يعاني كبار السنّ من العصبية الزائدة أو نوبات الغضب نتيجة مجموعة من الأسباب، كتغيرات عاطفية كالشعور بالاكتئاب أو القلق، أو تغيرات الشخصية التي تسببها بعض الأمراض مثل الحرف أو الزهايمر، أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية، ولا بدّ من التعامل مع العصبية الزائدة عند كبار السنّ وفهم أسبابها وطرق علاجها.[١]

أسباب العصبية الزائدة عند كبار السن
توجد العديد من الأسباب التي تُسبّب العصبية الزائدة عند كبار النفس، ومنها ما يلي:[٢][٣]

الأمراض الجسدية وآلام الجسم: يؤدي تقدّم السن إلى المزيد من الأمراض، وآلام الجسم، مثل آلام الظهر، أو ضعف البصر، ويصبح كبار السنّ غير نشيطين، ويُعانون من آلام مزمنة تؤثر سلبًا على قدرة تحمّلهم، ويجدون صعوبة في المشاركة بالأنشطة البدنية التي اعتادوا القيام بها والاستمتاع، مثل الرياضة.
التعب: يُعاني كبار السنّ من التّعب والإرهاق بشكل سريع لأي مجهود يبذلونه، كما قد يعانون من اضطرابات النوم التي تزيد الشعور بالإرهاق لديهم، الأمر الذي يجهل مشاعرهم غير متوازنة، ويؤدي إلى حدوث نوبات غضب.
عدم الراحة: يحتاج كبار السنّ في أغلب الأحيان إلى من يقدّم لهم الرّعاية، ويلبي حاجاتهم، وقد يحتاج بعض كبار السنّ إلى مساعدة مستمرّة على مدار الساّعة لا تستطيع أُسرهم تقديمها، مما يؤدي إلى شعورهم بالعصبية الزائدة.
صعوبة التواصل مع الآخرين: قد لا يستطيع بعض كبار السنّ التعبير عمّا يجول في خاطرهم، لذلك يلجأون للصراخ للتعبير، كما أنّ بعضهم قد يكونون غير قادرين على الكلام، لذلك يُعبّرون من خلال رمي الأشياء.
الإحباط: يكون الأفراد معتادين على إنجاز أمورهم الشخصية مثل ارتداء الحذاء أو القميص، وصلب كبار السنّ بالإحباط عندما يجدون أنفسهم غير قادرين على ذلك.
عدم قبول تغيّر الزمن: يجد كبار السم أنفسهم في غرباء عن العالم الجديد مع تقدّم الزمن، كما أنهم يُعانون من صعوبات في تعلّم الأشياء الجديدة مع تطور التكنولوجيا وغيرها، مما يُسبب الانزعاج.
التغيّرات الهرمونية: يعاني الرجال والنساء من تغيرات هرمونية مثل انخفاض هرمون التستوستيرون عند الرجال، الذي يسبب بعض الأمراض الجسدية مثل ضعف الانتصاب، أو الصلع، ويؤثر على عواطف كبار السنّ.
الإصابة بسكتة دماغية سابقاً: ترتبط إصابات الدماغ بجلطة أو سكتة دماغية بتغيرات في الشخصية مما قد يُسبب العصبية الزائدة عند كبار السنّ.
الإصابة بالخرف: قد يسبب الخرف سلوكًا عدوانيًا عند كبار السنّ مثل الصراخ، أو الشتائم، أو رمي الأشياء، ويعتقد البعض أن هذه السلوكيات من أعراض الخرف، وفي الحفيف قد يكون لدى كبير السنّ صعوبة في التعامل مع فقدان الذاكرة، أو بسبب حاجة لا يستطيع تلبيتها.[٤]

نصائح لتقليل العصبية الزائدة عند كبار السن
لا بدّ أولًا من التحقّق من العصبية الزائدة لكبار السنّ ليست نتيجة أسباب مرضيّة، لذلك يجب استشارة الطبيب، وتوجد بعض النصائح التي يمكن اتباعها ومنها:[١][٥]

أكّد دائمًا لكبار السنّ أنّك تُحبّهم، وأخبرهم أنك تحتاج لأخذ فترات من الرّاحة كي تستطيع القيام برعايتهم على أفضل وجه.
عبّر عن مشاعرك دائمًا لكبار السنّ فأخبرهم عن امتنانك واشكرهم عندما يتصرفون بشكل لائق، واعبّر عن مشاعرك عندما يتصرفون بشكل غير لائق.
أشركهم دائما في النشاطات اليومية وأكد لهم بأنهم مُهمّين وبأنك بحاجة لوجودهم حولك وإلى جانبك.
لا تأخذ عصبيتهم على محمل شخصي، وحاول أن تتفهم أن تصرفاتهم نابعة عن مُعاناة بداخلهم.
حاول أن تُساير كبير السن، خاصة في أوقات العصبية الشديدة، وحاول أن تتفادى زيادة المُشكلة أو الرد بنبرة صوت مرتفعة فقد تزيد من حدة العصبية لديهم.
حاول تهدئة كبير السن عند حدوث نوبات العصبية قدر المُستطاع وطمئنه دائماً بأن الأمور ستسير على ما يُرام.
لا تُشعر كبير السن أنه غير مقبول، تقبّله كما هو وساعده على أن يتغيّر للأحسن أو أن يُقلل من عصبيته بنفسه دون انتظار مُساعدة من الخارج.

علاج العصبية الزائدة عند كبار السن
لعلاج العصبية الزائدة عند كبار السن يجب علاج المُسبب، وفي أغلب الأحيان يتطلب الأمر علاجات سلوكية إضافة لعلاجات نفسية لمُساعدتهم على التأقلم بشكل أفضل مع التغييرات التي يُمكن أن تطرأ على حياتهم، كما يُمكن استشارة الطبيب بخصوص استخدام مُكمِّل الجينسينج (Ginseng) لكبار السن، كون الدراسات وجدت أنه قد يُساعد على زيادة قدرة الأشخاص على التأقلم وتقبل التغييرات الجسدية والنفسية التي تُرافق تقدّم العمر