ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- صياغة المذكرات القانونية-
ــــــــــــــــــــــــ
إن المذكرات القانونية شانها شأن أى بحث علمي تستلزم لإعدادها إتباع منهج علمي يسير على هداه الباحث
عند تصديه لموضوع قانونى ،
فإذا ما افتقد المحامي فى إعداده لمذكرته القانونية هذا المنهج جاءت أفكاره مشوشة وأسبابه غير واضحة ،
وقد يؤدى ذلك إلى عدم استقامة نتائجه مع مقدماته،
وعدم وضوح ما تساند إليه من أسباب قد يؤدى –
فى الغالب الأعم إلى عدم استجابةالمحكمة التي تقدم إليها المذكرة إلى ما انتهت إليه المذكرة من طلبات .
أولاً :الصفات الواجب توافرها فى المحامي المتميز في كتابة المذكرة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهناك بعض الصفات العامة التى يجب على المحامي أن يتمتع بها ليكون متميزاً في الكتابة وفي حالة عدم توافر بعضها فيه ،
فعليه استكمال ما نقص لديه منها ،
وتنمية ما هو متوافر فيه ، ، وتتمثل أهم تلك الصفات فيما يلى :-
1- القدرة على التحليل والاستنباط والقياس من خلال أعمال العقل والمنطق .
= وتتكون تلك الملكة ويتم تقويتها بكثرة الإطلاع على القوانين والأحكام الصادرة من المحاكم العليا ، والمؤلفات الفقهية
وحضور الجلسات بالمحاكم على اختلاف أنواعها
( ولا سيما محاكم الجنايات ) وكل ذلك من العناصر الهامة جداً لتكوين وتنمية الثقافة القانونية علميا وعمليا
2- القدرة على استخلاص النتائج وترتيبها ترتيبا منطقيا يتفق فى تسلسله ومؤدى الوقائع ،
وإبراز ما قد يتوافر لديه من أدلة وبراهين ومستندات
بحيث يمكن تصور أن يصل القاضي من نفسه إلى النتيجة التى انتهى إليها المحامي فى مذكرته.=
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه الملكة هي موهبة من عند الله إلا أنها يمكن إيجادها بكثرة الاطلاع على البحوث القانونية
والمذكرات المتميزة وأحكام محكمة التمييز ( الكاملة )
وتعلم كيفية استخلاصها للنتائج من الواقعات التي يحتويها الطعن أو القضية .
3- المهارة فى اختيار المحامي للألفاظ والتراكيب اللغوية للتعبير عن وجهة نظره وعرض أفكاره.
و من أساسيات تكوين وتنمية تلك المهارة الإكثار من قراءة القرآن الكريم والمواظبة عليهوالإكثار من القراءات الأدبية والشعرية والمداومة عليها ،
وفوق ذلك كله الاطلاع بكثرة علىالأسلوب الأدبي لكتابة أحكام محكمةالتمييز ، فيتمكن بذلك كله من اختيار الألفاظ الدقيقة التى تعبر عن المعنى المقصود
والابتعاد عن غريب الألفاظ وعاميتها وتجنب العبارات الغامضة .
4- عدم الأخذ بآراء الغير وما يطرحونه من أدلة وبراهين ومستندات على أنها و ما تحويه حقائق مسلم بها ،
وإنما عليه أن يتناولها بالفحص والتدقيق ،
إذ كثيرا ما تكشف الدراسة المتعمقة عن عدم صحة تلك الأدلة أو بطلانها أو وجود أدلة وقرائن مضادة تدحضها.
= والأفضل في هذا الشأن أن يجعل المحامي هذه الأراء مفاتيح للبحث يبدأ من عندها بحثه .
5- عدم التسرع فى إصدار الأحكام والأراء
إلا إذا امتلك الدليل والبرهان على ما يعتقد بصحته أو يوقن بخطئه .
