مفهوم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ( ADHD) :
يتكون هذا الاضطراب من شقين ريسئيين : نقص الانتباه وفرط الحركة يضاف اليها الاندفاعية ، وقد تمت دراسة هذا النوع من الاضطراب السلوكي لدى الأطفال منذ فترة من االزمن تحت مسميات مختلفة ، مثل الخلل البسيط في وظائف الدماغ،والنشاط الحركي الزائد. الخ. والمصطلح الجديد لهذا الاضطراب هو نقص الانتباه وفرط الحركة
(ADHD)
معدل انتشاره بين الأطفال : تتراوح نسبة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب بين 3-10% . ووجد انه ينتشر بين البنين أربعة اضعاف انتشاره بين البنات . وهناك دراسات عديدة محلية وعربية وغربية أوضحت معدل انتشار هذا الاضطراب بين الأطفال ومن الدراسات المحلية لهذا الاضطراب : دراسة العيادة النفسية في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض فقد وجد ان النسبة تساوي 12.6 % .
عبارة عن أسطر نقلتها من كتاب "الطفل العربي والمستقبل".د. غسان حتاحت
الحركة الزائدة حالة غير شائعة لكنها سبب هام من أسباب اضطرابات التعلم. وتنجم عن أحد ثلاثة أمور:
1_ قد لا يكون الطفل على درجة كافية من الذكاء ليفهم ما يقال (أو قد يكون ما يقوله المعلم غير مفهوم أصلاً). مما يؤدي لتململ الطفل في مقعده وانشغاله بأمور أخرى. ويلاحظ هذا أيضاً عند الكبار عندما تكون المحاضرة غير مفهومة!!.
لذلك فإن الأطفال مفرطي الحركة في الصف يجب ألا يكونوا أصلاً في ذلك الصف لأنهم لا يفهمون ما يقال.
2_ قد يكون فرط الحركة ناجماً عن القلق ويشاهد هذا لدى الأطفال المشغولين بمشاكلهم النفسية والعاطفية التي تمنعهم من التركيز والانتباه.
3_ أما القسم الثالث فهم الأطفال المصابون بفرط الحركة. وهم الوحيدون الذين قد يستفيدون من المعالجة الدوائية. ويمتاز هؤلاء عمن سواهم بأن فرط حركتهم دائم وليس في المدرسة فقط كالحالتين السابقتين. وهم يبدون سعداء على الرغم من فرط الحركة، بينما يبدو الآخرون مهمومين قلقين.
وفي العادة يراجع هؤلاء الأطفال الطبيب بين السنتين والثلاث من العمر بالنسبة لأطفال العائلات المتوسطة والغنية، وبين السادسة والسابعة من العمر بالنسبة لأطفال العائلات الفقيرة، وبسبب ذلك أنه في العائلات المتوسطة لا ترضى الأم بأصوات التكسير والتخريب الناجمين عن فرط الحركة لدى الطفل، بينما يقضي أطفال العائلات الأخرى بعض وقتهم في الشارع بحيث يشبعون فرط حركتهم هناك ولا تعرف حالتهم إلا عند التحاقهم بالمدرسة. ناهيك عن أن القسم الأول من العائلات يراجع الأطباء عادة أكثر من القسم الثاني.
وسبب فرط الحركة هو عدم السيطرة الدماغية الكاملة، ربما بسبب عدم نضج الدماغ فهو اذن مظهر لاصابة مرضية. ويؤدي ذلك الى نقص في الانتباه وقصر في مدته وضعف في التركيز. وان العقوبة لهؤلاء الأطفال لا تفيد، بل قد تزيد الحالة سوءا بينما يمكن أن يعالجوا ببعض الأدوية الخاصة ذات الفائدة الجلية، اضافة الى البرامج التعليمية المعدة خصيصا لهم.
وفي ختام الموضوع يتبين أن كل طفل يعاني من مشكلات الدراسة والتعلم يكون لديه نمط خاص متميز من سواه، وبالتالي يتطلب اهتماما خاصا وأحيانا علاجا موجها. ويجب دائما مواجهة مثل هذه الأمور قبل استفحالها، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.
