الطفل الحساس العنيد
هو نوع معين من الأطفال يلاحظ منه وجود تشتت في التركيز و كثرة الشرود و تشتت في الحركة و الحديث و يظهر مبالغات غير متناسبة مع المواقف و كذلك إفراط في ردود أفعاله و يحب التمرد عن كل شيء فقط لأجل الاختلاف و التمرد و كسر الروتين و أيضا يكره الأوامر و الإلتزامات بالقواعد و المواعيد و قد يبدي تصرفات عدوانية غير مرغوب فيها من طرف من حوله .. قد تم وضع هذا الطفل في تشخيصات الطب النفسي تحت ما يسمى باضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه ADHD .. و لكن يذهب المتعمقون في الحالة أكثر إلى اعتباره وراثيا و نوعا مختلفا في الشخصية يتطلب فهما و تثقيفا و توعية و معاملة خاصة من طرف الوالدين و الأسرة و كذلك المدرسة و المجتمع و في كل محل يحتاج الطفل إلى التواجد فيه .. لأنه من الضروري أن يعبر عن طيشه و تصرفاته و يفرغ طاقته لذلك تحتاج إدارته إلى ذكاء خاص
ما هي أهم الإحتياجات النفسية التي لابد من توفيرها لهذا النوع المختلف من الأطفال ؟
أولا :
الشعور بالأمان و الإطمئنان و إبعاده عن كل ما يسبب له الخوف و القلق و التوتر و النرفزة .. الخ
ثانيا :
الشعور بالحب و أنه مرغوب فيه كما هو بحلوه و مره و سنأتي لاحقا لطرق التعامل مع تصرفاته
و أيضا تجنب ربط أفعاله بشخصيته في الحديث معه كمثال : ( أنت طفل سيء ، أنت ولد عاق ، ابتعد عني .. الخ )
ثالثا :
من الضروري أن يتم اكتشاف موهبته بشكل مبكر و توفير المناخ الذي يناسبه و يبدع فيه ..
من المهم كذلك أن يتم تعليمه لأن التعليم الجيد و المبكر هو اللبنة الأولى التي تساهم في تكوين شخصيته
ما هي الطرق الصحيحة و السليمة التي علينا اتباعها في تعديل سلوكياته غير المستحبة ؟
علينا أولا أن لا ننسى حقيقة أنه طفل مفطور بطبيعته على التمرد و الحاجة الملحة إلى الاختلاف و كسر الروتين و الرغبة في التجديد و التنوع و بالتالي علينا الحذر من وسم شخصه بوسوم و تسميات معينة غير منصفة في حقه لأنه طفل ليس كبقية الأطفال و يأخذ كل ما يقال له أو عنه على محمل شخصي و يصدقه و يحاول تجسيده في حياته و واقعه و بالتالي يكون ضارا لنفسه و حتى لمربيه و لغيره .. لذلك تجنب إصباغ الأحكام اللفظية عليه و أيضا تجنب دفعه بالإكراه إلى شيء معين لأنه لن يمتثل لمجرد الامتثال أو تقليد الغير أو لأنك أمرته بذلك لأن تعديل سلوك الطفل العنيد يتطلب إقناعا و يتطلب ترغيبا أي أنه يحتاج إلى إدراك و استشعار الجدوى و العلة و المنفعة التي تدفعه إلى الدخول في السلوك المناسب لأنه لا يستطيع التغير من دون فهمه للجدوى من وراء التغيير .. بالنسبة لسلوكياته التي نعلم نحن أنها غير سوية و ضارة هو لا يعرف أنها كذلك و حتى يستطيع تغييرها يحتاج إلى أن يعرف مضارها مثلما نعرفها نحن و هذا الإقتناع لا يحدث في الحين قد يأخذ شهور أو سنوات .. لذلك فالمربي النفسي المحترف و الواعي بهذا النوع من الأطفال يدرك كيف يعدل و يقنع الطفل من دون أن يجرح مشاعره أو يلغي شخصيته و الأصعب في التربية النفسية للأطفال العنيدين هم الأطفال العقلانيين لأنهم لا يستجيبون للتغيير العاطفي بسهولة مثل بقية الأطفال العاطفيين العاديين .. بحيث لا يرتاح الأطفال العقلانيين في استخدام جانبهم العاطفي لذلك لا يستطيعون التقاط حاجة الناس العاطفية لذلك يبدون باردين و غير مبالين و يساء فهمهم ولا يتم التماس العذر لهم بسبب جهل الناس بهم و ربما حسدهم على مواهبهم العقلانية و ايضا عدم ادراكهم بأن نضجهم العاطفي سيتأخر إلى ما بعد سن 40 فما فوق .. و لهذا ينبغي التثقف أكثر و حتى الطفل نفسه من الضروري تثقيفه عن نفسه حتى يكون على وعي و على ادراك و على مهارة بكيفية إدارة اختلافه و عواطفه بنفسه دون أن يقع في تشوهات معرفية و نفسية تفسد حياته و حياة من حوله ..