على الرغم من أن مجال التجارة الإلكترونية من أكثر المجالات استقطابًا للعملاء من مختلف الخلفيات، إلا أن الكثير من المشاريع الإلكترونية تبوء بالفشل في نهاية المطاف.
إذ تتعرض المشاريع الإلكترونية الناشئة لعدد من العقبات التي تجعل روادها يشعرون بشيء من الإحباط. حيث ينتهي الأمر بعدول الأشخاص عن الاستمرار في العمل على مشاريعهم التي أنشأوها مسبقًا.
تشير الدراسات إلى أنه 2 من كل 10 مشاريع إلكترونية جديدة في الولايات المتحدة مهددة بالفشل والإغلاق في السنة الأولى فقط من إطلاقها. الأمر الذي يعني أنه هناك مشكلة حقيقة تواجه رواد
المشاريع تجعلهم يعزفون عن الاستمرار في السعي خلف مشاريعهم.
ما هي المشاريع الإلكترونية؟
ظهرت المشاريع الإلكترونية Startup نتيجة تطور المجتمعات البشرية ومنحها القدرة على التواصل الدائم، إذا أصبح من السهل اليوم التواصل مع أي شخص في أي مكان وفي أي وقت كان.
تعرّف المشاريع الإلكترونية على أنها المشاريع التي يقوم إنشاؤها أو بنائها وإدارتها بشكل كامل عبر الفضاء الإلكتروني. أي بلغة أخرى، هي المشاريع التقليدية التي خضعت للأتمتة وتطور الى أخذت حلتها الإلكترونية.
بعض أسباب فشل المشاريع الإلكترونية الجديدة
– البدء بمشروع إلكتروني لا تؤمن بنجاحه
تعد الخطوة الأولى لبدء أي مشروع إلكتروني هو الإيمان بحتمية النجاح في الوصول إلى الغاية المُثلى منه، حتى وإن كان الطريق مكللًا بالعقبات والعوائق. إذ يخدم الدافع الشخصي والرغبة في المحاولة باستمرار
في دفع رواد الأعمال إلى تبني عدة طرق مبتكرة تهدف إلى إنجاح المشروع الإلكتروني وتضمن بقاءه.
لكن يؤدي غياب الدافع الشخصي والإيمان بالقدرة على إنجاح المشروع الناشئ إلى جعل المشروع عرضة للتقلبات والتغيرات دون امتلاك أصحابه الرغبة في تحصينه وتمنيعه أمام التحديات.
ينبغي على أصحاب المشاريع التمسك بأفكارهم فيما لو أرادوها أن تصبح واقعًا وتحقق لهم دخلًا كبيرًا. مهما واجهوا من عقبات وصعوبات في بادئ الأمر.
– غياب التخطيط عند بناء مشروع إلكتروني جديد
إن أبرز ما يميز المشاريع الإلكترونية عن المشاريع التقليدية، هو غياب الحاجة إلى بناء فريق من المختصين والخبراء لضمان نجاحها واستمرارها، ولكن إن غياب الحاجة إلى فريق من المختصين
لا ينفي الحاجة إلى الاهتمام بالتخطيط المسبق للمشروع وأخذ الحيطة والحذر في اتخاذ القرارات فيما يتعلق بشأنه.
يتجاهل أصحاب المشاريع عادة الاهتمام ببناء خطة عمل أو رسم جدول يبين كل ما يتعلق بجوانب المشروع. وذلك لأن أغلب المشاريع الإلكترونية تكون قائمة على خبرة يريد الفرد توظيفها في تحقيق الدخل.
ومنه يؤدي الشعور بالتمكن والثقة المفرطة بأن صاحب المشروع يعرف جميع الجوانب المتعلقة بالمشروع. إلى إطلاق مشروع بدون أي تخطيط يحميه من العقبات والمشاكل التي يمكن أن يتعرض لها.
الأمر الذي ينتهي بفشل المشروع وإغلاقه.
