التوعية باضطراب الاكتئاب الموسمي الشهير ب SAD   أو Seasonal Affective Disorder .
 وفي ظل أجواء شهر التوعية بـ ذلك الاضطراب (SAD)، من الضروري تسليط الضوء على فئة مهمة غالباً
ما يتم تهميشهم قليلاً عند مناقشة موضوع الاضطراب العاطفي الموسمي.

في كل عام تتغير الفصول و يتغير معها الطقس. وتصبح الأيام أقصر و درجات الحرارة أكثر برودة.
و مع ذلك التقلب، يعاني العديد من كبار السن من التأثير السلبي لاضطراب الاكتئاب الموسمي العاطفي بشكل أكثر كثافة.
نستكشف في هذا المقال التحديات الفريدة التي يواجهها كبار السن خلال تلك الفترة، ويقدم نظرة
 حول كيفية إدارة الاكتئاب الموسمي وتخفيفه بشكل فعال.

فهم العوامل المحددة لكبار السن:
الاضطراب العاطفي الموسمي، الذي يشار إليه غالباً باسم SAD، هو شكل من أشكال الاكتئاب الذي يحدث بشكل موسمي
 عادةً خلال أشهر الخريف والشتاء. في حين أن ذلك الاضطراب  يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، إلا أن كبار السن
يؤثر فيهم بشكل خاص بسبب العديد من العوامل المرتبطة بالعمر و أهمها:

التغيرات في إيقاعات الساعة البيولوجية:
مع تقدم الأفراد في العمر، قد تتغير إيقاعات الساعة البيولوجية لديهم، مما يزيد من صعوبة التكيف.
مما يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في أنماط النوم والمزاج.

الظروف الصحية و روتين الأدوية:
غالباً ما يعاني كبار السن من حالات صحية مزمنة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك
 قد يكون لبعض الأدوية آثار جانبية تؤثر على مستويات المزاج والطاقة.

العزلة والوحدة:
 قد يكون كبار السن أكثر عرضة للعزلة والوحدة، خاصة خلال أشهر الشتاء عندما تصبح الأنشطة الخارجية محدودة.
العزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من حدة أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي.
استراتيجيات الرعاية الذاتية لكبار السن:

الحفاظ على روتين منتظم:
تنظيم جدول يومي والالتزام به يمكن أن يوفر إحساساً بالاستقرار والتمكين، وهو ما يمكن أن يكون مريحاً لكبار السن
الذين يعانون من أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي.

طرق فعالة للوقاية و العلاج للاضطراب العاطفي الموسمي
زيادة معدل النشاط البدني:

 إن تشجيع ممارسة الأنشطة التي تزيد من  النشاط البدني بشكل منتظم، حتى و إن كان ذلك من خلال ممارسة
بعض التمارين الخفيفة، يمكنه أن يعزز الحالة المزاجية ويزيد مستويات الطاقة لدي كبار السن.
يمكن أن تكون بعض الأنشطة مثل اليوجا  مفيدة بشكل خاص.
المشاركة الاجتماعية:

 يجب تشجيع كبار السن على الحفاظ على تعزيز الروابط الاجتماعية. فإن المشاركة في الأنشطة الجماعية من خلال
الالتحاق بالنوادي أو ممارسة الهوايات المختلفة و حضور الندوات و الدورات المفيدة  يمكن أن تساعد في مقاومة مشاعر العزلة.
الأنظمة الغذائية:

قد يساعد اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية التي تعزز الحالة المزاجية، مثل أحماض أوميجا 3 الدهنية وفيتامين د
 أيضاً يمكن أن يساعد كبار السن على مواجهة الكآبة الشتوية و التصدي لها.
العلاج بالضوء لكبار السن:

من ضمن طرق الوقاية والعلاج هو ما يسمي العلاج بالضوء، المعروف في دول أوروبا بالذات – حيث تغيب الشمس بالأيام و الأسابيع
 حينئذ يصبح التعرض للضوء الاصطناعي الذي يحاكي ضوء الشمس الطبيعي ضرورة. يمكن أن تكون تلك الطريقة
 فعالة بشكل خاص في إدارة اعراض الاضطراب العاطفي الموسمي SAD لدي كبار السن.
اليقظة الذهنية والتأمل:

يمكن لكبار السن الاستفادة من تقنيات اليقظة الذهنية والتأمل المصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم
 مما يساعدهم على إدارة التوتر وتعزيز صحتهم العامة

العلاجات الطبيعية:

يجد بعض كبار السن راحة في العلاجات الطبيعية مثل نبتة سانت جون أو مكملات الميلاتونين، ولكن من الضروري استشارة
 مقدم الرعاية الصحية قبل استخدام مثل تلك العلاجات.
العلاج بالفنون الإبداعية:

يمكن أن يكون العلاج بالموسيقى والعلاج بالفن طرقا ممتعة لكبار السن للتعبير عن أنفسهم
وتحسين مزاجهم بشكل عام وخلال تلك الأشهر بشكل خاص.
المساعدة والدعم المهني:

شجع كبار السن على طلب المساعدة من متخصصي الصحة النفسية عند الحاجة. فإن العلاج النفسي
مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، فعالاً في علاج ذلك الاضطراب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمجموعات
الدعم وشبكات التواصل الإجتماعي تقديم دعم عاطفي كبير.
لا تنس استشارة مختص:

من المهم توخي الحذر بشأن تحديد علامات اضطراب SAD لدى كبار السن. فإن تقديم الدعم العاطفي وتشجيع بدء العلاج
والتعاون مع مقدمي الرعاية الصحية المختلفون يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في الرفاهية النفسية والصحة العامة لكبار السن.
مشاركة قصص النجاح:

هناك العديد من قصص النجاح الواقعية لكبار السن، شارك قصص النجاح الواقعية لكبار السن الذين تمكنوا من إدارة ذلك الاضطراب
 بشكل فعال. تعمل هذه القصص كمنارة للأمل وتثبت أن الأيام الأكثر إشراقاً ممكناً.