* عن كتاب "الطفل العربي والمستقبل".
أسباب نقص الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال :
في بداية الأمر كان يعتقد بأن هناك مسببات عضوية في المخ مثل تلف المخ أدت إلى ظهور هذا الاضطراب لذا ظهرت مسميات مختلفة لهذا الاضطراب مثل : الاختلال الوظيفي المخي البسيط ، وتلف المخ العضوي ثم ظهر مسمى فرط النشاط الحركي ثم تلاشت هذه المسميات وتم تقسيم الاضطراب إلى نقص الانتباه المصاحب لفرط الحركة ونقص الانتباه غير المصاحب لفرط الحركة ثم تم دمج ذلك المسمى إلى اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة .
وقد تم تصنيف هذا الاضطراب إلى ثلاثة انواع :
1- النوع الأول : نقص الانتباه وفرط الحركة المركب
2- النوع الثاني : نقص الانتباه وفرط الحركة الذي يغلب عليه نقص الانتباه
3- النوع الثالث : نقص الانتباه وفرط الحركة الذي يغلب عليه فرط الحركة والاندفاعية
وقد بدأ التركيز في السنوات الأخيرة من خلال الدراسات والأبحاث على جزأين رئيسيين في المخ يعتقد أن لهما علاقة وطيدة بظهور هذا الاضطراب وهما :
1- فص المخ الأمامي
2- الموصلات العصبية المخية
وقد كانت استجابة الأطفال للعلاج الدوائي بواسطة الأدوية المنبهة من المبررات التي جعلت الباحثين يركزون على تلك الموصلات العصبية المخية .
- مسببات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
1- العوامل الوراثية : فقد وجد ان 90% من الأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه وفرط الحركة يوجد بين افراد أسرهم عضو مصاب بهذا الاضطراب .
2- العوامل البيئية والاجتماعية : الفقر والازدحام في المسكن وغيره ، والتلوث بالسموم والمعادن كمعدن الرصاص الذي يدخل في طلاء لعب الأطفال واقلام الرصاص يؤدي إلى زيادة الحركة لدى الأطفال ( كل هذه أمور فرضية لم تثبت بعد كمسببات لهذا الاضطراب ) .
أما عن العلاقة بين الإكثار من تناول السكريات وزيادة الحركة لدى الأطفال : فلم يتضح أن لها تأثيرا شديد على سلوكيات وحركة الاطفال وتبين من معظم نتائج الأبحاث عدم تأثير هذه السكريات على سلوكيات الأطفال الا بنسبة قليلة جدا جتى ولو كانت هذه الحلوى تحتوي على مادة الكافيين ذا ت التأثير المنبه ، ولعل منع بعض الآباء أطفالهم من تناول هذه السكريات يزيد من غضب هؤلاء الأطفال مما يؤدي إلى حركات استفزازية لإثارة والديهم نحوهم .
كل الأطفال يملكون من النشاط والحركة ما قد يعجز الكبار عن مجاراته .. فما مؤشرات وعلامات أن هذا الطفل مصاب بهذا الخلل ؟
فالطفل المصاب بهذا الاضطراب لاتستطيع اسرته تحمله خاصة في الطبقات المتوسطة والمرتفعة الدخل حيث يقضي الطفل معظم وقته في المنزل بينما الأسر الفقيرة قد لايكتشف هذا الاضطراب الا عند دخول الطفل المدرسة لوجود الطفل فترات طويلة خارج المنزل قبل سن المدرسة، ولعل السمات التالية ستوضح بالتفصيل سمات الطفل المصاب :
أولا : سماته الحركية والعضوية :
أ- سمات اضطراب نقص الانتباه :
1- القلق والاضطراب وشد الأعصاب في الغالب .
2- الانطوائية والخجل .
3- سلبية الطبع والابتعاد عن مواجهة الآخرين ( سلبية الطفل ) .
