التأهيل الطبي:
ويعرف على أنه إعادة الأفراد ذوي الإعاقة إلى أعلى مستوى وظيفي من الناحية الجسمية والعقلية، وذلك عن طريق استخدام الإمكانيات الطبية للتقليل من الإعاقة أو إزالتها إن أمكن.
ولتطبيق التأهيل المهني هناك مجموعة من المبادىء التي يجب مراعاتها هي:
1
مبادىء التأهيل الطبي:
مراعاة الحالة النفسية والاجتماعية والجسمية والمهنية للفرد.
تدريب الفرد على ممارسة الأعمال التي تتناسب مع حالته واحتياجاته والاستمرار في أدائها.
عدم التركيز في العلاج على الأجزاء المعطلة فقط بل لابد من الاهتمام بتطوير وتنمية القدرات الجسمية الأخرى والعمل على الاستفادة منها.
لابد من التركيز على تقبل الفرد لوضعه الجسمي الجديد ومساعدته على التكيف معه.
وفي نطاق المفهوم المتكامل للتأهيل يتكون التـأهيل الطبي من مجوعة عمليات تقنية وطبية واجتماعية مترابطة الحلقات تهدف إلى تقديم مجموعة من الخدمات الطبية التي من شأنها الوصول بقدرات ذوي الإعاقة إلى أقصى ما يمكنها.
وهناك الكثير من الخدمات الطبية التي يقدمها التأهيل الطبي والتي نعرضها كما يلي:
2
الخدمات الطبية المقدمة لذوي الإعاقة:
تتعدد تلك الخدمات ويعتمد استـخدامها على نوع الحالة أو المرض ودرجته وحدته وهي:
العلاج بواسطة العمليات الجراحية:تقدم الطب خلال العقود الأخيرة تقدماً كبيراً وملموساً في مجالات العمليات الجراحية، حيث أصبحت العمليات الجراحية تجرى بهدف تصحيح أو زرع أو تثبيت أحد أعضاء الجسم مما يؤدي إلى إعادة عمل أعضاء الجسم المعطلة بالإضافة إلى مساعدتها في التقليل والحد من الإعاقة كإجراء عمليات جراحية لزراعة القوقعة عند الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وزراعة القرنية عند الأشخاص المكفوفين وغيرها.
العلاج بواسطة الأدوية والعقاقير: وهو يعتبر من أحد وسائل الوقاية لعدد كبير من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى اضطراب أو عجز وبالتالي إلى إعاقة أيا كان نوعها، كالأدوية المنشطة التي تستخدم مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم والذين يعانون من اضطرابات في الانتباه أو النشاط الزائد.
العلاج باستخدام الأجهزة المساعدة:وهذا النوع من العلاج يساعد على التقليل من العجز والإعاقة ومساعدة الفرد على الاستقلالية والاستفادة من الخدمات التعليمية والتدريبية والمهنية والترفيهية كاستخدام الكراسي المتحركة مثلا.
العلاج الطبيعي:ويساعد هذا النوع من العلاج في تحسين الصحة الجسدية والوظائف الجسمية للفرد وتحسين حركة المفاصل وزيادة قوة العضلات وتحسين التآزر الحركي، كالعلاج الطبيعي المستخدم مع حالات الشلل الدماغي.
العلاج المهني:وهو يساعد الفرد في التدريب على مهارات الاستقلالية الذاتية وأنشطة الحياة اليومية بما يتناسب مع استعداداته وقدراته وميوله.
العلاج بواسطة الطب النفسي.
3
الخدمات الطبية المقدمة في مراكز التأهيل لذوي الإعاقة:
وتهدف خدمات مراكز التأهيل الطبي إلى تأهيل الأشخاص من ذوي الإعاقة الجسمية وتعويضهم عن العضو المصاب في حالة فقده بتصنيع وتركيب الأطراف الصناعية بأنواعها، والأجهزة المساندة والمساعدة بأنواعها وتدريبهم على الاستخدام الصحيح لها إضافة إلى تقديم خدمات العلاج الطبيعي لإعادة القدرة والحركة والتوافق للجسم لمن يحتاج إليها.
