عندما دقت الساعة الثانية عشرة ليلاً، وجدت نفسي مستيقظاً، محاولاً بلا جدوى الغفوة.
الليلة لم تكن كأي ليلة، فقد كانت مليئة بالهدوء الذي يتخلله خوف الوحدة.
ذهبت إلى شرفتي وأنا متعب الجسد والروح، محاولاً إيجاد بعض الراحة في لمحة من نظرة السماء المليئة بالنجوم المتلألئة.
رفعت رأسي لأرى القمر الذي كان يبدو وكأنه يعزف لحن المساء بأشعته الفضية المتلألئة.
كانت لحظة ساحرة، لحظة يعجز فيها اللسان عن وصف جمال ما أمامي.
القمر بدر في سماء سوداء تتلألأ ببريق النجوم، كانت لوحة فنية تحتاج إلى فرشاة رقيقة لتلميع تفاصيلها الساحرة.
تأملت بدهشة في تلك اللحظة الفريدة، حيث بدت الأرض تتوقف في مكانها لتشهد هذا الجمال الساحر.
كانت رائحة المطر الخفيفة تتسلل إلى أنفي، تذكيراً بقدومه القريب.
لقد كان يوماً طويلاً وشاقاً، وبعد طول انتظار، بدأ الناس يستبشرون بقدوم المطر الذي سيروي عطش الأرض والقلوب.
غمرتني مشاعر السلام والاطمئنان، فأدركت أن الليل قد جاء ليعطي العالم لحظات هدوء وجمال.
ومع رؤية القمر يتلألأ في سماءٍ صافية، وسط نجومٍ ترقص على أنغامه، شعرت بأن الهموم تتبدد، والسلام يعم قلبي تدريجياً.
أعلنت الطبيعة عن استسلامها لجمال هذه الليلة الفريدة، حيث غطى المطر الأرض وأنعشها برائحته العذبة.
وسرعان ما أغلقت عيني، وتركت نفسي تغوص في بحر من السكون والهدوء، في انتظار شمس فجر جديد يحمل معه مزيداً من جمال الحياة وروعتها.
بقلمي ..