تهادى صدى الريح من بوابة الوهن
وأنشدَ العمر معزوفة الفتنِ
خبت لوعة الأيامِ عن نبض الزمان
وغابتْ صور العشقِ في لجة الوسنِ
يا عصرَ الغموض في هفوة الأجلِ
كيف نعيدُ نظمَ القصائدِ بحلة الزمن
كم نزفنا دموعَ الوداعِ في كمد
وحنطنا دواوين الشعر في كفنِ
في غياهب الآفاق تلهو كلماتنا
بعيدا بينَ واقعِ الوهم والمحنِ
يا نفسَ الزمانِ، كم عصفتِ بخافقي
وبعثتِ في روحي آهات من الشجنِ
تنادتْ أغاني العشاق في الدجى هائمة
كأنها أطياف أشباح في ساعة الكمنِ
في ظلالِ الوردِ نشدو بأغنيةٍ
نحكي فيها للزمان قصة الوهنِ
يا لجةَ الأيامِ في سردِ الحكايا
تفوحُ عبقًا في ذاكرةِ الخبايا
بلاغةُ الحرفِ لا تقبرها الأزمان
تحملُ أسرارَ بوح في حلةِ البيانِ
يا أرواحَ أشعار في حضرةِ الفكرِ
اليوم نسقيك زخات من المطرِ
كم هامسنا الأقدارَ بلغةِ السرابِ
وكتبنا أساطير الدهر رغم الخراب
يا قرن هل تأتي بعدكَ أحجيةٌ
تروي لنا السطر الأخير لحظة الهجر