أما الأبناء والأحفاد فينبغي أن تكون مسؤوليتهم مضاعفة فيكرموا الآباء والأجداد والأمهات والجدات ويحسنوا إليهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وهذا واجب شرعي قبل أن يكون عطفا ومنّة.. لابد أولا من معاملتهم معاملة حسنة تشعرهم بالرضا والطمأنينة وأنهم لم يصبحوا عبئا ينوء به الكاهل ويتبرم منه الجاهل.
ويجب أن تذلل لهم الصعاب وتسهّل لهم كل الاحتياجات عن رضا وطيب خاطر.. وهذا كله قليل قياسا لما أعطوا وجادوا عبر سنين طويلة. ومهما قدمنا لهم فلن نردّ لهم الجميل ولن يكون تكريمنا لهم إلا جزءا يسيرا قياسا لكرمهم اللا محدود.
علينا أن نشعرهم بأن كل ما نقوم به في خدمتهم شرف نسعد به وواجب أي واجب نعتز بالقيام به.
ومع هذا فإن فئة من الأبناء تقابل الوالدين بعقوق وتتنكر لما لهم من حقوق، فتسيء المعاملة بل ربما وصل البعض منهم إلى حد الإهانة والسب والشتم وما درى هؤلاء أن هذا أمر محرّم ومشين ولا يقره عقل ولا دين ويأنف منه كل عاقل يرى أن بر الوالدين واجب مقدس لا يتهرب منه الأبناء تحت أي ذريعة أو لأي سبب.
إن قصص المسنين المودعين في دور الرعاية الاجتماعية تدمي القلب وتملأ النفوس حسرات ومع كل ما آلت إليه أحوالهم إلا أن قلوبهم الرحيمة وألسنتهم تظل تلهج بالدعاء بكل خير للأبناء رغم كل الإساءات.
ما ارحم الوالدين بالأبناء.. وما أرق قلبيهما! وما أقسى قلوب بعض الأبناء!!
نسمع ونرى حكايات ومشاهد لا تكاد تصدّق وكلها تدور حول الإساءة للوالدين ومعاملتهما بكل ظلم ونكران للجميل يأنف منه حتى الحيوان فكيف بالإنسان العاقل؟
يذهب البعض إلى حد إيداع الأب أو الأم دار العجزة ليتركهما لمصيرهما دون أن يكلف نفسه حتى بالزيارة أو السؤال، وربما وصل الأمر بالبعض ألا يكترث لموتهما أو يشارك في الدفن وكل ما يهمه هو الميراث؟!
أيّ أبناء هؤلاء؟! ألا يتقون الله في الوالدين اللذين أمر الله بالإحسان إليهما وبرهما ونهى حتى عن مجرد قول أف لهما,, (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا،، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما.. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا).
رضا الوالدين من رضا الله.. اللهم ارض عنا وعن والدينا واغفر لهما وآتهما في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقهما عذاب النار.
·