أبدية الاستعارة و مفتاح ال ZeitGeistآخر
الصفحة
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
المشاركات: 312
نقاط التميز: 657
معدل المشاركات يوميا: 0.3
الأيام منذ الإنضمام: 1070
  • 10:19 - 2024/06/13

-1-

اللغة كائن حي، يفضح صاحبه و يعري كنهه، سواء أكان ذلك الصاحب، فردا او جماعة او مجتمع.


-2-

المصطلحات هي ابتكارات رمزية ابتدعها الانسان بغرض التحكم و السيطرة اما على الموضوع او الانسان او الطبيعة او الواقع او المحيط. و هي موجودات تاريخية، و على قدر ازمان و عقول اصحابها، و من هنا نسبيتها و عابريتها و قابليتها للتجاوز و النسيان و التجديد .. انها خاضعة لجبرية السيرورة التاريخية و النسخ المستمر.

ثم انها حقول مجازية انزياحية للدلالة و المعنى، اداتها الاساسية هي الاستعارة بمعناها الواسع مجازا و رمزا.

بدون استعارة لا يمكننا تخيل اللغة و لا حتى التواصل، كل افهامنا و تمثلاتنا و افكارنا، ما هي الا انزياحات رمزية اما عن افكار الغير او عن ما يحصل في محيط ادراكنا، بل هي العالم رمزا و اشارة و نطقا و ادراكا و معطى.

بهذا المعنى تصبح الاستعارة، هي التي تسمي الاشياء المفهومية و تسبغ عليها الكينونة و الوجود و التجلي بتحويلها الى مصطلحات تضاف الى رصيد اللغة، و لا تشذ كل معارف الانسان و علومه عن هذه القاعدة، اذ ما هي في اخر المطاف سوى لهجات ضمن اللغة.


-3-

مثلا نظرية داروين في النشوء و الارتقاء، ليست سوى مرآة استعارية للمجتمع البريطاني الفيكتوري في منتصف القرن التاسع عشر، ثم ما لها من العلمية و الحقيقة الا ما لاستعارتها من علم الاسكان للراهب مالتوس Thomas Malthusفي الصراع من اجل البقاء او في تهجين الحمام و الكلاب و الحصان و خيال تشارلز داروين الصاخب و الجامح المليء بالاستعارات.

اما إرهاصات التطور، فكانت في الهواء يستنشقها كل انجليزي فيكتوري، سواء كان في قصر باكينهام او في بريزبن او دلهي او جزر السلاحف (غالاباغوس) او كوالامبور. الفريد والاس Alfred Wallace المعاصر لداروين توصل الى ذات النظرية التطورية، بل قدم بحثه للاكاديمية اللينية Linnean Society في نفس عام 1858 تقديم داروين لبحثه لنفس الجمعية، على الرغم انها توصلا الى نفس الفكرة و البحث، لكنها لا يعرفان بعضهما البعض، و لم يلتقيا قط، بل لا يملكان نفس الخلفية و القصية التجربة. أصدفة هي؟ أم مواضعة عصر باكمله؟ لا هذا و لا ذاك، انما هي “مفتاح” و كلمة سر، و لن يلج احد ما العصر الجديد الا و هي في يده او جيبه.

و هكذا بالاستعارة و من الاستعارة، ستنشأ و تتناسل علوم كلها تدعي التطورية، ففي مقولة الفيلسوف الاجتماعي هربرت سبنسر Herbert Spencer بــ "البقاء للاصلح، وجد الامريكي اندرو كارنيغي لبنته المفقودة لكتابه: انجيل الرأسمالية المفقودة الذي سماها "الكتاب المقدس للثورة".

في السياسة ستتلقف فرنسا الثورة الفكرة، ليطرد جول فيري Jules Ferry كل عالم كاثوليكي من جامعة باريس، حتى اصبح من المستحيل ان يكون الرجل مسيحيا و عالما في ذات الوقت في فرنسا.

في اللغة سنجد الالسني الالماني شلايشر August Schleicher يطلع على كتاب اصل الانواع لداروين و يقول:

" ان النظرية مناسبة استعارية للتاريخ اللغوي كما هي مناسبة لمملكة الحيوان، ان انتشار اللغات البشرية على سطح الارض و صراعها و اتصالها يمكن تشبيهه بالصراع من اجل البقاء في دنيا الكائنات الحية، و في هذا الصراع كانت اللغات الهند ــ اوروبية هي الظافرة."


-4-

بعد الحرب العالم اكتشف الحاسوب و الشبه موضلات، فصارت الشفرة كلمة السر الجديدة المبشرة بالعالم الجديد، و كما ان مفتاح التطور احدث انزياحا دلالبا اثر في جميع مسميات علوم عصره، فكذلك سنشاهد انزياحا دلاليا استعاريا و مفهوميا ينسخ اخر و يحل محله. كل شيء ستتم مأسسته و صياغته و هيكلته بل و طلاؤه بلون الشفرة. كل هذا ممكن بفضل سحر الاستعارة.

علوم الاحياء اليوم لا تدرس و لاتفهم الا من خلال استعارة مفهوم الشفرة خوارزمية (تعرف ايضا بمحاكاة) مونتي كارلو Monte Carlo Simulation و التي بفضلها نستطيع الان ان نفهم شفرة الخلية الحية ذاتها. ثم انسابت الاستعارة لتشمل مدى اوسع من العلوم و المعارف الانسانية حتى تغيرj من جراء ذلك و ذبلت دلالات القواميس السابقة ابان الفترة الصناعية.


-5-

و هكذا، بدا واضحا ان الاستعارة هي روح حضارة أي امة، فمتى ما توقفت هذه الامة و الشعب عن توليد استعاراته الخاصة، توقف نبضه و سرى التكلس و التحجر الى قلب خلاياه و شرايينه، و انتقل من الحياة الى المتحف على شكل رموز لغوية هي كل ما تبقى منه كهيكل، و كحفرية و كشاهد وحيد على انه مر من هنا في حقبة تاريخية ما و ادى دوره المسرحي على خشبة الوجود الحضاري، حاله كحال مسمارية العراق، و هيروغليفية الفراعنة، و الارامية و البونبة و العبرانية القديمة، كما العشرات من اللغات الاحفورية التي ترتبط لدينا "رمزيا" بالمتحف و المستحاثة و الوثائقيات المملة.


0📊0👍0👏0👌0💭
ألفبائي

  • المشاركات: 5675
    نقاط التميز: 9702
مناقش جاد
كاتب مميز
كاتب مبدع في المنتدى
صحفي استضافات قسم النقاش الجاد
عضو فريق العمل
رائد مقهى النقاش الجاد
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى النقاش الجاد
ألفبائي

مناقش جاد
كاتب مميز
كاتب مبدع في المنتدى
صحفي استضافات قسم النقاش الجاد
عضو فريق العمل
رائد مقهى النقاش الجاد
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى النقاش الجاد
المشاركات: 5675
نقاط التميز: 9702
معدل المشاركات يوميا: 4.5
الأيام منذ الإنضمام: 1271
  • 22:08 - 2024/06/13

أخي الكريم إسماعيل، ما شاء الله تبارك الله، أنت موسوعة.