وتتمثل الخدمات التي تقدمها هذه المراكز الطبية ووحدات التصنيع للأطراف والأجهزة التعويضية في اللجان الطبية والأقسام الفنية والمتخصصة التي تتكون منها وهي:
اللجنة الطبية: والتي تقوم بفحص الشخص ذي الإعاقة وتشخيص حالته وتحدد له مواصفات الأجهزة أو العلاج الطبيعي إذا لزم الأمر.
اللجان الطبية الاستشارية: التي تقوم بفحص الشخص ذي الإعاقة المحال لها من اللجنة الطبية وتقدير حاجاته إلى التدخل الجراحي أو إعادة تقويم وتعديل مواصفات الأجهزة التعويضية المطـلوبة له.
قسم العلاج الطبيعي: الذي يقوم بعمل بعض التمارين العلاجية للحالات التي تحتاج إلى أطراف صناعية وأجهزة تعويضية.
أقسام فنية إنتاجية: تختص هذه الأقسام بتصنيع وتركيب الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وتتبعه الأقسام التسعة المتخصصة التالية:
المقاسات والتركيب.
تشكيل نماذج الجبس.
الجبائر والأحزمة الطبية من البلاستيك.
الخياطة والأحزمة الطبية من القماش المقوى.
الأطراف الصناعية العليا من البلاستيك.
الأطراف الصناعية السفلية.
الجلود والأحذية الطبية.
الأجهزة المساندة والمساعدة.
تشكيل النماذج بمادة البلاستيك.
تنحصر أهم مجالات الخدمة التي تقدم في تلك المراكز في تشغيل وتركيب أطراف صناعية وأجهزة تعويضية وإصلاحها، وبرامج العلاج الطبيعي لمن يحتاج إليها. وتتركز فئات الأشخاص ذوي الإعاقة المستفيدة من خدمات المراكز ووحدات تصنيع الأطراف في فئة الأشخاص ذوي الإعاقة الجسمية خاصة حالات التشوهات والبتر والحروق والكسور والشلل بأنواعه والروماتيزم والانزلاقات.
ومن أهم الشروط للحصول على خدمات مراكز التأهيل الطبي ووحدات تصنيع الأطراف الصناعية أن تكون الحالة المحولة من المستشفيات والمراكز والمؤسسات المعنية برعاية الأشخاص ذوي الإعاقة سواء الحكومية والأهلية. (المسلط، 1992).
ولتقديم جميع خدمات التأهيل الطبي للأشخاص ذوي الإعاقة فنحن بحاجة إلى فريق مدرب على ذلك بحيث يتضمن الفريق مختلف التخصصات.
4
فريق تقديم الخدمات الطبية لذوي الإعاقة:
ويتكون الفريق من مجموعة من الأطباء والمختصين والمعالجين الذين يعملون جنباً إلى جنب لتقديم خدمات متناسقة ومتكافئة من استعدادات وقدرات وحاجات هؤلاء الأفراد، ومن أعضائه:
الطبيب العام
: وتتعدد مهامه لتشمل الآتي:
1
الرعاية الطبية اللازمة للأم خلال شهور الحمل الأولى، وأثناء الولادة للتقليل من حدوث الإعاقات في فترة الحمل والولادة ما أمكن ذلك.
2
الرعاية الطبية للأطفال حديثي الولادة، وخلال سنواتهم الأولى لتشخيص الحالات والتدخل العلاجي المبكر، لمنع حدوث المضاعفات التي يمكن أن تترتب على هذه الحالات كعيوب التمثيل الغذائي، ونقص إفرازات الغدة الدرقية واللذين يمكن أن يؤديا إلى الإعاقة العقلية.
3
المشاركة في التقييم الشامل للحالات مع التأكيد على التاريخ المرضي، وتقييم النمو الطبيعي للطفل من النواحي الصحية، والحركية الوظيفية العامة، والسمعية والبصرية، للكشف عن جوانب العجز والقصور فيها، والبدء في الإجراءات العلاجية والتعويضية الطبية.
4
تحديد الخدمات الطبية والتمريضية اللازمة للطفل، ومنها المعينات السمعية والبصرية والأجهزة التعويضية والمشاركة في تقديمها ومتابعتها وتقييمها.
