أستيقظ على صوت الكلمات و هي تتعالى بالقرب من النافذة المطلة على الشارع .
كانت أول حركة قمت بها أن تفقدت الهاتف لأرى على شاشته الساعة تشير إلى الثانية صباحا !
كنت سأعود إلى النوم حين سمعت أحدهم يقول :
" ربما ستكون الليلة هي فرصتنا الوحيدة،
زوجها متغيب منذ أسبوع و والدتها متغيبة أيضا " ...
أصابني الذهول و الفضول في الآن ذاته !
من يقصد هذا الشخص بحديثه و ماذا يريد من هذه المرأة ؟
و يبدو أنه كان يقرأ أفكاري فقد استطرد قائلا :
" كل ما هو مطلوب منك أن تختفي عن الأنظار لساعتين
ثم تعود و كأن شيئا لم يقع، سأكون قد انتهيت بكل هدوء
و حتى إذا لزم الأمر إستخدام العنف فلا مانع لدي " .
" فليكن إذن، لكن أرجوك حاول إنهاء الأمر قبل صلاة الفجر ".
كان قد ازداد فضولي أكثر خصوصا أن الشخص كان يتحدث بكل انفعال
و يبدو أنه قد حزم أمره على تنفيذ وعيده .
لكن بمجرد ما تحدث الشخص الآخر حتى شعرت بأن جسمي قد أصابه الخدر !
غير معقول ! و لكن كيف يعقل أن يسلم ...
هناك أمر يتجاوز فهمي و إدراكي !
هل يمكن أن أكون أخطأت في التعرف على الشخص أو خيل إلي أنه هو ...
" ها هي المفاتيح ،
إياك أن تتركها وراءك أو تتلفها !
هي دليل على مشاركتي في فعلتك هذه " !
حينها فقد استوعبت ما كان يجري،
تسللت من سريري دون أن أصدر أدنى صوت، و اتجهت إلى باب البيت الخشبي
و وضعت المفتاح مكانه بعد أن كنت متعودة وضعه فوق المائدة
التي أضع فوقها كتبي ثم عدت أدراجي إلى السرير و أطرافي ترتجف من شدة الهلع ...
بعد لحظات سمعت وكأن أحدهم يحاول فتح الباب لكن المفتاح حال دون ذلك،
سمعت بعض اللغط بين شخصين !
للأسف كنت أعرف أحدهما !
في اللحظة التي بدأت ضربات خفيفة على الباب تحدث صوتا مكتوما أصبت بالهلع
و كدت أطلق صرخة مدوية، وضعت يدي على فمي محاولة تهدئة نفسي
و أنا أردد أنهم لن ينجحوا في مسعاهم و أن ذلك المفتاح سيمنعهم ...
توالت الضربات و بعد بضع ثوان بدا و كأن ذلك الشخص الغريب
يحاول فتح باب المنزل مستخدما آلة حادة !
كيف يعقل أن لا يتناهى هذا الصوت إلى مسمع الجيران !
ثم فجأة رأيت الباب يكاد يهوي تحت ثقل الجسد الذي ارتطم به !
لم أشعر حينها إلا و أنا أغمض عيني و أطلق صرخة حاولت أن تكون قوية حتى يستطيع أحدهم إنقاذي ...
استيقظت مذعورة في فراشي و شلال من العرق يبلل قميص النوم .
كان المكان مظلما و يلفه هدوء ليلي ، لم تتجاوز الساعة الثانية صباحا !
هذا ما أشارت إليه الساعة التي تركت فوق الطاولة الخشبية الموضوعة بالقرب من سريري !
مددت يدي نحو قنينة ماء غير بعيد عني بجانب الساعة
و شربت و كأن بي عطش مزمن .
حاولت العودة إلى النوم لكن دون جدوى ...
كان يخيل إلي أنه سيتسلل أحدهم إلى البيت
رغم علمي أنني كنت ضحية كابوس مخيف ...