أنا أحب الفن والأدب لكن أهاب العلم. لم أفهم موضوعك العلمي إلا قليلاًsample image لكن أسجل تقديري لك ولموضوعك.

منورنا وتحياتي واحترامي لك إسماعيل.

0📊0👍0👏0👌0💭
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
المشاركات: 312
نقاط التميز: 657
معدل المشاركات يوميا: 0.3
الأيام منذ الإنضمام: 1070
  • 00:20 - 2024/06/14
@عبدالله 3

مرحبا صديقي عبد الله،

الموضوع محاولة فكرية بسيطة و سياحة مفهومية الهدف منها:

  • لفت الانتباه الى خطورة الاستعارات اللغوية و الانزياحات الدلالية حتى و ان كانت في سياق العلوم الحقة.
  • الحث على ضرورة اجتراح(نا) لاستعاراتنا الخاصة و الا سنبقى مرتهنين باستهلاك المصطلحات التي تمت اعادة تدويرها بفضل الاستعارة.

تحياتي عزيزي

0📊0👍0👏0👌0💭
زمان بيكينباور

  • المشاركات: 3219
    نقاط التميز: 5700
مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
زمان بيكينباور

مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
المشاركات: 3219
نقاط التميز: 5700
معدل المشاركات يوميا: 1.9
الأيام منذ الإنضمام: 1731
  • 00:36 - 2024/06/14
ماشاء الله الموضوع صعب و ثقيل مكتوب بأسلوب أكاديمي واضح و يحتاج عقول كبيرة و اختصاصية لفهمه أهنؤك على الطرح المميز

بالنسبة لنظرية التطور في علم الطبيعة انسحب تأثيرها و فكرتها على كل العلوم و حتى أن هنالك علم يسمى الداروينية الاجتماعية و لا مانع تبعا لذلك أن تكون هناك داروينية لغوية أيضا ،بالنسبة لقول شلايشر أن اللغات الهندو أوروبية هي الظافرة قول غريب لأن لغة الماندرين الصينية يتكلمها مئات الملايين من البشر و أيضا اللغة العربية و هي لغات ليست هندو أوروبية أكيد اللغات الهندوأوروبية توسعت و انتشرت خارج الهند و إيران و أوروبا إلى أمريكا الشمالية و الجنوبية و قارة أفريقيا لكن هذا ليس بسبب امتياز في نفسها بل بسبب الإبادات الجماعية و الحملات التنصيرية و الاستعمارية التي قام بها الأوروبيون تجاه السكان الأصليين من أبناء هذه القارات سواء التي قام بها الأسبان و البرتغاليون في أمريكا الجنوبية أو ما قام به الإنجليز و الفرنسيين في أمريكا الشمالية و أفريقيا

بالنسبة لعلم اللغويات هو علم أكاديمي عميق و غني و بالنسبة للاستعارات اللغوية قرأت منها الكثير من الأمثلة الجميلة في عدة لغات متناثرة في بطون الكتب و صعب جدا أن أراجعها و أعود إليها،لكن مما علق في ذهني مثلا أن كلمة الجريمة و العقاب في اللغة البابلية القديمة لهما نفس اللفظة كون الجريمة تؤدي للعقاب،أيضا مثلا في اللغة الألمانية Ich verstehe nur Bahnhof أنا أفهم فقط محطة القطار كناية عن عدم فهم شيء مما يقال فحتى الذي لا يفهم شيء سيعرف كيف يذهب لمحطة القطار،أيضا على ما أذكر في اللغة الروسية اللون الأبيض و الثلج لهما لفظة واحدة لكنني بحاجة للتأكد و مراجعة هذه المعلومة،أيضا مثلا في اللغة الغالية القديمة كانت كلمة مصرفي و كلمة سوري لهما لفظة واحدة كون السوريين و اليونان كان في أيديهم أكثر النظام المصرفي في الإمبراطورية الرومانية،هناك مثال أيضا تذكرته لكن كونه خادش للحياء لن أذكره

بالنسبة للكتابة و اللغة فهما مختلفين فقد تكتب أكثر من لغة بنظام كتابة واحد،مثلا الكتابة المسمارية هي كتابة و ليست لغة نشأت في العراق و ابتكرها السومريون ثم أخذها عنهم الأكاديون و كتبوا بها لغتهم فالسومريون كتبوا لغتهم السومرية بالكتابة المسمارية و الأكاديون كتبوا لغتهم الأكادية أيضا بالكتابة المسمارية لكن اللغة السومرية تختلف عن اللغة الأكادية فاللغة السومرية من عائلة لغوية منعزلة لم يتم تصنيفها حتى الآن،بينما الأكادية فهي من عائلة اللغات السامية،أيضا مملكة إبلا و أوغاريت كتبت ألواحها بالمسمارية و جميعها لغات مختلفة،و أيضا الحثيون كتبوا لغتهم بالكتابة المسمارية رغم أن اللغة الحثية من عائلة اللغات الهندو أوروبية و الفرس كتبوا ألواحهم بالكتابة المسمارية رغم أن اللغة الفارسية هندوأوروبية أيضا،أيضا الهيروغليفية نظام كتابة بينما اللغة اسمها اللغة المصرية القديمة و كتبت اللغة المصرية القديمة بالهيروغليفية في أقدم العهود ثم العهود اللاحقة نفس اللغة كتبت بالديموطيقية و الهيراطيقية المشتقة من الهيروغليفية ثم الكتابة القبطية و هي معتمدة بشكل أساسي على الحروف اليونانية يعني اللغة المصرية القديمة كتبت بأربعة أنظمة كتابة عبر تاريخها فحتى اللغة الواحدة يمكن أن تكتب بأكثر من نظام كتابة،و حاليا اللغة العربية و الأوردية و الكردية و الفارسية كلها تعتمد نظام الكتابة العربي رغم أنها لغات مختلفة

بالنسبة لاندثار اللغات القديمة فليس بالضرورة أن يكون سبب اندثارها و وجودها عبر المتاحف هو عجزها عن توليد الاستعارات الخاصة بها بل بسبب تغيرات تاريخية و اجتماعية معينة،مثلا على سبيل المثال اللغة المصرية القديمة يستبعد جدا أن تكون عجزت عن توليد استعاراتها الخاصة فالأدب المصري القديم مليء بالحكم و الأمثال و القصص و هناك كتب و مراجع كاملة في هذا المجال،فليس سبب اندثار اللغة المصرية القديمة أن هناك مشكلة في اللغة لكن الكتابة القبطية المعتمدة على الكتابة اليونانية كان سببها غزو الإسكندر المقدوني و تقلد البطالمة للحكم و هم سلالة حاكمة يونانية،و اللغة المصرية القديمة تبدلت باللغة العربية بسبب الفتح العربي الإسلامي و دخول المصريين بالإسلام و تعلمهم اللغة العربية لقراءة القرآن،نفس الشيء اندثار الكتابة المسمارية فسبب اندثارها هو استبدالها بالأبجدية الآرامية كون البلاد الآرامية التي غزاها الآشوريون تعرضوا للنفي بعد هزيمتهم و نفوا إلى المدن الآشورية نفسها فكثروا و انتشروا فيها و كون الكتابة المسمارية صعبة الاستخدام و معقدة لأنها كتابة مقطعية بينما الآرامية كتابتها أبجدية و استعمالها أبسط بكثير فانتشرت الأبجدية الآرامية و أصبحت اللغة الفارسية تكتب فيها و أيضا الأبجدية السنسكريتية أصلها معتمد على الأبجدية الآرامية،و عند دخول الفتح العربي الإسلامي للعراق و بلاد الشام استبدلت اللغة الآرامية باللغة العربية بسبب دخول أهل العراق و الشام في الإسلام و من أجل أن يقرؤوا القرآن

