الحماقة التى أعيت من يداويها
قد يظن البعض أننا لا نملك قدر من الحماقة -على العكس جلنا تقريبا" فيه قدر ولو يسير من الحماقة إلا ما رحم ربى سواء حاليا" أو سابقا" لكن الحديث هنا ليس عن الحماقة البسيطة أو الحماقة التى قد تحدث فى موقف عابر -إننا نتحدث عن الحماقة المركبة التى تلازم الشخص على الدوام وتكون جزء من تكوين شخصيته --والحماقة ليست هى الجهل أو الغباء فهى لا تفرق بين عالم وجاهل صغير أو كبير
–وقد يكون الأحمق على قدر كبير من الثقافة ومع ذلك فهو أحمق يستمع إلى القول جيدا" لكنه لا يفهم معناه أو قد يفهمه على محمل أخر فيغير فى سياقه ومضمونه سنجده يتدخل فيما لا يعنيه ولا يفهمه ويجادل لمجرد الجدال فرأيه لا يشق له غبار فهو الصح دائما"
– لذلك ستجده دائما" يعيد ويزيد فى نفس الحديث الذى لا طائل منه كأنما أصبح عقله عاجزا" عن الفهم وربما كان يفهم لكنه يكابر لمجرد المكابره وستجده سريع الغضب فى غير ما يغضب ويضحك فى غير ما يضحك ويأخذ أى حديث يتحدث عن السلبية على نفسه وكأن الحديث موجه له فينتقدك بشدة كأنك كنت توجه الحديث له فينهال عليك بالسباب والشتائم ووصفك بما ليس فيك
-والأحمق لديه قدر هائل من الغرور حتى لو حاول أن يخفيه بأن يتحلى بالتواضع فأقل المواقف تكشفه وتعريه لذلك ستجده إذا خاصم فجر – وإذا كان فى مجلس فيحاول الإستئثار به ويتحدث كأنه العالم ببواطن الأمور
ويوصل الكلام بالكلام ستحاول أن تنصرف عنه لكنه سلسل الكلمات فى بعضها يخرج من حلقة ليدخلك فى حلقة أخرى مع أن كل كلامه هراء ولا يخص الموضوع محل الحديث قد نستطيع أن نعلم الجاهل فينجلى جهله - لكنك لن تستطيع أبدا" مع الأحمق أن تعلمه الحكمة أو الصبر
-لذلك قيل أن الحماقة أعيت من يداويها
--تعاملنا كثيرا" مع الحمقى وسنتعامل مستقبلا" معهم فقد تفرضهم علينا الظروف -وندعو الله ألا يفرضوا علينا
الموضوع للمناقشة
.