6- الأ يكتفي بمعرفة جزئية أو دليل فردى أو منقوص ، وإنما عليه أن يناول موضوعه بكافة جوانبه
ومناقشة كافة الأدلة دون اجتزاء توصلا إلى رؤية واضحة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأن يضع دوما في نفسه فكرة أن الأحكام تبنى على مجموعة من الأدلة المتساندة وليس على دليل واحد أو وحيد .
7- مراعاة الدقة فى توثيق مصادره ومستنداته وأدلته ومجليا لها فى مذكرته بحيث يتمكن المتلقي لها من التعرف عليها والاستيثاق من صحتها
8- مراعاة أن تكون الوقائع والمستندات والأسباب والأسانيد الواقعية والقانونية التى يتساند إليها
مؤدية إلى النتيجة التى انتهى إليها فى تسلسل منطقي ،
وأن تكون تلك النتيجة مستخلصة استخلاصا سائغا من تلكالمقدمات .
ثانيا : المرحلة السابقة على صياغة المذكرة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهنا يتعين على المحامي القيام بالاتى :
1- دراسة وقائع القضية من كافة جوانبها دراسة متأنية بموضوعية وحيادية و ما يتعلق بها من أدلة وبراهين ومستندات
.2- الرجوع إلى النصوص القانونية التى تنظم تلك الوقائع وآراء فقهاء القانون بشأنها وعدم الاقتصار على قراءة رأى فقهي واحد ،
، ثم المستقر عليه فى أحكام القضاء العالي ( تمييز / عدل عليا ).
3- إجراء المناقشات التى يرى ضرورتها مع ذوى الشأن لإستجلاء ما غمض من وقائع أو خفي من مستندات أو أدلة ،
وأن يدون ذلك فى ملاحظات جانبية .
4- بعد ذلك لا شك أن المحامي يكون قد تفهم وبعمق موضوعه ، وعليه حينئذترتيب وقائعه ومستنداته ترتيبا تاريخيا مناسبا لتلك الوقائع،
وأن يحاول توقع ما قد يثيره خصمه من دفوع ودفاع مضاد –
مفترضا عدم جهل خصمه أو سذاجته ، وواضعا فى اعتباره فطنة من ستقدم إليه المذكرة ) –
مهيئاً نفسه للرد على ما قد يثار من الخصم أو ممن تقدم إليه المذكرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
((( وتجدر الإشارة إلى أن لائحة الدعوى القضائية شأنها شأن المذكرةالقانونية –
وان كانت الأخيرة عادة ما تكون أكثر استفاضة بالنظر لتناولها بالشرح والتفنيد والاستدلال لما قد يوجز فى اللائحة
أو للرد على لائحة أو مذكرة الخصم أو تقارير الخبراء )))
ثالثــا:
الإطار العام الذى يتعين أن تشتمل عليه المذكرة من الناحية الشكلية :يجب أن تشتمل المذكرة على البيانات الآتية :
1- الجهة التى ستقدم إليها ، كأن يذكر اسم المحكمة .
2- اسم مقدم المذكرة وصفته و ما إذا كان مدع أو مدعى عليه .
3- اسم الخصم وصفته وما إذا كان مدع أو مدعى عليه .
4- رقم القضية وسنتها والجلسة المحددة لنظرها .
5- وقائع النزاع فى تسلسل منطقي مدعما بالمستندات ان وجدت .
6- تفنيد تلك الوقائع والمستندات ومدلولها.
7- النصوص القانونية ذات الصلة.
8- المستقر عليه فقها وقضاء فى شأن النصوص القانونية وما قد يكون هناك من سوابق قضائية فى مثل هذه الحالة
والتى تدعم وجهة نظر المحامي وطلباته ،
مع تحديد تلك المراجع ( رقم الحكم ، وسنته، والمحكمة التى أصدرته، وتاريخ صدوره )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبالنسبة للمراجع الفقهية (ذكر اسم المرجع، ومؤلفه، وسنة الطبع، ورقم الصفحة أو الصفحات المنقول منها الرأى ).
9- مقتضى تطبيق النصوص القانونية والمستقر عليه فقهاً وقضاءعلى وقائع النزاع وأسانيده .
10- الطلبات الختامية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