بالنسبة لكلامك الأخير أن اللغات الأحفورية أصبحت مرتبطة بالمتاحف و الوثائقيات المملة الأمر يعتمد على المتلقي أظن أن الذي يهتم بالتاريخ و اللغات سيستمتع بمثل هذه الوثائقيات و لن يمل منها إضافة إلى أن وجود مثل هذه اللغات الأخفورية تدل على التراث الغني و العراقة

هذا ما حاولت أن أناقشه و أتفاعل معه بخصوص موضوعك بحسب معرفتي و إلا فهو يحتاج مختصين أكاديميين لديهم دكتوراة ليفهموه و يناقشوه على أصوله شكرا لطرحك القيم و تحياتي لك
0📊0👍0👏0👌0💭
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
المشاركات: 312
نقاط التميز: 657
معدل المشاركات يوميا: 0.3
الأيام منذ الإنضمام: 1070
  • 03:53 - 2024/06/14
@زمان بيكينباور

مرحبا بالقيصر بكنباور و مشكور على مرورك هنا؛

ـــــــــــــ

سأحاول الاجابة على بعض النقاط البسيطة قبل المرور لتحليل بعض الافكار و استدراك بعض الامور،

بخصوص شلايشر، لست ادافع عن القولة و هي حتما تحتاج لبعض التحيين، لكن يجب النظر الى الفكرة من زاوية المتحقق على ارض الواقع

و ليس بالنظر على حكم القيمة الاخلاقي،

اللغات الهندو اوروبية انتصرت على البقية “حضاريا” و بغض النظر عن طريقة انتصارها و ادوات تحقيق الهمنية،

فالمهم ههنا هو النتيجة، و لا تنسى اننا نتكلم في معرض انزال المفاهيم التطورية على حقل اللسانيات،

انه حديث عن القوة حيث البقاء للاصلح بدون اعتيار الطريقة، هنا اتفق مع شلايشر و ارى انه باستثناء الجذر الصيني الذي حقق طفرة في القرن الماضي حضاريا،

فالبقية ملازم للهامش، بما فيها اللغة العربية، هذه هي الحقيقة على الارض اليوم، لكن ايام الله دول.

بخصوص الاستعارات، فالمقصود ليس مقصور على الجانب البياني او البلاغي و انما من حيث هي اداة توليدية للمعرفة داخل نفس الاطار الحضاري،

مثلا ففكرة التطور ليست سوى انعكاس شاحب لنظرية الاسكان لدى الراهب مالتوس، و الذي بدوره بنى على ما توصل له الامبريقيين مثل هيوم، و مزجه مع الفكر الطبيعي الفرنسي، هذا الاخير اذا ما دققنا كثيرا في استعاراته اللغوية سنجد انه ايضا مغمس بالوثينات الاوروبية و الاغريقية القديمة.. ابدال الاله بمركزية الانسان، و هو امر من السهل ملاحظته خلال فترة النهضة الاوروبية: رسومات دافينشي و مايكل انجلو و مجسمات النحاتين، حيث تظهر مركزية الجسم الانساني ..

الفكرة كما قلت لعبد الله فوق، اننا بحاجة الى امرين اثنين:

اولا الانتباه الى الاستعارات المستوردة و محاولة فهمها في بيئتها الخاصة، حتى تلك التي تاتي في سياق علمي محض،

و اريد ان احيل ههنا الى مثال حتى لا يصبح كلامي مجرد عناوين فارغة من اي سياق.

عهدنا من مثقفي اليسار “العربي” رمي مخالفيهم بــ “الظلامية”، ظنا منهم انهم بمجرد ترجمة لفظتي “تنوير” و “نهضة” من اللغة الفرنسية الى العربية، انهم قد تنوروا،

و تحضروا، و اصبحوا بمثابة الرساليين، الذين سيقومون باخراج جمهرة المسلمين من دياجير ظلمات تخلفهم الى النور و الحضارة المطلقة.

و كأن اللغة وعاء فارغ؟ بمجرد ان تضع فيه حجرا او حصا ستيحول بقدرة قادر الى زبرجد يضاف الى رصيد اللغة من الؤلؤ.

في الواقع لفظة “انوار” رغم عربتها لا ترد هكذا في القران الكريم ابدا بصيغة الجمع، و القران شاهد مرجعي وحيد و اساسي للغة العربية،

في حين ان الظلمة ترد بالجمع و المفرد في القران: “الله نور السماوات و الارض” (النور، الاية 35) و “ الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات” (البقرة، الاية 257).

لماذا افرد القران النور و كثرت الظلمات باطراد؟ نحن هنا نتعامل مع مرجعية اختارت مفرداتها بدقة، ضمن نسق عقائدي مطلق،

فمن خلال هذه المرجعية و نحن نصدر منها و اليها، تعتبر “الالحادية” بغض النظر عن خلفيتها الاجتماعية او البيئية،" ظلامية"، و كل ملحد فهو ظلامي توقيفا بالنص.

كلمة انوار من خلال المرجعية الاوروبية، لفظة مشحونة بالاديولوجيا و متخثرة بالصراع الاجتماعي و الديني الذي لا نظير له في ذاكرة المسلمين ضمن تجربتهم التاريخية و العقائدية،

فلا يمكن من خلال هذه الحيثية ترجمة لفظة “ملغومة” و “ملغزة” مثل الانوار الى اللغة العربية ترجمة حيادية، لن يقوم بذلك سوى امي حضاري جاهل ببيئة المنشأ،

و نسقها المعرفي، و بيئة المجتمع الهدف، و نسقه المخالف.

و الشواهد كثيرة في التاريخ الاسلامي لمثل هذا التلفيق الفيروسي، و قد كلفنا الكثير كمسلمين/ في ديننا و حضارتنا و فكرنا.

