهي تريد منا الاخذ بأسبابها والعمل بما يناسبنا لا ما يناسبها وان لا نكن عبيدا لها بل كلنا احرار في عبادة الله وان نسعى فوق مناكبها ونرجوا القبول والرحمة من الخالق .. الحياة ليست مجرد نقطة على السطر وكفى هي تحمل الكثير من التفاصيل إن اهمتلها فهو خير لك وان سعيت فسعى ولا تنسى نصيبك منها .. ولكن .. لا تفريط في كل امر فالاعتدال اساس الراحة لا تكلف نفسك فوق طاقتها هذا بخصوص الحياة .. اما عن البشر فدع الخلق للخالق فقط عاملهم بالإحسان والمعروف ولا تكن بينك مسافات قصيرة جدا دع لنفسك مساحة كبيرة …
أخي المسلم يجب أن يتمتع تفكيرك بالقدر المناسب من الحكمة والإيمان لاستيعاب كافة الأمور المحيطة بك، والتيقن التام بأن جميعها في مصلحتك وليست ضدك أو نقمة من الله كما يظن البعض بل غفران لك وإزالة للسيئات ورفع للدرجات، فهذه القصة تدعونا للإيمان والثقة في الله فهو وحده العالم بأمورنا والصالح لها مهما كان الظاهر ضد رغبتنا إلا أنه يصب في مصلحتنا الشخصية فها هو نبينا موسى حينما رافق الخضر ورأى منه العجب الذي في ظاهره الشر والحقد والكراهية ولكن باطنه المنفعة والحرص على مصلحة الناس، وعلى الرغم من علم موسى بحكمة الخضر إلا أنه سرعان ما تشكك فيها لأنه أخذ بظاهر الأمور وليس بباطنها، ولله المثل الأعلى فليس أحداً مثله فهو المدبر لنا والصانع بنا والأحق بالإيمان وحده.
# احييك .. ليس كل شيء نظرية مؤامرة هناك من يكن قاسي معك ومشكلته مع غيرك .. وليست اغلب الامور تدار بالقوة لان القوة لا تعني السيطرة على الوجهه الاخر من الشخص .. بل تعني إجابرة على تخطي اراءك وعدم الاتيان بها مع مرور الوقت .. الامر نسبة وتناسب ففي اغلب الأوضاع لا يعني ان تتقبل السلبية ثم تضغط على نفسك الى ان تضطرب وليس الامر ان تعيش في نوبه من التشكك في اغلب امور حياتك فترى كل مكان وراء مؤامرة وكل امر قضية الامر يحتاج الى الكثير من الصبر وطوال البال مع الكثيرو الكثير من العقلانية ..
وأخيراً وليسَ آخراً ،، كل الشكر والتقدير لك يا أخي العزيز والمُبدع بلا حُدود ( بدر ) حفظك الله
على طرحك الجميل والهادف والمُوَفَّق للغاية ، ولا تحرمنا مِن جديدك ؛
ودُمتم بأمان ،، وحفظ الرحمن

جد اسعدني تواجدك في مواضيعي .. اشكرك.. 🌹