ما هو السبيل إلى تحقيق مدرسة ذات نوعية؟
أسامة طبش
إن قطاع التربية والتعليم في أي مجتمع حساس جدًّا، ومن أبرز الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، مدرسة ذات نوعية وجودة، ولا شك أن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب الأخذَ بأسبابه، ومنها التي سنوردها في النقاط التالية:
1- أن تكون البرامج المقدمة إلى التلاميذ تتلاءم وتتواءَم مع مستوياتهم، ومرتبطة بواقعهم الاجتماعي الحيوي، فالهدف من أي برنامج هو قابليته للتطبيق على الأرض وحصد ثماره.
2- ضبط برنامج وخُطة عمل منذ بداية السنة فيما يتعلق برزنامة الامتحانات، أو العُطَل، أو أي أمر يَخصُّ الأمور القانونية؛ حتى لا يحدث فيها اضطرابٌ مستقبلًا، وحتى يسود الهدوءُ في العملية التعليمية.
3- منح الوقت الكافي للأستاذ أو المدرس؛ ليحضِّر دروسه بشكل جيد، وينجح في تقديمها إلى تلاميذه في أفضل شكل ممكن، فالقالَب أو الإطار الذي يُقدم فيه الدرس يلعب دورًا في جذب التلاميذ، وإحداث التغيير المطلوب فيهم، وبالتالي استفادتهم من المعلومات المقدمة.
4- جذب التلاميذ إلى المدرسة من خلال الأنشطة الثقافية أو الرياضية؛ لأنهم في سنٍّ تجعلهم يعزفون عن الدراسة، وهذه وسيلة ناجعة لربطهم وتحبيبهم فيها، فالأنشطة الثقافية والرياضية مُنشطة للفكر ومُنعشة للجسم، وسبيل لاكتشاف المواهب الصاعدة لاحقًا، للمشاركة في مسابقات مدرسية على سبيل المثال.
5- أن يكون عدد التلاميذ مقبولًا ومعقولًا، وبرأيي ألا يتجاوز العدد 15 تلميذًا في كل فصل، لضمان جوٍّ حسنٍ للدراسة، وهذا منعًا لأي تشويش، فالعلم يَلزَمُه مناخٌ يَسهُلُ فيه إمكانية الوصول إلى مُتلقِّيه في أفضل ظروف ممكنةٍ.
6- متابعة السيرورة التعليمية والتواصل الدائم مع المدارس على مدار العام، ويكون هذا بـ: - مراقبة تطبيقهم للبرامج وسَيْرهم عليها.
♦ معرفة الاحتياجات التي يعانونها لتلبيتها؛ سواء كانت مادية، أو معنوية.
♦ تَثمين الجهود والتكريم للفاعلين بالمؤسسة، ويا حبذا لو يُصبح عادة حميدةً وتقليدًا يُتَّبَعُ.
7- منح قدرٍ معيَّن من الحرية للأستاذ في تقديم دروسه؛ لأنه الأعلم بحال تلاميذه، كما أن ذلك يُمكِّنه من استغلال واستثمار القدرات لديه بشكل جيد، فيتطوَّر ويبلغ المستوى العلمي الذي يَرومه على المستوى الشخصي، فالجانب الذاتي للمعلم مُحفِّز له هو أيضًا في هذا المقام.
8- تطبيق أحدث المناهج والمقاربات التعليمية، والتي تسري حاليًّا هي تلك المتعلقة بالتدريس، انطلاقًا من تنمية الكفاءات لدى التلميذ، بتطوير كفاءةٍ هي موجودة أصلًا لديه، ونَمنح نموذجًا عن ذلك، ففي مجال اللغات الأجنبية الأستاذ مطالب بتوجيه وإرشاد التلميذ كيف يتحادَث بها شفاهًا في سياق معين، ويكون هذا التلميذ قد حَصَّل فيما سبق قاعدة لغوية متينة في اللغة.
9- أن يكون الراتب الذي يتقاضاه المدرس كفيلًا بأن يوفر له مستوى عيش لائق؛ حتى يتفرغ كليَّةً لرسالته السامية، ويَحظى بالرضا النفسي، فالجانب المادي له أهمية في تحفيزه، وينعكس بصورة طيبة على المستوى النفسي؛ كي يعمل الأستاذ وهو هادئ البال مرتاح.
10- تفاعل أولياء أمور التلاميذ مع ما يقدَّم في المدرسة، ومتابعتهم الدائمة لأبنائهم، والسهر على الأخذ بإرشادات مدرسيهم، ونصائح المرشدين الاجتماعيين العاملين على مستوى المؤسسة التعليمية، فكل فاعل من هؤلاء يلعب دورًا بصورة متكاملة ومترابطة.
إن الوصول إلى مدرسة ذات نوعية يعتبر هدفًا ساميًا، ومشروعًا يضطلع به الفاعلون الأساسيون بها، والمسؤولون عن قطاع التربية بصورة عامة، وحتى المجتمع المدني من جمعيات وهيئات تَهتم بالجانب الاجتماعي، وتسعى إلى ترقِيته والرفع من مستواه؛ ليضاهي المجتمعات، التي سارت أشواطًا في الجانب العلمي والثقافي، وكان مبدؤها في ذلك النشءَ الصاعد بتربيته وتعليمه.