الإلهاء
يعد الإلهاء من السياسات التى تدار بمنتهى الحرفية والذكاء من خلال صناعة مشكلة ثانوية للتغطية على مشكلة كبيرة أو تمرير قوانين لا يرضى عنها جموع الناس وهم فى لهيهم غائبون أو مغيبون
- قد تكون المشكلة الرئيسية تمثل قضية رأى عام –وربما لا يدرك العامة خطورةقضايا الرأى العام لكن السلطات الحاكمة تدرك جيدا" مدى خطورتتها فتتحايل عليها بصنع قضايا هامشية إلهائية ليلتهى فيها الناس
-وأحيانا" تكون قضايا الإلهاء عبارة عن جريمة كبيرة وتشمل تفجيرات لأماكن هامة أو حتى لدور عبادة - من أجل تمرير قوانين الطوارئ وتخويف الناس وطلبهم للأمن بأى وسيلة حتى لو كان على حساب الحريات
-- وقضايا الإلهاء الحالية تختلف عن قضايا الإلهاء السابقة فلكل زمان مفاتيحه وأساليبه - فى الماضى كان يتم إلهاء الناس فى أغانى مشاهير ومباريات كرة القدم -وكان الناس لا يتحدثون إلا عن الأغنية الجديدة وكلماتها وملحنها وصوت المطربة التى تغنت بها وأيضا" الحديث التالى عن مباريات كرة القدم بعد أن إنشغل الناس وإنقسموا إلى قسمين قسم يشجع الفريق الأحمر وقسم يشجع الفريق الأبيض
-لذلك كان الإلهاء قديما" أسهل بكثير من الإلهاء فى الوقت الحالى .. والقائمين على سياسة الإلهاء هم متخصصون أو قل شديدى التخصص ويعلمون جيدا" أن السيطرة على الحشود أسهل بكثير من السيطرة على الأفراد
– لذلك يتم قيادة الحشود من خلال ما يطلق عليه بلجان السوشيال ميديا نحو المشكلة التى يريدونها للتغطية على المشكلة الأكبر -ويتم ذلك داخل الدول وعلى العموم هناك تشابه كبير بين الدول العربية فى طريقة إدارة سياسة الإلهاء
ومعظمنا شاهد مثل هذه السياسات التى لا تخفى على كل ذى عقل –فأحيانا" تكون لدواعى سياسية وأخرى تكون لدواعى إقتصادية وغيرها لدواعى إجتماعية
-ومع ذلك هناك سياسات إلهائية كبرى تديرها دول كبرى لإغراقنا فى المتاهات الكثيرة وقد تسبب لنا نتائج خطيرة
مثل ما حدث من إدارة وصناعة ثورات ما يطلق عليه بالثورات البرتقالية أو الربيع العربى لدب الخلاف والصراع الداخلى داخل الدول العربية وعملية الإلهاء المحكمة داخل الشعوب ونظامهم الحاكم لتمرير نظام تحكم وسيادة للنظام الإسرائيلى الصهيونى
-ثم تتبعه عملية تطبيع بين الكيان الصهيونى والإنظمة العربية - ثم إدارة عملية إلهاء للشعوب العالمية كافة من خلال شيطنة المقاومة ووصفها بالإرهاب فى حين أن ما يفعله هؤلاء المجرمون يروجون لها بأنه عملية دفاع عن النفس
عملية الإلهاء دائما" ما يقودها الإعلام بكافة مستوياته الرسمى والخاص والميديا - وقد إستطاعوا أن يسيطروا على الحشود وأيضا" أخضعوا لهم ما يطلق عليه بالنخبة فإما سيف المعز أو ذهبه ومن لا يصلح له هذا يصلح له ذاك
الموضوع للمناقشة
.