مرحبا أخي عادل زمان بيكنباور
موضوع في الصّميم
قرأت كلامك أكثر من مرّة لعلّني أحيط بجوانبه وأقف على جوهره، فكان موضوعا يتناول قضيّة ربّما كانت امتدادا لقضايا كثيرة هامّة ترببط إحداها بالأخرى
أمّهات اليوم هنّ بنات الأمس اللائي ربتهن أمّهات كنّ أمثلة يُقتدى بها في التّنشئة على بساطتهنّ، ولكنّ ذلك لم يشفع لأمّهات اليوم (أتكلّم بصفة عامّة لأنّ هذا هو الوضع الغالب)، قلت ذلك لم يشفع لهنّ في إدراك دور الأمّ والوقوف على حاجة الطّفل رغم كونهنّ ( مثقّفات)
طبعا حاجة الطّفل إلى أمّه لم يقصّر الدّين في بيانها (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )[سورة البقرة:233].
((أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم فإن أولادكم هدية إليكم)) رواه ابن ماجة عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمواضع كثيرة …
ثم لم تتوان الدّراسات في شرحه والتّفصيل فيه، ولكن هل ترضى أكثر الأمهات بأن يضيّعن هذه الأمانة والحمل أمام معرفتهن بحجمها؟ الجواب ببساطة هو : نعم، وهذه إشكاليّة أخرى اشترك فيها كثير من المثقّفين: عدم القيام رغم الإلمام، فالأب والأم سواء في هذا الأمر
تجد لأب لايسأل عن ابنه ويكتفي بتوفير المأكل والملبس، والأمّ ترى ابنها الرّضيع عالة ( كما تفضّلت أنت وأوردت)، والمؤسف أنّ كثرا من الأمّهات يجدن مشاهدن مسلسل أهمّ من رعاية الأبناء في البيت، فتشغله بتابلات أوهاتف يذهب عقله ويزيد من احتمال إصابته بالتّوحّد ويجعله انعزاليّا أو عدائيّا في مرحلة ما ( أي أنّ فقدان الاتزان العاطفيّ والنّفسيّ في هذه الحالة يصبح تحصيلا حاصلا)
غريب أن نجد غريزة الأمومة عند الحيوانات قد تفوّقت على عقل البني آدم وفضحت إهمالهم
شكرا على الموضوع القيّم أخي عادل