..
لم أكن أفكّر كثيرا بالطريقة التي كان ينتهجها أبي في تربيتي، فلم أكن أنظر بالعين التي هي في رأسي اليوم،
))=}}»
صحيح لأن حينها يكون الطفل في سن البرائة..وأطوار التربية. وقد تكون افكار الطفل بحاجة إلى معرفة كل شيء ،واخذ كل شيء بدون ترخيص،ويفعل كل شيء دون إستشارة أو أخذ الاذن.من الاباء او الاخوة ،كما ترى الطفل يحب ان يخرج في الوقت الذي يرى فيه أقطرنائه من ذكران وإناث،يلعبون ..،
الإناث يمثلن الامهات واالذكور يمثلون ألأباء .. ههه..وكل منهم يقلد ادوارا .؟.هذا يقلد الامن وذاك يقلد الدرك. وهو.الأمر الذي ينسيهم التفكير فيما هو جدير ،ويبصرون بما لا تبصر به العيون الحقائق كما تم عيون وبصيرة الكبار البالغين....
ولكنّني حين كبرت وبلغت من التّجربة ما يُخوّلني الحكم على طرائق التّربية درست طريقة أبي في تأديبي من زاوية أبعد وبنظرة أعمق
))=}}»
هذه المراجعة للماضي قد يكون فيها البعض من الابناء يعذرون فيها الآباء ويحاسبون أنفسهم فبذلك تجظهم يلتمسون الإعتذار من آبائهم بطريقة تسلسة غير نباشرة على صرفاتهم السابقة التى أصبحت مقارنتها في هذه المرحلة التي تقدم فيها سنه واصبح راشدا و واعيا لما سبق عليه من طيش وغباء عفوي اثناء طور التربية ، ..وبذلك تراهم يقدسون الأولياء من الآباء، ويردون لهم الفضل بأحسن ما عملوا لهم من خير بالبر والإحسان، كما ينسى الأبناء تلك المرحلة ،وينسون كل ما كانوا يتلقونه من قساوة على تصرفاتهم العبثية، من طرف الآباء في بعض الأحيان. ومثل هذا التفكير الذي تفضلت به اخي المحترم في موضوعك، هو ما يزيد المودة والرحمة والطاعة والثقة المتبادلة بين الاسرة،وأخذ المشورة ،وهذا ما يبقي الأسرة مرتبطة ببعضها ارتباط وطيد دون انفصام..
فقد مزج بين الحب والعطف والصّرامة بطريقة خلقت توازنا نفسيّا وتقبّلا منقطع النّظير للأب في حياتي،
))=}}»
اصلحك الله على تفهمك معاملة أبوك لك ومدحك لها ، ولكن أقول لك ااثراحة؟ فكل ذلك التصرف الذي يتفاعل ابوك به معك او مع كل الاسرة، فهو مصدره الزوجة أمك ،؟ التي تركت المساحة فارغة لزوجها.؟ أبوكم. التصرف بحرية تامة ودون معارضة او تحريف الأبناء إلى غير ما يريده
أبوكم ليكونوا في صفها ..؟؟
فيرحع الفضل اليها بحيث هي من اعطت مقاليد وزنام الحكم لزوجها الأب لكم.
فحينما طلبت منه أن يعطيني درّاجته النّاريّة لأتجوّل بها امتنع ولكنّه خاطب فيّ العقل ووضّح لي سبب امتناعه مع قدرته على الاكتفاء ب "لا” أو حتى زجري، ولكنّني كنت عنيدا وأخذتها مرّة دون علمه،
))=}}»
ههه يعني بقوة الذراع.
وليكون ما يكون.
وعلمت أنّ العقاب آت لا محالة،
))=}}» ههه
يعني قصحت الجلد والعضلات،ومواجهة المصير. ولكنك لا تعلم ما يكنه لك أبوك من حب ورحمة في الصدر.
