table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin-top:0in;
mso-para-margin-right:0in;
mso-para-margin-bottom:8.0pt;
mso-para-margin-left:0in;
line-height:107%;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:"Calibri","sans-serif";
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
الغالي ذهب ولن يعود ....
درسنا سويا ولعبنا سويا وراهقنا سويا ,,,, ونمت في بيته ,,,, وأكل من طاولة غداء بيت أهلي
كنا اكثر من أصدقاء ,,, أو أكثر من أن يقال عنا أشقاء ,,,, وأكثر من أخوة تجمعهم حنية الدماء ,,,
تربيت في كنف والدته ووالده ,,,, وترعرع بين إخوتي وجيراني ,,,,, قصصنا مشتركة وأحاديثنا متحدة وأهدافنا متوافقة
كان يعيب علي جديتي في كل صغيرة وكبيرة ,,,, وكنت أعيب عليه سطحيته في الحياة ,,وعدم أكتراثه بها ,, مما يدفعني لأردد له عبارة (( أنت بعت الدنيا بقشرة بصل )) فيضحك ويجاوبني بهزليته المعتادة أحسن من أن أكون مثلك ((قابضها زيادة )) ويعني أنني امسك الحياة بقبضة قوية
لم أكن أتوقع يوما من صديقي ذاك أن يكون صاحب موقف جاد أو أن يكون قياديا فهو بسيط جدا حتى أنه عند وصوله لمحطة يقف فيها عند قرارات مهمة كان يستشيرني في الكبيرة والصغيرة منها ,,,,
إلا في ذاك اليوم الأسود الذي أتصل صوته باهت على هاتفي ليقول لي تعال بسرعة أمي في المستشفى من جراء حادثة سير أليمة ,,,, أغلقت هاتفي كالمجنون وطرت إلى المستشفى لأجده في قمة حزنه والأسى يأكل أطرافه والحيرة تلبس وجهه... ودون دموع وبثبات تام قال لي رحمها الله توفيت ,,,,,
ودون أي هوادة أتممنا أنا واصدقائي ومعارفه مراسم الدفن والتشييع وانتهى كل شيء بهدوء تام كما بدء ... وبعد يومين من الانتهاء من التعزية أتصل بي ليقول لي تعال معي الشرطة تطلبني من أجل الحادث الذي تعرضت له أمي ,,,
وفي الموعد المحدد ذهبت برفقته الى مركز الشرطة ليعلمنا الضابط بأن الحادث سجل ضد مجهول وأن السيارة التي صدمت أمه لم يتعرف عليها أحد ,,, وأن كل الحادث قضاء وقدر ,,, وفي النهاية أخبرنا الضابط بأن يوقع على المحضر ابنها الوحيد ليتم التنازل عن القضية بشكل تام وينتهي كل شيء ... هنا حاولت التدخل لكن بإشارة من يد صديقي ألجم لساني فيها فنظرت إلى عيونه فوجدتها ثابتة مصممة لا تحتاج للنظر بأخرى لتعينها ,,,, ودون أي تفكير أمسك القلم بيد ثابتة ووقع على المحضر ,,, وخرجنا من المركز وأنا تلفني حرارة رهيبة وانفجار في صدري وقشعريرة في اطرافي ,,,, نظرت إليه قلت له يا صاحبي ماذا فعلت ؟؟؟ هذا دم أمك ,,,, فلم يجيب بأي كلمة ,..,.. تداركت أنه لا يريد الكلام ,, فسحبته من يده وقلت له تعال معي لدي صديق محامي سياساعدنا ,,,, نظر ألي نظرة فيها من الهجومية أكثر مما فيها من الهدوء ,,, ولأنه شاهد أنني أحترق من الداخل دخل معي مكتب صديقي المحامي مرغما ,,,, وجلسنا نستشيره ,... وحكيت للمحامي القصة كاملة
فأبتسم ابتسامة التاجر الذي سيتم صفقة رابحة ,.... ووجه نظره نحو صديقي وقال له
لا تقلق ,,, الموضوع صار عندي ,,,, سأرفع لك دعوى نسبة نجاحها مائة بالمائة وأحصل لك مليونين .... تعطي لي منها نصف مليون ,.,, والباقي لك ...
هنا ساد صمت رهيب في المكتب لثوان
ليقف صديقي وينظر إلى المحامي ثم ألي نظرة حادة ... ومن ثم قال :
محامي .... دعوى ...... مائة بالمائة ..... مليونين ....
كل هذا لا يساوي ظفر من أظفار أمي
أستاذ .... الغالي ذهب ولن يعود ,,,,, ولست أسف على الرخيص ,...
ومن ثم استدار نحو الباب ....و بثبات الليث مضى ....
مع أجمل تحيات
نيسان
بتصرفي ,,,,,
1-8-2024