و اذا اردت ان تفهم حجم السمومية و الفيروسية التي يمكن ان تنقلها مجرد “استعارة” لغوية بسيطة تمت ترجمتها بدون فهم للسياق و البيئة الحاضنة الاولى، دعني استعرض الطريقة التي تعاملت بها البعثات اليابانية في عصر الميجي (1868 - 1912):

  • لم تستهوي اليابان العلوم الاجتماعية الغربية، لانهم كانوا يفهمون انها استعارات وثنية للدين و العقيد كما كان لدى الاوروبيين القدامى (بعكس العرب ممن افرطوا في استهلاك المسموم و الموغل في الوثنيات الغربية و ان تم تغليفه باسماء جديد: السوسيولوجيا، البسيكولوجيا، الهيرومنطيقا، الوجودية، البنيوية ..)
  • اكتفى اليابانيون بالعلوم الحقة، و نقلوا فيها عن الاوروبيين و لم يخجلوا من ذلك، رغم اعتزازهم بالانا الحضاري الخاص بهم، هذا الرحالة و المربي يوكيشي فوكوزوا Yukishi Fukuzowaa لم يكن يتوانى عن حث المجتمع الياباني عن الاخذ من العلوم الغربية و لكن بحذر، و كان قد اسس مدرسة على اثر ذلك مدرسة كيو غيجوكو Keio Gijuko عام 1858.
  • خلال ذلك تمت ترجمة عدد من النظريات و الكتب و المقالات العلمية، المترجم تاداوو شيزوكي Tadao Shizuki وقت ترجمته لكتب الفلك الاوروبية، ادرك الحمولة الاديولوجية للفظة “الثورة الكوبرنيكية” و التي متاكد ان كل من يقرا هذه السطور قد تعلمها على هذا النحو لاول مرة في المدرسة. بالنسبة لتاداوو فهو يفهم ان لفظة مثل هذه مليئة بالاستعارات الملغومةة و تتحمل معاني اكبر من مجرد تسمية لظاهرة علمية، تاداوو ادرك ان عبارة “ثورة” تملك دلالة عقائدية و تاريخية، فكانت ترجمته مغايرة : “نظرية حركة الارض” و هي تسمية حافظت على المعنى بدون فتح الباب للرمزيات الاوروبية الخاصة، ركز تاداوو على نسبية حركة الارض بالنسبة للشمس، وهو تفسير سليم سواء التفت الارض حول الشمس او العكس، في النهاية الاوروبي ركز على الجوهر في حين الياباني اهتم بالعلاقة..الاوربي اعتبر التحول من مركزية الارض الى مركزية الشمس “ثورة” في حين الياباني ــ و هو ابن الشمس ــ فهم مدلول و رمزية التسمية و انكب على الظاهرة علميا و رافضا للاديولوجيا.
  • نفس الامر نجده في ميدان اخر و هو الكيمياء، فهذا اوداغا يوان Odaga Yoan يأتي الى ما اعتبره الفرنسي لافوازييه Antoine Lavoisier اساسيا و هو “جوهر” او “ذرية” المادة (لاحظ الحمولة الوثنية لدى لافوازييه الذي نقل التعبير مباشرة عن ارسطو) و يترجمه من خلال مرجعيته الوذية - الكونوفوشية من منظور “القوة” و “الالفة” .. اي “اليانغ” و الينغ".

و هكذا خط اليابانيون ضمن اطارهم المرجعي و ظرفيتهم التاريخية، طريقة للاستفادة من استعارات الاخرين دون الوقوع في وحل حمولتها العقائدية،

فمقابل خصوصية اوروبية امريكية، تم تطوير خصوصية يابانية دون الذوبان في مصطلح الغير و استعاراته، رغم الاشتراك في مجال تداولي واحد.

ــــــــــ

لقد كنت جد متفاءل حينما تصورت انني ساكتب كل شيء في رد واحد، على اي الجزء الاخر من الفكر ساتركه للغد ان شاء الله،

.. يبتع

0📊0👍0👏0👌0💭
Dz Eagle
  • المشاركات: 966
    نقاط التميز: 1413
مناقش جاد
عضو فريق العمل
Dz Eagle
مناقش جاد
عضو فريق العمل
المشاركات: 966
نقاط التميز: 1413
معدل المشاركات يوميا: 0.2
الأيام منذ الإنضمام: 6256
  • 09:23 - 2024/06/14

هذا الموضوع يجعلني أرغب في العودة إلى أيّام الدّراسة باختصار شديد

فأنا لم أركّز كثيرا على المصطلحات خاصّة ما تعلّق منها بالنّظريّات والنّظريّات الغربيّة خاصّة

يجب أن أدرس كي أردّ

على كلّ حال موضوعك حفّز فيّ الرّغبة في التّعلّم

موسوعيّ باختصار

lOl

0📊0👍0👏0👌0💭
ثينك

  • المشاركات:
    18380
مشرف النقاش الجاد
ثينك

مشرف النقاش الجاد
المشاركات: 18380
معدل المشاركات يوميا: 3.4
الأيام منذ الإنضمام: 5422
  • 14:09 - 2024/06/14
ما ششاء الله

موضوع رائع وردود لا تقل روعة

سؤالي

لماذا مفردة االإلحاد ظلامية؟

0📊0👍0👏0👌0💭
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
المشاركات: 312
نقاط التميز: 657
معدل المشاركات يوميا: 0.3
الأيام منذ الإنضمام: 1070
  • 20:54 - 2024/06/14

@Dz Eagle

“موسوعي”؟

و الله يا استاذ انها كلمة كبيرة لا استحقها،

عموما مرحبا بانطباعاتك الاولية فهي كل تحتاجة “كرة ثلج” الموضوع لتدور.

تحياتي.

0📊0👍0👏0👌0💭
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
  • 20:56 - 2024/06/14
@ثينك

مرحبا،

ليست المفردة و انما الدال و المدلول،

الصفة و الموصوف بنص الاية.

نتمنى ان نتعرف على رايك.

تحياتي.

0📊0👍0👏0👌0💭
ثينك

  • المشاركات:
    18380
مشرف النقاش الجاد
ثينك

مشرف النقاش الجاد
المشاركات: 18380
معدل المشاركات يوميا: 3.4
الأيام منذ الإنضمام: 5422
  • 00:59 - 2024/06/15
@لا تحتمل خفته

مرحبا بك أخي

موضوعك جميل وأوافقك على كل ما ذكرت

لذلك أستغرب من بعض المثقفين كيف يمعن في التوصيف، مع أن الاسم مجرد اصطلاح لا غير.

متابع ببشغف ولي عودة بإذن الله أخي

0📊0👍0👏0👌0💭
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
المشاركات: 312
نقاط التميز: 657
معدل المشاركات يوميا: 0.3
الأيام منذ الإنضمام: 1070
  • 02:47 - 2024/06/15
@ثينك

حقيقة لم افهم يا اخي كيف:

من جهة تقول انك تتفق مع فكرة الموضوع،

و من جهة ثانية تذهب الى نسفها (بدون دليل) حينما تقول: “مجرد اصطلاح لاغير”؟

ـــــــــ

حتما في انتظار تفسير ما فاتني القبض على معناه.

