التقت الصديقات ليلى وعبير ورحمة، بعد غياب دام 6 أشهر.
قالت ليلى:
- لم نلتق يا بنات منذ عشاء وداع عبير.
أيدنها، فكل منهن انشغل بحياته، عبير هاجرت مع زوجها إلى كندا، وليلى كانت تهيء الدكتوراه، أما حليمة فكانت في خضم المعايناة الطبية بحثا عن أمل للحمل. لكن رغم كل هذه الظروف كان التواصل بالهاتف كفيل بمتابعة بعضهن أخبار بعض.
وهن يتسامرن، قالت عبير:
- يجب أن أحكي لكن عن جارتي في كندا، تخيلن من أول يوم رأتني فيه قالت"افريقية سمراء معدية"
ضحكت الأخريات رغم أن عبير كانت تحكي بحرقة، فقلن لابد ونعلمك كيف تردين في هذه المواقف، ابدأن يا بنات.
-حليمة: لونك لون البنزين
-عبير: ماذا؟
-حليمة: كيف ماذا؟ يجب أن تجيبي بذكاء قال ماذا قال
-ليلى: يعتقدون أن المغرب قطعة من أوروبا المساكين
-عبير (بغضب): لازم أظهر لك ما معنى مغربية
-حليمة (بهدوء): فشلت للمرة الثانية
- عبير (ببلاهة) : لم أفهم
التفتت حليمة لليلى وقالت: دكتوراه قال اجعليها تبحث لك عن عريس عندما تعنسين
-ليلى ببرود: على الأقل بشهادتي ليس مثلك تبحثين عن ولد حتى لا يتركك زوجك
وضعت عبير يدها على فمها، وليلى ما إن أنهت كلامها حتى انتبهت لما قالته، يبدو وغرتها الحماسة في القتال حتى تناست مع من.
بلعت حليمة ريقها وقالت: بحثي ليس لألا يتركني بل لأحظى بجزء منه في داخلي.
اغرورقت عينا ليلى بالدموع، وضمت صديقتها قائلة: حقا آسفة لم أقصد
تصنعت حليمة الابتسامة، فقالت عبير: كله بسبب تلك الجارة المتعصبة الأمية قال سمراء معدية، معدية إن كنت سأرضى أصلا تزويج ابني من ابنتك، شمطاء غبية، السمار لون الجمال، وإلا لما أضاع البيض مالهم على كريمات البرونزاج طوال الصيف..
كانت عبير في قمة الغضب، وحين انتهت من كلامها، انتبهت لنظراتهما فانفجرن ضاحكات.
للنقاش
جميل أن نتشارك الهموم لكن ليس من اللائق أن نعير بعضنا البعض بما تشاركناه أليس كذلك؟
تعليقكم على الحدث وكيف يا ترى ستصير العلاقة بين حليمة وليلى بعد هذا الموقف؟ وختاما نصيحة منكم للاستفادة