المقاطعة - بين السلب والإيجاب
المقاطعة تلعب دور رئيسى فى التأثير الإقتصادى على بعض المنتجات سواء كانت خدمية أو صناعية أو غذائية ويكون تأثيرها كبير جدا" على الشركات والدول التى تم مقاطعة منتجاتها -والتسبب فى خسائرها بالمليارات
-ولعل مقاطعة منتجات الصهاينة والدول التى دعمت وساندت فى الحرب على غزة - كان واضحا" فقد خسرت هذه الشركات مليارات الدولارات -وإضطرت بعض هذه الشركات إلى الإغلاق التام فى بعض الدول --ولقد تحقق الدور الإيجابى من إيصال الرسائل بأننا نستطيع أن نجعلكم تخسرون ورسالة إيجابية للإحتجاج من قبل الشعوب العربية والإسلامية عما يحدث حتى ولو كان ذلك أضعف الإيمان
--وفى هذا السياق لابد أن نتحدث عن الجانب السلبى لهذه المقاطعة حتى نحيط بشمولية الموضوع - فالشركات الموجودة داخل الدول هى شركات وطنية محلية وقد إشترت العلامة التجارية من الشركات الأصل والعمالة فى هذه الشركات هى عمالة وطنية - ربما كان راس المال وطنى كامل وربما كان مشاركة لكن تبقى العمالة وطنية - وعند المقاطعة التامة وخروج هذه الشركات من السوق -ستخرج معها العمالة
-وإذا قلنا أن لدينا العديد من هذه الشركات فمعنى ذلك زيادة عدد البطالة للعمالة الى خرجت نتيجة المقاطعة
- فى نفس الوقت فإن دول هذه الشركات تدعمها كما أن هناك شركات تأمين خاصة بمثل هذه الموضوعات لذلك الخسائر لا تكون كبيرة على هذه الشركات كما نتخيل هذه المقاطعات أوجبت علينا التنبه
لأن تكون لدينا صناعات وطنية تستطيع أن تسد هذا الفراغ -وعلى هذه الصناعات الوطنية أن تطور من نفسها حتى تكون جودتها بمثل جودة الصناعات الأجنبية أو حتى قريبة منها
--كما أن على الدولة من خلال وزارة التضامن الإجتماعى أن تكون جاهزة لتوفير الحد الأدنى من المعيشة لهذه الفئات التى تضررت من المقاطعة لحين تشغيلهم فى صناعات وطنية أخرى -وعلى أصحاب الصناعات الوطنية ألا يستغلوا عملية المقاطعة فى رفع أسعار منتجاتهم لمحاولة زيادة الربح فهذا يمثل إستغلال وإبتزاز --المقاطعة هى عمل حر -يفعله الشخص بملئ إرادته لذلك لا يوجد قانون يجرم عملية المقاطعة
- لكن فى نفس الوقت على المقاطعة أن تكون منظمة وغير عشوائية - فالمقاطعة العشوائية قد تكون مضرة وقد تستغلها بعض الشركات لضرب شركات أخرى مما يؤدى إلى ضرر عام للإقتصادومع ذلك
- هناك دعوات دائمة للمقاطعة لبعض البضائع المحلية الخاصة بإستغلال التجار وجشعهم - ومع ذلك نرى فى كثير من الأحوال أن السعر لا ينخفض رغم دعاوى المقاطعة -وذلك لأن النداء عشوائى وغير منظم
فى الدول الأوربية عندما يقاطعون منتج ينخفض سعره فى الحال أما عندنا فلا ينخفض - لأن لديهم ما يطلق عليه بالمجتمعات المدنية ولها مقرات داخل الأحياء فيجتمعون ويقررون المقاطعة -أما عندنا فهناك من يقاطع وهناك ما لم يقاطع رغم إعلانه أنه مقاطع -لذلك يجد التاجر أن بضاعته لم تتأثر فلماذا سيخفض الثمن
الموضوع للمناقشة
.