يسعى كل انسان لتحقيق هدف معين في الحياة ومن أجل ذلك يضع خطة إما طويلة أو قصيرة الأمد تخضع لجدول زمني محدد، ومن عوامل النجاح هو الالتزام بتحقيق الأهداف في وقت محدد، وهذا هو الدرس الأساسي الذي تقدمه لنا لعبة كرة السلة والتي تتميز به عن اللعبات الجماعية الأخرى، فلا يوجد بها ادعاء لاعبي احد الفريقين السقوط من أجل استهلاك الوقت ولم تترك أي شىء للصدفة فكل شىء محسوب الاخطاء الشخصية والفنية تتراكم وتؤثر على النتيجة النهائية لا مجال لليأس حال اتساع الفارق في ظل وجود مهارات التصويبات البعيدة "الثلاثيات" إذا الحافز دائما موجود.

هل انت من مواليد الثمانينيات واستمعت لصراخ المعلق المصري الشهير رياض شرارة احتفالا بتسجيل اللاعب أحمد أبو الفتوح لرمية وهو ساقط على الأرض في الثلاث ثواني الاخيرة غيرت نتيجة مباراة مصر والأردن في البطولة العربية لكرة السلة لدرجة وصفه له بالمعجزة وهو الوصف الذي التصق به في مسيرته الرياضية فيما بعد، فعلا هي لحظات يشعر خلالها الانسان بقدرته الخيالية على تحطيم جدار المستحيل وهذا ما نتعلمه من لعبة العمالقة كل شىء محسوب، وكل امل موجود، وإذا امتلكت الموهبة والامكانيات أنت قادر، لا تنظر للوقت وإذا اتسعت الصورة لباقي مناحي الحياة، لا تنظر للعمر مادام القلب ينبض أنت قادر على تحقيق الهدف.

رمية تاريخية

ولكن هل تحقيق الأهداف سهل لهذه الدرجة ؟! الاجابة التي تقدمها لنا كرة السلة أن كل شىء ممكن بشرط السير وفق خطة مدروسة حتى الاتقان، فعلى سبيل المثال لتعوض فارق نقاط كبير فالفريق يحتاج لمصوبين يمتلكون الدقة الكافية وقبل كل ذلك دفاع يستطيع استخلاص هجمات المنافسين وتحويلها لفرص عكسية تضرب خطوط المنافس ومن هنا ظهر المصطلح الشهير basketball is defense

حتى الاخطاء الشخصية تتحول لمقامرة في نهاية المباراة من أجل اختصار زمن الهجمة وبداية هجمات كثيرة في وقت قليل عندما يقرر مدرب الفريق خوض مغامرة تقليل فارق النقاط ويضع خطة لارتكاب اخطاء شخصية تجاه لاعب نسبته منخفضة في التسجيل من اجل تعويض الفارق في أقل وقت ممكن، وهذا ما يجعل لاعب كرة السلة مضطر للتركيز في كل المهارات قد تكون مميز في الدفاع أو الهجوم أو التصويب القريب أو البعيد ولديك عيب وحيد هو اهدار الرميات الحرة هذا وحده كافي ليبني مدرب المنافس خطته عليك في الثواني الاخيرة مثلما كان يحدث مع أنس أسامة لاعب الاتحاد الحالي والزمالك السابق والذي اشتهر بضعف نسبته في الرميات الحرة.

ومما سبق تقدم لنا كرة السلة معادلة رياضية واضحة لتحقيق الأهداف في الحياة عمومًا وليست في الرياضة فحسب، ترتكز على متغيرين أساسيين، الاول نقاط القوة والتي عليك تنميتها بالتعلم والتدريب، ونقاط الضعف والتي عليك معالجتها قدر استطاعتك بنفس الطريقة حتى لا يستغلها المنافسون ضدك، نحن حقًا امام فلسفة متكاملة تقدمها لنا لعبة الثواني، والتي رفضت بشكل قاطع أن يكون المستحيل حاضرًا في أي من تفاصيلها وحكايتها !