0📊0👍0👏0👌0💭
زمان بيكينباور

  • المشاركات: 3219
    نقاط التميز: 5700
مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
زمان بيكينباور

مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
المشاركات: 3219
نقاط التميز: 5700
معدل المشاركات يوميا: 1.9
الأيام منذ الإنضمام: 1731
  • 19:01 - 2024/06/16
إقتباس لمشاركة:  @لا تحتمل خفته 03:53 - 2024/06/14  
@زمان بيكينباور

 

مرحبا بالقيصر بكنباور و مشكور على مرورك هنا؛

 

 

أهلا و سهلا بك و كل عام و أنت بألف خير

ـــــــــــــ

سأحاول الاجابة على بعض النقاط البسيطة قبل المرور لتحليل بعض الافكار و استدراك بعض الامور،

بخصوص شلايشر، لست ادافع عن القولة و هي حتما تحتاج لبعض التحيين، لكن يجب النظر الى الفكرة من زاوية المتحقق على ارض الواقع

و ليس بالنظر على حكم القيمة الاخلاقي،

اللغات الهندو اوروبية انتصرت على البقية "حضاريا” و بغض النظر عن طريقة انتصارها و ادوات تحقيق الهمنية،

 

أخي العزيز هنا أختلف معك فما معنى الحديث عن انتصار اللغات طالما أن لغة المنتصر غالبا هي التي تسود و هذا أمر بديهي فالمنتصر غالبا لا يفرض لغته فقط بل ثقافته و حضارته و الزي الذي يلبسه حتى تسريحة الشعر كل هذه الأمور الحضارة و اللغة و الثقافة و الملابس تكون في سياقات مختلفة تابعة للنصر العسكري فلا يمكنني أن أقول عنها أنها انتصرت لميزاتها أو قوتها بذاتها بل انتصارها هو عامل تابع،و مقولة شلايشر ذكرت صراع اللغات و كأن الأمر يتعلق باللغات نفسها بغض النظر عن أي عامل آخر و لو كان يقصد أنها انتصرت بغض النظر عن عوامل انتصارها فمقولته ستغدو حينها بلا هدف و لا معنى،لأقرب الصورة لنفترض أن إنسانا ثريا جدا اشترى قطعة أرض كبيرة بما عليها من بيوت و عمارات،ثم قام هذا الشخص الثري جدا بدهن جدران هذه البيوت و العمارات باللون الرمادي،فهل يمكن أن نقول أن اللون الرمادي هو الأجمل و هو الذي انتصر في صراع الألوان على قطعة الأرض هذه على بقية الألوان؟أكيد لا يمكننا قول ذلك فشيوع اللون الرمادي في هذه الأرض ليس لكون اللون الرمادي هو الأفضل و هو الأجمل بل لأن إرادة و ذوق مالك الأرض هي التي حددت انتشاره بهذه الصورة


فالمهم ههنا هو النتيجة، و لا تنسى اننا نتكلم في معرض انزال المفاهيم التطورية على حقل اللسانيات،

انه حديث عن القوة حيث البقاء للاصلح بدون اعتيار الطريقة، هنا اتفق مع شلايشر و ارى انه باستثناء الجذر الصيني الذي حقق طفرة في القرن الماضي حضاريا،

 

صحيح على سيرة نظرية التطور لا أؤمن بها أبدا لكن عندما قلت في ردي السابق أنه لا مانع أن يكون هناك نظرية تطور في اللغات قياسا على المؤمنين بها و ليس أنني أؤمن بها فقط أحببت أن أنوه لهذا الأمر



فالبقية ملازم للهامش، بما فيها اللغة العربية، هذه هي الحقيقة على الارض اليوم، لكن ايام الله دول.

 

اللغة العربية لازمت الهامش ليس لأنها لغة أقل شأنا بل هي أرفع شأنا و إنما لهامشية الناطقين بها


بخصوص الاستعارات، فالمقصود ليس مقصور على الجانب البياني او البلاغي و انما من حيث هي اداة توليدية للمعرفة داخل نفس الاطار الحضاري،

مثلا ففكرة التطور ليست سوى انعكاس شاحب لنظرية الاسكان لدى الراهب مالتوس، و الذي بدوره بنى على ما توصل له الامبريقيين مثل هيوم، و مزجه مع الفكر الطبيعي الفرنسي، هذا الاخير اذا ما دققنا كثيرا في استعاراته اللغوية سنجد انه ايضا مغمس بالوثينات الاوروبية و الاغريقية القديمة.. ابدال الاله بمركزية الانسان، و هو امر من السهل ملاحظته خلال فترة النهضة الاوروبية: رسومات دافينشي و مايكل انجلو و مجسمات النحاتين، حيث تظهر مركزية الجسم الانساني ..

 

جميل جدا جدا لا فض فوك


الفكرة كما قلت لعبد الله فوق، اننا بحاجة الى امرين اثنين:

اولا الانتباه الى الاستعارات المستوردة و محاولة فهمها في بيئتها الخاصة، حتى تلك التي تاتي في سياق علمي محض،

و اريد ان احيل ههنا الى مثال حتى لا يصبح كلامي مجرد عناوين فارغة من اي سياق.

عهدنا من مثقفي اليسار "العربي” رمي مخالفيهم بــ "الظلامية”، ظنا منهم انهم بمجرد ترجمة لفظتي "تنوير” و "نهضة” من اللغة الفرنسية الى العربية، انهم قد تنوروا،

و تحضروا، و اصبحوا بمثابة الرساليين، الذين سيقومون باخراج جمهرة المسلمين من دياجير ظلمات تخلفهم الى النور و الحضارة المطلقة.

و كأن اللغة وعاء فارغ؟ بمجرد ان تضع فيه حجرا او حصا ستيحول بقدرة قادر الى زبرجد يضاف الى رصيد اللغة من الؤلؤ.

 

جميل جدا جدا كلام في غاية الجمال و الروعة


في الواقع لفظة "انوار” رغم عربتها لا ترد هكذا في القران الكريم ابدا بصيغة الجمع، و القران شاهد مرجعي وحيد و اساسي للغة العربية،

 

القرآن الكريم هو أعلى كتاب و نص في اللغة العربية لا شك في ذلك لكنه ليس الشاهد المرجعي الوحيد فهناك أشعار العرب و تراثهم و أمثالهم قبل الإسلام و بعد الإسلام و أيضا السنة النبوية الشريفة و هناك آلاف العبارات و الكلمات لم يرد ذكرها في القرآن الكريم

 

في حين ان الظلمة ترد بالجمع و المفرد في القران: "الله نور السماوات و الارض” (النور، الاية 35) و " الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات” (البقرة، الاية 257).

لماذا افرد القران النور و كثرت الظلمات باطراد؟ نحن هنا نتعامل مع مرجعية اختارت مفرداتها بدقة، ضمن نسق عقائدي مطلق،

فمن خلال هذه المرجعية و نحن نصدر منها و اليها، تعتبر "الالحادية” بغض النظر عن خلفيتها الاجتماعية او البيئية،" ظلامية"، و كل ملحد فهو ظلامي توقيفا بالنص.

كلمة انوار من خلال المرجعية الاوروبية، لفظة مشحونة بالاديولوجيا و متخثرة بالصراع الاجتماعي و الديني الذي لا نظير له في ذاكرة المسلمين ضمن تجربتهم التاريخية و العقائدية،

فلا يمكن من خلال هذه الحيثية ترجمة لفظة "ملغومة” و "ملغزة” مثل الانوار الى اللغة العربية ترجمة حيادية، لن يقوم بذلك سوى امي حضاري جاهل ببيئة المنشأ،

و نسقها المعرفي، و بيئة المجتمع الهدف، و نسقه المخالف.

