السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين...
-----------------
أنتم بركتنا وقدوتنا
يخطئ المسن حين يعتقد أنه "خلاص" انتهى دور في الحياة، وانه أصبح عالة، أو في هامش المجتمع " لا لزوم له "!
بل الحقيقة أن المسنين عامة هم حجر أساس في بيوتنا وحياتنا ومجتمعاتنا، هم بركتنا وقدوتنا، بخبراتهم الحياتية، وحتى بخبراتهم الوظيفية السابقة. إنهم لنا بمثابة الحضن الدافىء، والنهر المعطاء الذي نغرف منه المعرفة التي كرستها تجاربهم وخبراتهم على مدى عقود من أعمارهم – ألم يقال في الأمثال " من ليس له كبير فليشتري له كبير " ؟
هذه النظرة الايجابية للمسنين وأهمية دورهم في الحياة والتنمية، علينا أن نظهرها لهم علناً، وبشتى الوسائل، في كل وقت وكل مناسبة، لأن لها – ولاشك - بالغ الأثر على مشاعرهم وعلى ثقتهم بأنفسهم. أنها تشحنهم بطاقة فعّالة تولّد لديهم قوة الرغبة والدافعية للاندماج بالمجتمع والتنمية، وتكون لهم حافزاً على الحفاظ على سلامتهم والاستجابة للتعليمات الصحية والسلوكية التي تعطى لهم بغية تحسين حياتهم ووقاية صحتهم.
ولتكن هذه بوابتنا الأجمل والأحَب للدخول إلى حياتهم، فعن طريقها سيتقبلون منا تدخلنا في سلوكياتهم الصحية والتغذوية والاجتماعية، فتسهل علينا مهمة محاولة إقناعهم بالإقلاع عن الضار منها، وتحسين نوعية وكمية غذائهم، ومحاولة جعلهم يشاركوننا بشيء من النشاطات الحركية أو الذهنية، أو تعلم مهارات تقنية أو لغوية جديدة تقوي ذاكرتهم، وتضيف الفرح والحماس إلى أيامهم، مما يزيد اندماجهم وتفاعلهم مع ما حولهم.
ولكي تتحقق هذه الأهداف النبيلة نحتاج إلى أن نثقف أنفسنا – نحن المحيطين بهم – بأساسيات الرعاية الأولية التي يحتاجها كل مسن، ليس فقط لنعتني به على الوجه الصحيح، وإنما لنعلمه كيف يعتني بنفسه أيضاً ليرعى نفسه ذاتياً في غيابنا. وتأصيل هذه الثقافة التوعوية في المجتمع يجب أن تقوم بها الجهات الرسمية عن طريق تأهيل وتدريب المسنين وأسرهم، بكل الوسائل التوعوية المتاحة، للمساعدة على تحسين حياتهم وتعزيز صحتهم.
كما يستلزم ذلك من الجهات الرسمية أن تركز على مسألة تأمين المراكز التي تقدم للمسنين الخدمات الصحية في كل منطقة، وحتى مناطق الأطراف، على حد سواء، وتأمين متطلبات الوقاية الصحية التي من شأنها أن تقلل تكاليف علاج الشيخوخة الباهظة. وكذلك تأمين مراكز اجتماعية في الأحياء تشجع المسنين على الانضمام إليها، وعقد الصداقات ومد الجسور بينهم وبين فئات المجتمع، كما تشجعهم على التطوع في نشاطات معينة، واستثمار خبراتهم من خلالها، مما يحقق لهم الانخراط في خدمة المجتمع، والمشاركة في عملية التنمية.
فإذا كان " التشيّخ " قدرهم، وهو قدرنا جميعاً، بإمكاننا عدم الاستسلام لنتائجه المدمرة المحزنة، وبإمكاننا أن نجعله مرحلة عمرية لها ميزاتها، ولها ثمارها الخاصة التي تجعل من أواخر الأعمار أياماً مشرقة وسعيدة مطرزة بالصحة وحافلة بالإنتاج.
![Rose]()
* منقول
![]()