– التوقع الخاطئ لحاجة الأسواق
لا يمكن تصور نجاح أي مشروع مهما كان حجمه فيما لو طرح في مجتمعات وأسواق لا تطلبه، على سبيل المثال، افتتاح مشروع متجر إلكتروني لبيع مستلزمات الكلاب في منطقة الخليج العربي، على الرغم من
أن فكرة المشروع قد تكون منطقية وناجحة، ولكن حاجة الأسواق الخليجية لمواقع تأمن مستلزمات الحيوانات الأليفة ليست بكبيرة.
الأمر الذي يهدد نجاح المشروع ويحد إلى حد ما من قدرته على التوسع والتطور بشكل كبير. مما ينذر في نهاية المطاف بفشل المشروع وتوقفه عن العمل. ينبغي على أي ريادي ينوي المنافسة في الأسواق بمنتجاته
أو خدماته أن يدرس مليًا حاجة الأسواق لها. وذلك كي يستطيع وضع تصور مسبق عن خطة سير المبيعات وحجم العرض اللازم ليتوافق مع حجم الطلب. وليبتعد عن إغراق الأسواق بمنتجات وخدمات لا عملاء لها.
– اختيار وقت غير ملائم لإطلاق المشروع الإلكتروني
بعض المشاريع تحقق جميع عوامل النجاح، إلا التوقيت الأمثل لإطلاقها. التسرع والتلكؤ في إطلاق المشروع الإلكتروني تعدان وسيلتان كفيلتان بالقضاء على فرص نجاح المنتجات والمشروع بشكل عام.
مثلًا، مشروع إلكتروني للتسويق بالعمولة لمنتجات الشتاء، تم إنشاؤه في مطلع الربيع. من المحتم أن المشروع سيؤول إلى الفشل المحتم وذلك لأنه لا يحقق غاية الأسواق في الوقت الحالي.
بالإضافة إلى المثال السابق، إن التأخر في إطلاق المشروع قد يشكل تهديدًا حقيقيًا لميزات المشروع. والتي كان من المزمع التعويل عليها لضمان نجاح المشروع وتفرده من بين المشاريع المشابهة. بالتالي فإن الخطوة
المُثلى التي تضمن اختيار التوقيت الأنسب لإطلاق المشاريع الإلكترونية الجديدة. هي مراقبة المنافسين ودراسة الجدول الزمني لطبيعة الأسواق بغية طرح مشروع يحقق النجاح فور الإعلان عنه.
– الاعتماد على فريق عمل لا يتمتع بالمهارات الكافية
لا تتطلب المشاريع الإلكترونية فريق عمل ضخم مكون من خبراء في شتى الاختصاصات ومعدات مميزة، إذ تعد الميزة الألى لبناء المشاريع الإلكترونية، هي قدرة الفرد على استثمار أفكاره بشكل
مباشر لتحقيق الربح.
لكن ينبغي على الريادي الأخذ بعين الاعتبار جودة الأدوات التي ينوي استخدامها لإدارة مشروعه. بالإضافة إلى التعامل مع الأفراد ذوي الكفاءة والخبرة فيما لو وجد نفسه بحاجة لاستشارة خبير أو مساعدة
في حل إحدى الأزمات.
على سبيل المثال، مشروع إلكتروني يتعلق بإنشاء مدونة رقمية متخصصة بعالم الألعاب وملحقاتها. على الرغم من أهمية مجال المدونة إذ تشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 20 مليون فرد مهتم بألعاب الفيديو.
عبر مختلف المنصات في المملكة العربية السعودية وحدها. إلا أن اعتماد استضافة رديئة يعد أمرًا كفيلًا في القضاء على طموحات صاحب المشروع في تحقيق النجاح واستقطاب مئات الآلاف من المهتمين بمجال المدونة.
