نصّ ذو كثافة عالية حتى كاد أن يستغلق!

مفرداته تبدو مألوفة و لكنّها موغلة في الرّمزيّة: الأوصال؟ مكارم" النفس"؟ "جعبة" الريح؟ "نعتنق" الثوب الأبيض؟ "راية" الرياء؟ الحق؟ هنيهة؟ ثم الضمير نحن، من نحن؟!

فلسفة النصّ مزيج من "الوحودية" و" العبثية" أو هكذا بدا لي و الملمح العام له، عبارة عن لقطة (هنيهة) أخذت من مسرحية تراجيدية، لقطة انتهت بصرخة تستبطن ألما عميقا…

الضمير “نحن” في النص قد يعبر عن الفرد أو جماعة من الناس أو ضمير الانسانية جمعاء…و قارئ النص عموما سيكون امام امرين، إما الاستعلاء (و هذا سيورطه بان يكون شاهدا حيا على “صدقية” النص) او سيعتبر نفسه شريكا أصيلا في ااـ"نحن" مما يؤدي به إلى جلد الذات بصورة عبثية لا تزيده إلا الانخراط اكثر في “طقوس” النفاق الجماعي!

مع هذا النصّ، لا يفيد التعالي و اتخاذ موقف الواعظ و السفر عبر الزمن هروبا للوراء او للأمام ، فالامر ليس مجرد انحراف عن نموذج مثالي بل أصبح من نسيج أنفسنا و عقولنا و النص لم يقدم حلا (و هو ليس مطالبا بهذا) و إنما لامس عمق المأساة فينا ..

الإقرار بما فينا - كما هو- هو نقطة البداية و بدونه لن يكون سوى مزيد من النفاق!

ملاحظة: هذه مجرد قراءة للنص قد تكون قراءة إشكالية لأن النص بطبعه إشكالي و الهدف من هذه القراءة هو الحثّ على التعامل بعمق مع هذا النص لأنه يستحق ذلك.

ودي و الاخترام.