5
تبادل المعلومات والمشورة مع بقية أعضاء فريق العمل مع الطفل، لا سيما بشأن حالته الصحية وتأثيراتها أو انعكاساتها على نموه النفسي والعقلي والاجتماعي، وعلى تعليمه وتأهيله.
6
تبصير الأسرة بالحالة الصحية للطفل، وما تستلزمه من متابعة وطرق رعاية في محيط المنزل خاصة من حيث الجانب الغذائي، والفحوص والتطعيمات الدورية.
7
المشاركة في عملية الدفاع الاجتماعي عن الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة فيما يتعلق بتأمين الخدمات الطبية اللازمة، وأهمية الاكتشاف والتدخل الطبي المبكر لمواجهة حالات الإعاقة، والتوعية والإعلام بدور مراكز رعاية الأمومة والطفولة والوحدات الصحية في هذا الصدد، وتدعيم الخدمات الصحية المدرسية. (القريوطي، 1996).
طبيب العيون:
والذي يهتم بتشخيص وعلاج الأمراض التي تصيب العين كما يقوم بتحديد فقدان البصر بالإضافة إلى قيامه بعملية الوقاية من الإعاقة البصرية سواء كان في تشخيصه المبكر للاضطرابات أو الأمراض التي تصيب العين أو بمعالجته لحالات مختلفة يمكن أن تؤدي إذا ما تركت وأهملت إلى إعاقة بصرية دائمة.
طبيب الأنف والأذن والحنجرة:
ويتعلق عمله بقياس السمع وتحديد الطرق والوسائل العلاجية والجراحية لإعادة السمع وتركيب السماعات للتعويض عن فقدان السمع. كما أنه يعمل جنبا إلى جنب مع أخصائي النطق عندما تكون المشاكل النطقية لها علاقة باضطراب في ميكانيزم النطق والسمع.
طبيب الأعصاب:
وهو من يقوم بتشخيص وعلاج اضطرابات الجهاز العصبي كالشلل الدماغي والصرع والتهاب المفاصل وغيرها، فله دور كبير في عملية الوقاية من الإعاقة التي يمكن أن تصيب الجهاز العصبي، إلا أن أغلب الأطباء يستخدمون العقاقير الطبية والأدوية مع مرضاهم أكثر من استخدامهم للأساليب الجراحية.
طبيب جراحة العظام:
وهو من يقوم بعلاج التهابات واضطرابات العظام والمفاصل التي تنتج عن الأمراض المختلفة، بالإضافة إلى معالجة التشوهات الخلقية للعظام وكسورها والعمل على إعادتها كما هي. ويتعاون طبيب جراحة العظام عادة مع طبيب الأعصاب وطبيب التأهيل والطب الجسدي.
المعالج الطبيعي:
وتنحصر مسؤوليته في متابعة تعليمات الطبيب في تقييم وعلاج المريض، وذلك من خلال استخدام التمارين العلاجية والتدليك، فالمعالج الطبيعي يقوم بعلاج العديد من الحالات الخاصة بهدف تحسين حركة المفاصل وزيادة قوة العضلات وتحسين التناسق والتآزر، كما يقوم بدور تثقيفي في علاقته مع المريض ومع أعضاء فريق التأهيل.
الطبيب النفسي:
ويساعد المرضى من ذوي الإعاقة العقلية الذين يعانون من اضطرابات انفعالية ناجمة عن أسباب جسدية، حيث أن بعض الأمراض العقلية لها بعض العلاقة باضطرابات جسدية ويمكن أن تتطور بسبب عوامل اجتماعية وبيئية.
الطبيب التأهيلي:
وتنحصر مهمته في إعادة المريض إلى أعلى مستوى وظيفي ممكن وأن يقلل من بقايا المرض والجراحة إلى أدنى حد ممكن، فهو غالبا ما يصف علاجاً يقوم بتنفيذه كلّ من المعالج الطبيعي والمهني والترفيهي، كما أنه يقوم بتقييم فائدة الجهاز المناسب للفرد والذي سيستخدمه بعد أن يتم تركيبه.
الطبيب المهني:
ويقوم بحماية العمال من أي أخطار صحية قد تنجم عن العمل، بالإضافة إلى تكيفهم بدنيا وعقليا للوصول بهم إلى أعلى مستويات الرفاهية الجسدية والعقلية.
منقول