وكم كنت مضطربا كلّما تقلّصت المسافة بيني وبينه في طريق عودتي بعدما أنهيت جولتي وأنا أتأمّله يقف أمام باب البيت …. تخيلوا الوضع هههه
))=}}»
أنظر إلى المحبة التي جعلها الله في قلوب الآباء على ابنائهم من دون استثناء. وطوبا لمن يفكر فيما تفكر به انت اخي الطيب ... فانت من النوع الذي يقتدى و تضرب به الأمثال. وتتمنى كلة اسرة أن يكون لديها ابن او ابنة تفكر في مثل الذي تفكرت انت فيه. سبحان الله .
أتعرفون كيف أجابني ؟! …
لم يذكر شيئا من الأسئلة التي كنت أتوقّعها حينها، مثل : "كيف تجرؤ على مُخالفتي” أو " ألم أكن واضحا ؟!”….. لا ،
))=}}»
وهذا هو السر الخفي عن العيون بالنظر اليه مباشرة. بل هو جعله الله في الأفئدة ولا يعرف للمتربي إلا بعدما يبلغ سن الرشد ، إن جعل الله في قلب ذلك الابن الفطنة والذكاء موهبة العقل السليم.
.
بل سألني " أين ذهبت؟” من كان ليتوقّع هذا السّؤال في مثل هذا الموقف؟ ، تخلّيت حينها عن كلّ تلك الإجابات التي جهّزتها أمام عظمة هذا السّؤال، فقلت : " ذهبت أتعلّم قيادة الدّراجة يا أبي !” …. تبسّم وقال " هاتها الآن لأتعلّم أنا أيضا” هههه
))=}}»
ههه ولذلك يقال:
أن الآباء يحبون أن يكون ابناءهم افضل منهم.
أذكر أنّه كان يُشجّعني على التّفوّق في الدّراسة بوعود بجوائز يضع لها شروطا واضحة ومعدّلا مبيّنا لأتحصّل عليه إذا أردت الهدية، وكنت أضعها نصب عينيّ وكان يفي بوعده…ولمّا كنت أتباهى بنتائجي في المدرسة أمامه كان يُذكّرني بالطريقة الملائمة بأنّما اجتهادي لنفسي وليس لأحد غيري حتى أتألّى عليه ….. هل يبدو هذا تناقضا طبعا لا ، فالأمر فقط توضيح وتأكّد من أنّ الرّسالة الصّحيحة قد وصلت .
))=}}»
يا أخي المحترم الحمد لله أن ابوك قد لمس فيك رغبة الفهم وتقبل المعرفة بما رزقك الله من الموهبة بالعقل الراجح والذكاء الذي يستوعب الأشياء التي يتلقاها بيسر ومن دون نسيان ولا ضيق في الصدور..
طبعا زالت الدّهشة لما عرفت شئيا اسمه "فنون التّربيّة”
))=}}»
نعم اسمه اسرار الطاقة الربانية التي تسكن قلوب الآباء ولا يعلم عنها الأبتاء إلا بعدما يكشف عنها الستار في وقت الحاجة الامر المطلوب.
فأبي أدرك أنّ الأمر قد وقع ، ثم انتقل سريعا إلى أمر مهمّ وهو أنّي بخير وذلك ما همّه وجعله ينتظر خارجا يترقّب، ثم انتقل مباشرة إلى مراعاة حالتي النّفسيّة، فقد أدرك ببديهة أكسبته إيّاها التّجربة بأنّني أشعر بالخوف بالفعل والنّدم وأنتظر العقاب،
وأنّ العقاب قد يؤدّي إلى تعقيدات كان في غنى عنها، فارتأى أنّ تبديد الخوف وجعلي أحس بأنّ الأب لا يمنعني إلّا لمصلحتي أهمّ من معاقبتي،
))=}}»
وهذا الأمر أثبتته مواقفه التي لا يتسّع المقام لذكرها فقد نُحتت في ذاكرتي.
