منتديات ستار تايمز

ظاهرة الدروس الخصوصية: هل هي حاجة ملحة أم إفراز أرمة منظومة تتهاوى

Dz Eagle · 2024-05-23T07:25:42+00:00

فضل المعلم ليس في امتلاكه المعلومة؛ فهي متاحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وهي ليست حكرا على أحد، وبإمكان الطالب أن يحصل عليها من مصادر شتى فضل الأستاذ الحقيقي يكمن في تنقله بين واحات العلم والأدب وانتقائه المعلومات ثم إيصالها إلى المتعلم بطريقة تجعله يستوعبها ويستسيغها، وبأسلوبه الذي يتميز به عن غيره فيجعل الطالب يتعلق بمادته ويقبل عليها بنهم وشغف، إني لأمثل المعلم بذلك المبرمج الذي يكتب سطور البرامج بعناية فائقة وتركيز منقطع النظير حتى يخرجه بواجهة تسهل على المستخدم العامي التعامل معه بنوافذ واضحة وتبويبات منظمة، فالمعلم يمزج سكون الليل بصخب النهار يفكر في الطريقة التي سيجعل المتعلم يستوعب المعلومة، ويقف كالترجمان بين عقل التلميذ وكتب العلوم وأقوال السابقين واللاحقين، ثم يحاول مراعاة الفروق الفردية بين متعلميه والمجال الذي يبرع فيه كل واحد منهم، وذلك باستحضاره تجارب السنين وليس ما يتلقاه في الندوات والمحاضرات فقط، لا .... بل إن المعلمين يتفاوتون ويتفاضلون في الأسلوب والقدرة على تطويع تلك المعارف الغزيرة التي أكسبته إياها السنين الطوال لجعل الحصة حية ماتعة . جاء في الأدب الكبير لابن المقفع أن التلميذ يمكنه أن يتفوق على معلمه في اكتساب المعلومة ولكن هذا لا ينفي احترامه له، وإذا أسقطنا هذا الكلام على الواقع المعيش لوجدنا أن بإمكان أي متعلم أن يبرع في أي علم أو فن أو أن يكتسب اللغة التي يريدها فقط بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، إذا وجد من يوجهه ويدله، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن 70 ساعة كافية لاكتساب ما يجعل المتعلم يقف على قدميه في أي علم أو فن ليواصل الإبداع فيه والتفوق، قد تزيد وقد تقل بحسب طبيعة ما يريد تعلمه، كما أن هناك ما يعرف بالتعليم العصامي Self-education في كثير من دول العالم المتقدم، حيث يتعلم التلميذ ما يشاء من بيته ثم يلتحق بالكلية مباشرة بعد اجتياز امتحان القبول. وإذا أردنا أن نصنع متعلما بارعا حقا فعلينا توجيهه ونصحه، لا استغلاله لربح بعض الدريهمات التي تفنى ويبقى الحساب عليها والسؤال. نعم علينا أن نقف يدا واحدة لمحاربة بيع الوهم للتلميذ من تجار الوهم الذين يستقطبون التلميذ ووليه بعبارات أقل ما يقال فيها أنها استحمار للتلميذ ، مثل تعال أعلمك كيف تحل موضوع الاختبار، أو : ستتحصل على نقطة أحلامك معنا في دورة قصيرة مدتها حصة أو حصتين، علينا بدل ذلك أن نخبر المتعلم بأن ما تلقاه في المدرسة كاف ليجعله قادرا على التعامل مع موضوع الامتحان وإلا فلم نقدم شيئا في المدارس طيلة عام كامل أو فصل دراسي.