و الشواهد كثيرة في التاريخ الاسلامي لمثل هذا التلفيق الفيروسي، و قد كلفنا الكثير كمسلمين/ في ديننا و حضارتنا و فكرنا.

 

 كلام رائع و جميل جدا أحسنت و لو أني غير مختص باللغة العربية لأعطي كلامك حقه من التقييم و الفهم و التقدير


و اذا اردت ان تفهم حجم السمومية و الفيروسية التي يمكن ان تنقلها مجرد "استعارة” لغوية بسيطة تمت ترجمتها بدون فهم للسياق و البيئة الحاضنة الاولى، دعني استعرض الطريقة التي تعاملت بها البعثات اليابانية في عصر الميجي (1868 - 1912):

  • لم تستهوي اليابان العلوم الاجتماعية الغربية، لانهم كانوا يفهمون انها استعارات وثنية للدين و العقيد كما كان لدى الاوروبيين القدامى (بعكس العرب ممن افرطوا في استهلاك المسموم و الموغل في الوثنيات الغربية و ان تم تغليفه باسماء جديد: السوسيولوجيا، البسيكولوجيا، الهيرومنطيقا، الوجودية، البنيوية ..)
  • اكتفى اليابانيون بالعلوم الحقة، و نقلوا فيها عن الاوروبيين و لم يخجلوا من ذلك، رغم اعتزازهم بالانا الحضاري الخاص بهم، هذا الرحالة و المربي يوكيشي فوكوزوا Yukishi Fukuzowaa لم يكن يتوانى عن حث المجتمع الياباني عن الاخذ من العلوم الغربية و لكن بحذر، و كان قد اسس مدرسة على اثر ذلك مدرسة كيو غيجوكو Keio Gijuko عام 1858.
  • خلال ذلك تمت ترجمة عدد من النظريات و الكتب و المقالات العلمية، المترجم تاداوو شيزوكي Tadao Shizuki وقت ترجمته لكتب الفلك الاوروبية، ادرك الحمولة الاديولوجية للفظة "الثورة الكوبرنيكية” و التي متاكد ان كل من يقرا هذه السطور قد تعلمها على هذا النحو لاول مرة في المدرسة. بالنسبة لتاداوو فهو يفهم ان لفظة مثل هذه مليئة بالاستعارات الملغومةة و تتحمل معاني اكبر من مجرد تسمية لظاهرة علمية، تاداوو ادرك ان عبارة "ثورة” تملك دلالة عقائدية و تاريخية، فكانت ترجمته مغايرة : "نظرية حركة الارض” و هي تسمية حافظت على المعنى بدون فتح الباب للرمزيات الاوروبية الخاصة، ركز تاداوو على نسبية حركة الارض بالنسبة للشمس، وهو تفسير سليم سواء التفت الارض حول الشمس او العكس، في النهاية الاوروبي ركز على الجوهر في حين الياباني اهتم بالعلاقة..الاوربي اعتبر التحول من مركزية الارض الى مركزية الشمس "ثورة” في حين الياباني ــ و هو ابن الشمس ــ فهم مدلول و رمزية التسمية و انكب على الظاهرة علميا و رافضا للاديولوجيا.
  • نفس الامر نجده في ميدان اخر و هو الكيمياء، فهذا اوداغا يوان Odaga Yoan يأتي الى ما اعتبره الفرنسي لافوازييه Antoine Lavoisier اساسيا و هو "جوهر” او "ذرية” المادة (لاحظ الحمولة الوثنية لدى لافوازييه الذي نقل التعبير مباشرة عن ارسطو) و يترجمه من خلال مرجعيته الوذية - الكونوفوشية من منظور "القوة” و "الالفة” .. اي "اليانغ” و الينغ".

و هكذا خط اليابانيون ضمن اطارهم المرجعي و ظرفيتهم التاريخية، طريقة للاستفادة من استعارات الاخرين دون الوقوع في وحل حمولتها العقائدية،

فمقابل خصوصية اوروبية امريكية، تم تطوير خصوصية يابانية دون الذوبان في مصطلح الغير و استعاراته، رغم الاشتراك في مجال تداولي واحد.

 

كلام أروع من الروعة ما شاء الله لا قوة إلا بالله لديك ثقافة شديدة الامتياز و العمق تدل على عقل كبير و فهم عميق ما شاء الله عليك و استمتعت كثيرا بما تفضلت به،و للأسف الشديد نحن كمسلمين ديننا أخذناه بالوحي الإلهي لم نقيم العالم انطلاقا من مركزية ثقافتنا رغم أنها الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه بل في كثير من الأحيان صغنا و قولبنا تعاليم ديننا و أحكامه و وضعنا معايير الثقافة الغربية و حاكمنا قيمنا بالمنظور الغربي و حرفنا ديننا و ليس العكس بأن نحاكم المنظور الغربي للحياة وفق تعاليم ديننا و قيمه و هذا يدل على الهزيمة النفسية التي نعاني منها،عكس اليابان فرغم أنها أخذت بعض مظاهر الحضارة الغربية و الفكر الغربي و التي لم تعهدها فيما سبق مثل النظام البرلماني و الديموقراطية و الليبرالية إلا أنها متمسكة حتى الآن بثقافتها الوثنية و خرافاتها و حتى أسرة الإمبراطور الياباني محل تقدير و احترام كبيرين من الشعب رغم إنهاء النظام الإمبراطوري 

ــــــــــ

لقد كنت جد متفاءل حينما تصورت انني ساكتب كل شيء في رد واحد، على اي الجزء الاخر من الفكر ساتركه للغد ان شاء الله،

.. يبتع

 

عادي ما تفضلت به كاف جدا و لا ترهق نفسك و تعجبني قدرتك الكبيرة على فهم الأفكار المعقدة و أتمنى يوما ما لو أمتلك مثل هذه القدرة فهنيئا لك و شكرا لك على ردك الغني و الرائع بارك الله بجهودك يوما سعيدا و تحياتي لك

0📊0👍0👏0👌0💭
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
المشاركات: 312
نقاط التميز: 657
معدل المشاركات يوميا: 0.3
الأيام منذ الإنضمام: 1070
  • 03:07 - 2024/06/17
@زمان بيكينباور

اولا عيد مبارك عليك و على الاهل و كل الامة الاسلامية.

ـــــــــــ

قمت بالاشارة للكثير من النقاط كما العادة و ايضا كما العادة اتفق مع اشياء و اختلف معك في اخرى،

و هذا في نظري هو الوضع الصحي المناسب الذي يحتاجه اي موضوع ليحقق غاياته النقاشية،

شكرا لتقديرك لهذا الموضوع عبر فردك للوقت و الجهد من اجل مشاركة افكارك و اراءك الخاصة،

و بالنسبة لي من الضروري استكمال الرد السابق و ايضا منح كل فكرة لاحقة وضعتها قيمتها و وقتها اما للرد او التعزيز، و هل جواب الاحسان الا الاحسان؟.

كل هذا ان شاء الله بعد العيد الذي هو صباحا في بلدي المغرب.

كل التقدير.