4- قصر فترة الانتباه .
5- صعوبة متابعة التوجيهات والإرشادات الموجهة له .
6- الظهور بمظهر من يحلم أحلام اليقظة .
7- ضعف الذاكرة .
8- صعوبة التركيز لفترة طويلة .
ب- سمات فرط الحركة والاندفاعية :
1- كثرة الكلام والثرثرة .
2- كثرة الحركة والتململ أثناء الجلوس على الكرسي.
3- ظهور علامات التضجر .
4- اللعب بالاداوات المدرسية مثل القلم ، كان يكثر من بري الأقلام .
5- مضايقة التلاميذ الآخرين في الصف .
6- عدم القدرة على التعبير عن رأيه الشخصي بوضوح .
7- فوضوية الطبع .
8- التصرف بسذاجة ، فتراه اخرقا في تصرفاته .
9- الاندفاع والتهور وسهولة الاثارة .
10- الافتقار إلى القدرة على ضبط السلوك .
11- القفز او التارجح عند الانتقال من مكان إلى آخر .
12- الانتقال من نشاط إلى آخر قبل الانتهاء من النشاط الأول .
ثانيا : سماته العاطفية :
1- التهور ، وسرعة الغضب والهيجان .
2- الاستجابة بسرعة ودون تفكير .
3- اللامبالاة بعواقب الأمور ونتائج تصرفاته .
4- الميل إلى لوم الاخرين على تصرفاتهم الخاطئة .
5- الإلحاح وعدم الصبر وعدم انتظار دوره .
6- تذبدب المزاج وسرعة تقلبه .
7- انخفاض مستوى نضوجه العاطفي وعدم تناسبه مع عمره .
8- صعوبة التكيف مع الظروف الجديدة .
9- صعوبة إظهار شعوره وما في داخله .
ثالثا : سمات العلاقة مع الاخرين :
1- الافتقار إلى المهارات الاجتماعية ، مثل السلام وتبادل التحية .
2- فشله في تكوين الصداقات لعلاقاته غير السوية مع أقرانه وتكون صداقاته مع من يكبره سنا لأنهم يدركون طبيعة سلوكه المرضي .
3- إقحام نفسه فيما لايعنيه .
4- عدم التعاطف مع الآخرين .
رابعا : سمات الأداء الأكاديمي :
1- وجود صعوبات تعليمية لديه في النطق والكتابة والقراءة والحفظ .
2- الافتقار إلى مهارة حل المشكلات واعتماده على الاخرين باستمرار ( اتكالي ) .
3- عدم ترتيب الأفكار والعمل ، وفقد الادوات المدرسية في الغالب .
4- عدم وجود اهتمام بالوقت ، فإما أن يقوم بالعمل ببطء شديد وإما أن ينهي العمل بسرعة دون تحري الدقة .
5- انخفاض الاستجابة وانخفاض التفاعل مع الحوافز أو التخويف .
6- يكون أداؤه الأكاديمي أقل ممن هم في عمره بسنة أو سنتين .
7- صعوبة إيصال المعلومات التي يعرفها لغيره .
خامسا : سمات هذا الاضطراب في سن المراهقة :
1- ظهور نقص الانتباه على صورة الفوضوية وعدم التنظيم في الحياة اليومية والمدرسية . ونتيجة لهذا يتصف أداؤه الدراسي بالضعف الشديد .
2- التاخر الدراسي ، والرسوب المتكرر أحيانا .
3- قد يفصل من المدرسة بسبب سلوكياته غير السوية . مثل تعاطي المخدرات .
سادسا : سمات هذا الاضطراب في سن الرشد :
1- صعوبة في التركيز ، واضطراب المزاج ، وضعف الذاكرة والخصائص المعرفية .
2- صعوبة تكوين الصداقات بسبب تداخل سلوكيات هذا الاضطراب مع امراض سلوكية أخرى مثل الشخصية اللاأخلاقية .
اتمنى ان تكون الصورة اكتملت حول سمات هذا الاضطراب
منقول