))=}}»
طبعا تنحت وترسم برسومات لها الوان غير الالوان المرئية..بل هي اسرار الرحمة الربانية يؤتيها الله لمن يشاء من عباده.
لقد رأيت أبي اليوم وهو يمارس كل فنون التّربية دون أن يتلقى شيئا منها وكأنّه هو من أملاها على منظّريها، ولست أبالغ في ذلك…. وأبي نموذج فقط من الآباء الذين كان أهمّ شغلهم في التّأديب هو أن تصل الرّسالة وليس طريقة التّأديب نفسها فحتّى لمّا يعاقبني على الأخطاء التي لا يتساهل معها كان لا يتركني بل كان يمهلني وقتا لأبقى مع نفسي، ثم يصطحبني لتناول الغداء معا وتجاذب أطراف الحديث (وكنت لم أتعدّ الثانية عشرة من العمر) حتى يجعل ما عاقبني لأجله موضوعا للحديث ….
وصدّقوني عندما أقول لكم لقد نجح نجاحا منقطع النّظير، فلم يأته أحد بشأني متشكّيا عندما كبرت وأصبح لي دوري في المجتمع.
))=}}»
الحمد لله ستكون من خيرة الرجال ..الذين يقتدى بهم في جل الاعمال،و تضرب بهم الامثال، والله خير حفظا.
لقد كبرت ورأيت بعض الآباء يفرط في دلال ابنه ويقدّم له كلّ ما يطلبه دون أن يسأله، حتى إنّ بعض الأبناء اعتاد تلبية طلباته إلى درجة أنّه كان يبدي سخطه من الأوضاع المقيتة التي جعلت طلبه لا يُلبّى، وبعضا آخر يلجأ مباشرة إلى العقاب الجسديّ إلى درجة جعل الابن يتمرّد حينما يصل إلى مرحلة معيّنة من انقطاع جسور الحوار بينه وبين أبيه .
))=}}» اصلحك الله وزكاك وعمرك وارقام لاسرتك وبقى الله أبوك. في صحة جيدة . آمين
حتّى لا أطيل الكلام أنتقل إلى بعض التّساؤلات :
01- هل ترى أنّ الإحاطة بفنون التّربية (أقصد النّظريّات الحديثة في هذا المجال) أمر لا مناص منه لتربية الأبناء أم يكفي الإخلاص والتّجربة ؟
))=}}»
بل تحتاج الى ذلك كله... الاخلاص في التربية ،
بالحكمة والموعظة الحسنة.
.،
02- هل ترى أنّ أب اليوم المثقّف يعتبر أفضل من أب الأمس الذي كان علمه الأكاديميّ متواضعا ؟ ولم ؟ .
))=}}»
يا اخي لا يمكن ان تفرق بين البين؟ لان هناك سر ...من العلم والمعرفة. لدى كل طرف ،ولكل جنس من الاجناس البشرية، قد تجد في كل فئة وصنف..، علاماء فيهم درجات متفاوتة، ولو ان البعض منهم يظهر لنا نحن انه عالم....
وكذلك في اوساط الأساتذة الاطباء وغيرهم في كل مجال من مجالات العلوم . تجد هناك الاقوى، وهناك الاقل منهم. وبذلك نرى كل فرقة يترأسها الافضل منها عن طريق الإنتخابات.
03- ما موقفك من مسألة الثّواب والعقاب في تنشئة الطّفل وإعداد رجل الغد؟
))=}}» على المرء أن يطبق العقاب والعنف على نفسه هو اول مرة إن مورس عليه فهلةسرقبله؟؟ وفي مسألة الثواب ايضا. الا تحبون أن يغفر الله لكم..؟؟؟
أرجو أن يكون الموضوع على قدر تطلّعاتكم، وأن ينجح في استقطاب أقلامكم
))=}}»
للحديث مرافعة فالموضوع، يعالج جانب مهم أثناء يكون الأبناء في طور التربية