0📊0👍0👏0👌0💭
ثينك

  • المشاركات:
    18380
مشرف النقاش الجاد
ثينك

مشرف النقاش الجاد
المشاركات: 18380
معدل المشاركات يوميا: 3.4
الأيام منذ الإنضمام: 5422
  • 21:40 - 2024/06/17

إقتباس لمشاركة: @لا تحتمل خفته 02:47 - 2024/06/15

@ثينك

حقيقة لم افهم يا اخي كيف:

من جهة تقول انك تتفق مع فكرة الموضوع،

و من جهة ثانية تذهب الى نسفها (بدون دليل) حينما تقول: “مجرد اصطلاح لاغير”؟

ـــــــــ

حتما في انتظار تفسير ما فاتني القبض على معناه.

أهلا بك اخي الكريم، عيدك مبارك أنت وجميع من تحب

ربما لم أفهم الموضوع، فهو كما ذكر الإخوة أكاديمي عميق

أنا حسب ما فهمت انك تقصد أن الغرب يغيّر في المسميات مع الاحتفاظ بالاسم الذي قد لا يجد له مكانًا يناسبه في بيئة أخرى

كما قد لا تؤدي الترجمة دورها كما ينبغي

كما في شرحك لكلمة (تنوير)

ولذلك ينبغي التركيز في المسمّى لا الاسم

واعذرني أخي إن أسأتُ الفهم

0📊0👍0👏0👌0💭
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
المشاركات: 312
نقاط التميز: 657
معدل المشاركات يوميا: 0.3
الأيام منذ الإنضمام: 1070
  • 01:26 - 2024/06/19

@زمان بيكينباور

تتمة للنقطة الثانية في التعليق اعلاه "يجب ان نبتكر استعاراتنا الخاصة".

كما اسلفت الذكر فان الاستعارة تمكننا من اعادة انتاج مصطلحات و تعريفات جديدة، وهي ليست مفيدة لغويا فقط و انما و كما بيننا في السابق: فكريا و حضاريا،

اي ان للاستعارات قوة توليدية تمثل وجه العملة: ثقافة (لامادي) و حضارة (مادي).

مثال على ذلك هو حينما وضع الامام الشافعي رحمه الله علم الاصول، و هو الاصولي الاول، خينها استطعنا ابتكار الاستقراء كمنهج للبحث العلمي و تسميته في الثقافة و التراث الاسلامي و الفقهي هي: "القياس"،

الشافعي كان عبقري بجد، لانه و من خلال تسلسل حجاجي متين اسه و اساسه النص او كما يسميهما هو " الوحيين" استطاع استحداث علم قائم الاركان، هذا العلم تمت استعارته مرارا و تكرارا في العلوم الاسلامية كما في العلوم الحقة في القرون الخمس الاولى للهجرة، يمكننا النظر للمسالة كما مثال التطورية في العصر الفيكتوري، لقد كان القياس في الهواء يستنشقه كل مسلم اينما كان .. حتى انه عرف في القرون الوسطى بالمنهج الاسلامي في اوروبا كمعرفة الدال بالمدلول.

الان ليست هناك دولة في العالم لا تملك محكمة دستورية و فقهاء في القانون الدستوري، و يمكن تتبع الاستعارات القياسية الشافعية في مجالات اخرى كثيرة، منها المنطق و اللغة (ميتا-لغة meta-language او اللغات الشارحة في المنطق الصوري).

ثم سيتلقف ابن الهيثم الاستعارة و بطبقها في مجال البحث العلمي، فيخرج لنا بمنهج الاستقراء Inductive كما نعرفه اليوم، و هي نظرية تعتمد الانتقال من الخاص الى العام رادا للاستباطية الارسطية التي عطلت الفكر و العلم و الابداع الانساني لعشرين قرن الى ان اتى فرانسيس بيكون و سرق منهج ابن الهيثم من الفه الى ياءه واضعا الته الجديدة "الاورغانون الجديد" و معلنا حكمه النهائي الكاسح على منطق أرسطو: مجرد ارخنة للتعابير ليس لها معنى خارج السياق اليوناني .. من هذه اللحظة بالذات انطلق مارد الحضارة الاوربية ووحد معناه الى يومنا هذا.

ـــــــــــــ


0📊0👍0👏0👌0💭
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
  • 01:43 - 2024/06/19
@زمان بيكينباور

1

بخصوص مقولة شلايشر، مجددا اجدك تقع ضحية للمعيار الاخلاقي و التمثيل الذي لا يعتمد الواقع كاساس للقياس.

مقارنتك بين اللغة العربية و اللغات الاوروبية مبنية على مقارنة ضمن حدود الفيلولوجيا او فقه اللغة،

و هنا كلامك صحيح بالقلم و المسطرة و لا احد باستطاعته رده،

لكن الا تعتقد انك تنسى السياق الذي نحن بصدده: الاستعارة التطورية في مجال اللغات،

و في هذا الحقل و بلغة التطور فالبقاء للاقوى، سواء كانت القوة عسكرية او حيلة لا اخلاقية،

شلايشر هنا لا يقيم اعتبارا للقوة التعبيرية للغات و لا للقدرات الاشتقاقية او البيانية،

ههذا ليس موضو فكرة، و انما هو يصف الذي حصل باستعارة اداة التحليل التطورية،

ليس حكم قيمةو انما وصف دارويني لما جرى.

ايضا لا تنسى انا اللغة من ادوات الحضارة، اي انها معول في يد الوجه المادي للمنجز الانساني،

بهذا فالتطور التقني و التكنولوجي و العسكري، مرده، على الاقل في جزء منه الى القدرات التوليدية للغة و قدرتها على التدافع الحضاري.

2

المقصود بان القران معيار اللغة العربية الوحيد في ذلك السياق، من حيث هو نص عقدي،

نص له من الدقة الوصفية و القدرة على “تمديد نسيج اللغة الداخلي” كما يقول فتغنشتين ليتحمل معاني ثقيلة،

و ايضا لا اتفق مع كلامك بخصوص الشعر الجاهلي او اي مرجعية اخرى سابقة على الوحي،

القران خلد اللغة العربية و جعلها و جعل اصحابها يدخلون الحضارة بعد لازموا الهامش لفترة طويلة،

هذا موضوع طويلة و ربما يكون لنا نقاش حوله لاحقا.

3

في الاخير قمت بتلخيص كل شيء في اخر جزء من مداخلتك، كما لو انها مسك الختام.

و مجددا شكرا لمشاركتك و وقتك، و ايضا لكلماتك اللطيفة.

تحياتي.

0📊0👍0👏0👌0💭
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
  • 02:03 - 2024/06/19
@ثينك

السلام عليكم يا محترم و عسى ان تكون بخير،

..

لا داعي للاعتذار اخي، سوء الفهم - الخلاف و الاختلاف و حتى المشاكسة ضرورية في اي موضوع،

و الا ما الغاية من الاتفاق على طول الخط؟

كما يقال: بالمختلف نتحدد، و نتطور.

