تفتقر الدراجات النارية إلى أنظمة السلامة الكامنة، التي تتوافر في السيارات،

مثل شدادات أحزمة الأمان؛ حيث تقتصر جوانب الحماية على الواقيات المعدنية،

ولا توجد أية وسادات هوائية في المقود. لذا تعد الملابس المزودة بوسادات هوائية بمثابة درع الأمان لقائدي الدراجات النارية.

وأوضح روبريشت مولر، من المركز التقني ADAC بمدينة لاندسبيرج، أنه يمكن لقائد الدراجة النارية ارتداء الملابس المزودة بوسادات هوائية إذا رغب في حماية نفسه عند وقوع حادث، وذلك اعتمادا على الكيس الهوائي المنتفخ.

حماية الصدر والظهر

ويعتقد الخبير الألماني بأن هذا هو الحل المنطقي، وأضاف قائلا: "في حالات التصادم فإن جواكت أو سترات الوسادات الهوائية تحمي السائق في منطقة الصدر والظهر بصفة خاصة، وتوفر إمكانية حماية كبيرة".

ومن جانبها، أكدت منى بيكاريك، المحررة في مجلة "موتوراد" الألمانية، على المزايا، التي توفرها ملابس الوسادات الهوائية مقارنة بالواقيات التقليدية المدمجة في الملابس المخصصة لقائدي الدراجات النارية، وخاصة أن نطاق الحماية في منطقة الجذع أكبر بكثير من البذلات المعتادة والمخصصة لقائدي الدراجات النارية.

وإذا رغب قائد الدراجة النارية في شراء أحد جواكت أو سترات الوسادات الهوائية، فيجب أن يتوقع التكلفة العالية لمثل هذه المنتجات.

وعادة ما يتم تشغيل الموديلات القديمة بواسطة حبل إطلاق الوسادة، والذي يجب ربطه بالدراجة النارية، وأوضح روبريشت مولر قائلا: "تنطوي هذه التقنية على مفارقة كبيرة؛ حيث تظهر الاستجابة ببطء شديد في كثير من التصادمات، علاوة على أنه يتعين على قائد الدراجة النارية تذكر ربط حبل إطلاق الوسادة بالدراجة النارية دائما".

مرحلة النضج

وبدوره، أوضح ماتياس هاسبر، من معهد سلامة الدراجات بمدينة إيسن الألمانية، أن الكثير من أنظمة الوسادات الهوائية قد وصل بالفعل إلى مرحلة النضج حاليا، وتوفر العديد من الشركات مثل Alpinestars وDainese وHelite منتجات يمكن ارتداؤها تحت الملابس أو فوقها، وتظهر الاختلافات فيما بينها في عدد النطاقات المراد حمايتها وطريقة انطلاق الوسادات الهوائية.

ويتم التحكم في أنظمة الجيل الجديد من الوسادات الهوائية إلكترونيا؛ حيث تنتفخ من تلقاء نفسها، وأضاف روبريشت مولر أنه سرعان ما تعمل الأنظمة المرتبطة بمستشعرات على شوكة الدراجة النارية، والتي تتعرف على أول تصادم بالعجلة الأمامية عند السير على سرعات عالية أو في حالة السقوط والتصادم، وبالتالي فإنه يتم انطلاق الوسادة الهوائية بشكل مبكر، ومن ضمن المزايا الأخرى قدرة هذه التقنية على التعرف على نوع الحادث مثل الانزلاق الجانبي.

أهمية السراويل؟

وتحيط السترات والجواكت بالجزء العلوي من الجسم وتوفر الحماية له، في حين أن السراويل المزودة بوسادات هوائية لا تحمي قائد الدراجة النارية بالضرورة من التعرض لإصابات مهددة للحياة، ويتشكك روبريشت مولر من أهمية السراويل المزودة بوسادات هوائية؛ نظرا لأنها تكون أثقل من السراويل التقليدية ولا توفر تهوية جيدة، فضلا عن أن الوسادات الهوائية تحد من راحة الارتداء.

ونظرا لأن السراويل المزودة بوسادات هوائية توفر حماية لمنطقة الحوض الوركين والفخذين، وتعد هذه النطاقات أكثر عرضة للإصابة عند وقوع حادث، فإن ماتياس هاسبر يرى أن هذه التجهيزات منطقية ولها أهميتها.

متطلبات الراحة

ومن المهم أن يلبي الجاكت أو السترة متطلبات الراحة الخاصة، وأضاف ماتياس هاسبر قائلا: "عندما تكون السترة مريحة فإن قائد الدراجة النارية سيرغب في ارتدائها طوال الوقت". ولذلك ينصح الخبراء الألمان بضرورة تجريب هذه الملابس في المتجر قبل الشراء للتحقق مما إذا كانت مناسبة ومريحة.

ويرجع اختيار السترات، التي يتم ارتداؤها تحت جاكت الدراجة النارية أو فوقه، إلى الذوق الشخصي، وأضاف ماتياس هاسبر أنه في حالة ارتداء السترة تحت الجاكت فإنه يجب توافر مساحة من 4 إلى 5 سم لكي ينتفخ الكيس الهوائي بصورة صحيحة عند وقوع حادث، ولكن عند ارتداء البذلة الكاملة الجلدية، فغالبا لا تتوافر مساحة لكي يتم ارتداء السترة تحتها.

فهم طريقة العمل

وأكد ماتياس مولر على أنه يتعين على قائد الدراجة النارية معرفة وفهم طريقة عمل الأنظمة الإلكترونية، وذلك لتجنب أخطاء التشغيل وعدم الحد من فعالية الحماية؛ حيث يجب معرفية كيفية تفعيل النظام وكيفية إجراء الفحص الوظيفي.

وإذا كان الكيس الهوائي في حالة سليمة، فإنه يكفي في هذه الحالة شراء خرطوشة إطلاق جديدة لكي يتم إعادة تفعيل الوسادة الهوائية، وعادة ما يمكن استبدال خراطيش الغاز بواسطة المالك أو في المتاجر المتخصصة.

ومن الأفضل إجراء فحص وظيفي للوسادة الهوائية لدى المختصين بعد وقوع حادث، وهنا يجب إرسال ملابس الوسادات الهوائية إلى المتجر أو الشركة المنتجة، وأشار ماتياس هاسبر إلى أنه اعتمادا على التكنولوجيا المستخدمة والشركة المنتجة فإنه يجب إرسال أنظمة الوسادات الهوائية القابلة للارتداء كل سنتين أو ثلاث سنوات إلى الصيانة.