– عدم التواصل الفعال مع العملاء
يؤدي غياب التواصل ما بين العملاء وأصحاب المشاريع، إلى خلق فجوة تؤدي إلى وصول المشروع إلى طريق مسدود ينتهي بفشل المشروع وإغلاقه في نهاية المطاف. يرجع السبب للسعي خلف الأرباح المادية
واختيار الطرق التي تحقق أقصى قدر من الأرباح مع تجاهل الجودة، والتي تعد الهدف الأسمى لجميع أصحاب المشاريع.
على سبيل المثال، موقع التواصل الاجتماعي انستقرام Instagram، للوهلة الأولى لا يصعب على الفرد ملاحظة أن الموقع قد قدم خدمات تعزز من إمكانيات التواصل بين الأفراد وتمكنهم من مشاركة يومياتهم مع أصدقاءهم،
إلى أن غدا الموقع جزءًا أساسيًا من يوميات أي فرد.
الأمر الذي أتاح للشركة فرصة الاستفادة من المزايا المترافقة مع عدد الزيارات الكبير. بينما لو اتبعت الشركة الأسلوب الربحي في بادئ الأمر، لأدى ذلك إلى غياب الإقبال على الموقع وفشله في أيامه الأولى.
– استخدام أساليب غير مجدية في الدعوة للعمل أو في جذب العملاء المحتملين
تعد أساليب الدعوة للعمل أو CTA الوسيلة الأكثر تأثيرًا على قرار الأفراد فيما يخص المنتجات أو الخدمات التي يطرحها المشروع الإلكتروني. حيث يؤدي غياب أو التوظيف غير الملائم لأساليب الدعوة للعمل إلى انعدام النتيجة من محاولات جذب العملاء المحتملين.
ينبغي على أصحاب المشاريع الإلكترونية، العمل على جذب العملاء المحتملين والتأثير على قرارهم بشكل صحيح، فيما لو أرادو لمشاريعهم أن تستقطب المستخدمين وتنجح.
– اعتماد حملات تسويقية فاشلة للمشاريع الإلكترونية
قد تؤدي الحملات التسويقية الفاشلة إلى نتائج عكسية تودي بمصير المشروع، لعل أبرز وسائل التسويق للمشاريع الإلكترونية اليوم. هي وسائل التواصل الاجتماعي. على الرغم من اعتبار مواقع التواصل
الاجتماعي فضاءً موحدًا. إلا أنه ينبغي على أصحاب المشاريع إطلاق الحملات التسويقية بحذر بما يتناسب مع كل مجتمع مستهدف.
على سبيل المثال، محاولة شركة كوكا كولا الأمريكية التسويق لمنتجها الجديد، قوارير مياه “داسااني” في المملكة المتحدة. والتي فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق أية مبيعات. يُعزى الأمر لاعتمادها حملات تسويقية
تلائم المجتمع الأمريكي لا البريطاني حيث قدمت حملات تشجع البريطانيين على اقتناء زجاجات مياه معللة ذلك بأنها “أفضل من مياه الصنابير".
بعد ذلك قامت الشركة باتباع سلسلة من الحملات التسويقية غير المدروسة، بعضها كان محط سخرية العوام لاحتوائها على مصطلحات غير مناسبة، والتي أدت إلى خسائر مستمرة لشركتها الوليدة إلى أن تم التخلي
تمامًا عن المشروع في نهاية المطاف.
– الفشل في التسعير الصحيح
في بعض الأحيان من أكبر المشاكل التي تؤدي إلى انهيار أي مشروع إلكتروني وفشله هي الخطأ في تسعير الخدمات والمنتجات التي يطرحها. على سبيل المثال، افتتاح متجر إلكتروني يختص ببيع منتجات الأطعمة،
ولكن تبدي أسعار الموقع ارتفاعًا ملحوظًا بالمقارنة مع غيره من المواقع، بالإضافة إلى عدم تقديم ميزات تذكر تميزه عنهم.
الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى عزوف المستخدمين عن استعمال المتجر الإلكتروني وبالتالي فشله وتوقفه عن العمل بشكل كامل.