ــــــــــ

السياق الذي اقتبست منه تساؤلك هي سياق حيت يقوم بعض المترجمين الغير متخصصين ممن لا يفهمون بيئة المصطلح الغربي،

و ايضا لا يتمثلون البيئة الاسلامية كما يجب، فيقومون بترجمة كلمة لها حمولة ايديولوجية و تختزل الكثير من الاحداث التاريخية و الصراع الاجتماعي لنظيرتها

في اللغة العربية بدون مراعاة لحجم الانزياحات في الدلالة المعنى التي تملكها تلك العبارات في بيئتها الاصلية،

لهذا يجب اولا القيام بتبيئة العبارة و النظر اليها ضمن بيئتها الخاصة، ثم فهم كيف ستتمثلها البيئة المستهدفة و سياقاتها الخاصة.

ـــــــــــ

فقط مثال بسيط على هذا و هي لفظة الانوار، و دعنا من السياق البيئة الاسلامية و اللغة العربية،

فقط لنقارن بين اللفظتين في الثقافة الفرنسية و الالمانية، سنجد انهما و ان كانا ينتميان لنفس الحضارة الحاضنة،

و ان كان لا يفصل بينهما سوى حدود افتراضية .. فهما لا يعبران عن نفس اللفظة بنفس الطريقة.

في فرنسا الانوار بالفرنسية هي les lumières في حين بالالمانية Aufklaerung و اللفظتان مختلفتان كثيرا و ليستا ترجمة ميكانيكية.

الانوار الفرنسية هي اسم مغلق “انوار” في تعبير على حدث تاريخي كامل و متحقق و منتهي: الثورة الفرنسية،

بالمقابل فاللفظة في تعبيرها الالمانية هي مصدر مفتوح و المقصود به : التنوير، و هو عملية ناقصة و مفتوحة على امكانات التحقيق،

التنوير عملية مستمرة و غير منتهية، يمكن ان يحصل التنوير و يمكن ان يغيب، فهو اذن محكوم بشروط معينة،

بعكس الانوار الفرنسية التي تحققت بانتهاء الثور الفرنسية و كان ما كان.. اذن فالاستعار اللغوية هنا دقيقة و ليس اعتباطية،

الالمان يفهمون الانوار كشروط في الزمن في حين الفرنسين ينظرون لها كحدث في الزمن الماضي.

و لما كان الامر كذلك بالنسبة لثقافتي بلدين متجاورين، و ما يجمعهما اكثر مما يفرق بينهما،

ماذا عنا نحن المسلمين؟

بعض المتعالمين من اليسار ممن تصدروا المشهد الثقافي ترجموا اللفظة بدون ان يفهموا بيئة المنشأ و لا طبيعة الحضارة الاسلامية

المحكومة بنص اولي (القران) متعالي.

من الضروري للمترجم ان يكون مزدوج الثقافة قبل ان يبدا بفعل الترجم و الا سيصبح مجرد امي حضاري ينشر الجهل و التجهيل،

و للاسف هذا واقع الترجمات العربية منذ قرابة القرنين.

0📊0👍0👏0👌0💭
زمان بيكينباور

  • المشاركات: 3219
    نقاط التميز: 5700
مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
زمان بيكينباور

مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
المشاركات: 3219
نقاط التميز: 5700
معدل المشاركات يوميا: 1.9
الأيام منذ الإنضمام: 1731
  • 16:17 - 2024/06/19
إقتباس لمشاركة:  @لا تحتمل خفته 01:43 - 2024/06/19  
@زمان بيكينباور

 

1

بخصوص مقولة شلايشر، مجددا اجدك تقع ضحية للمعيار الاخلاقي و التمثيل الذي لا يعتمد الواقع كاساس للقياس.

مقارنتك بين اللغة العربية و اللغات الاوروبية مبنية على مقارنة ضمن حدود الفيلولوجيا او فقه اللغة،

و هنا كلامك صحيح بالقلم و المسطرة و لا احد باستطاعته رده،

لكن الا تعتقد انك تنسى السياق الذي نحن بصدده: الاستعارة التطورية في مجال اللغات،

و في هذا الحقل و بلغة التطور فالبقاء للاقوى، سواء كانت القوة عسكرية او حيلة لا اخلاقية،

شلايشر هنا لا يقيم اعتبارا للقوة التعبيرية للغات و لا للقدرات الاشتقاقية او البيانية،

ههذا ليس موضو فكرة، و انما هو يصف الذي حصل باستعارة اداة التحليل التطورية،

ليس حكم قيمةو انما وصف دارويني لما جرى.

ايضا لا تنسى انا اللغة من ادوات الحضارة، اي انها معول في يد الوجه المادي للمنجز الانساني،

بهذا فالتطور التقني و التكنولوجي و العسكري، مرده، على الاقل في جزء منه الى القدرات التوليدية للغة و قدرتها على التدافع الحضاري.

 

لا بأس الاختلاف لا يفسد في الود قضية المهم أن الكل عبر عن وجهة نظره


2

المقصود بان القران معيار اللغة العربية الوحيد في ذلك السياق، من حيث هو نص عقدي،

نص له من الدقة الوصفية و القدرة على "تمديد نسيج اللغة الداخلي” كما يقول فتغنشتين ليتحمل معاني ثقيلة،

و ايضا لا اتفق مع كلامك بخصوص الشعر الجاهلي او اي مرجعية اخرى سابقة على الوحي،

القران خلد اللغة العربية و جعلها و جعل اصحابها يدخلون الحضارة بعد لازموا الهامش لفترة طويلة،

هذا موضوع طويلة و ربما يكون لنا نقاش حوله لاحقا.

 

أكيد القرآن الكريم هو المرجع الأعلى لا أحد يختلف في ذلك لكن السياق الذي جاء به القرآن الكريم و يرتبط به هو سياق ديني في الدرجة الأولى و لا مانع أن يكون في أشعار العرب و حكمهم و بلاغتهم ما له قيمة عالية و إن كان أقل من القرآن فالرسول صلى الله عليه و سلم كانت تنشد في مجالسه أشعار العرب و كان يطلب من أصحابه أن يلقوها عليه و هنا أيضا الاختلاف لا يفسد في الود قضية،اللغة العربية مرتبطة بالإسلام و بالتأكيد الإسلام و القرآن جعل اللغة العربية ترتفع في مكانتها لتصبح لغة مقدسة كون القرآن الكريم و تعاليم الدين يصعب جدا أن تفهم على حقيقتها إلا بها


3

في الاخير قمت بتلخيص كل شيء في اخر جزء من مداخلتك، كما لو انها مسك الختام.

و مجددا شكرا لمشاركتك و وقتك، و ايضا لكلماتك اللطيفة.

تحياتي.

 

تسلم و أنا أيضا سررت بهذا النقاش الممتع و القيم جدا تحياتي لك و نلتقي في مواضيع قادمة بإذن الله 

0📊0👍0👏0👌0💭
لا تحتمل خفته
  • المشاركات: 312
    نقاط التميز: 657
عضو
لا تحتمل خفته
عضو
المشاركات: 312
نقاط التميز: 657
معدل المشاركات يوميا: 0.3
الأيام منذ الإنضمام: 1070
  • 03:12 - 2024/06/20
@زمان بيكينباور

كان نقاش و اختلاف ممتع و منتج معك اخي عادل،

كل التقدير.

0📊0👍0👏0👌0💭

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 أبدية الاستعارة و مفتاح ال ZeitGeistبداية
الصفحة