.:. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرّحِيمِ .:.


نعرف انك ستأتي يوماً
في سالنتو هناك في ليتشي لديهم لاعب مفضّل ولكنه لا يلعب في فريق المدينة ليتشي .. يعشقونه لأنه أبن مدينتهم ويرون فيه رمزاً لهذه البلدة ولهذه المدينة .. وعندما يعرفون أنه قادم لزيارة مدينته ينتظرونه على الطرقات .. ليقولون له : " روماريو سالنتو .. متى ستأتي هنا وترتدي الأحمر والأصفر ؟ نحن ننتظرك ونعرف أنك ستأتي يوماً ما " وهذا يتكرر في كل مرّة يأتي فيها فابريتزو ميكولي لاعب باليرمو الى مسقط رأسه في سالنتو في ليتشي !

فابريتزو ميكولي عندما يرى كلّ هذا العشق من أبناء مدينته .. وعندما يسمع مشجعي ليتشي يهتفون له في مباريات الفريق .. يشعر بمكانته لدى هؤلاء المشجعين ويعرف أن عليه أن يرتدي قميصهم في يوم من الأيام ليرد على كل هذا العشق .. ليقول لهم دائماً نفس الجملة : " أنا ذاهبٌ الأن ولكنّي سأعود يوماً ! هذا فقط ما يستطيع النجم الأيطالي فابريتزو ميكولي أن يقوله لأبناء مدينته سالنتو في ليتشي عندما يذهب الى هناك !
ويعرف الجميع في ايطاليا ان مشجعي ليتشي وخاصة رابطة تشجيع الفريق التي تُعرف بالترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) ترتبط بعلاقة قوية جداً مع فابريتزو ميكولي لدرجة أنهم يهتفون له في المدرجات حتى في المباريات التي لا يكون فريق ميكولي طرفاً فيها ! ودائماً ما يغنون له أغاني خاصة بأسمه أبرزها الأغنية التي تقول : " فابريتزو ميكولي .. نرى وشم غيفارا على ذراعيك .. ونرى القرط يلمع في أذنيك .. لكننا نرى أكثر محبتنا في عينيك " !

ميكوللي و التراس ليتشي
لذلك يبادلهم فابريتزو ميكولي المحبة من خلال شارة القيادة التي يرتديها والتي تتكون من اللونين الأحمر والأصفر وهما ألوان فريق ليتشي .. ويضع عليها رمز (U L) وهي الأحرف الأولى من أسم هؤلاء المشجعين المعروفة بالترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) .. ويرفض ارتداء الشارة المقدمة مع الراعي الرسمي لفريق باليرمو والتي يوضع عليها شعار فريق باليرمو وأسماء الفريقان المتباريان والرقم (10) وأسم الشركة الراعية !

وتلك العلاقة بين ميكولي والترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) تبدو أقوى بكثير من علاقة ميكولي بالترا باليرمو رغم أن أنصار باليرمو يجبونه كثيراً ولكن تبقى تلك علاقة خاصة لا توجد أبداً في أي مكان آخر ! فلا توجد رابطة مشجعين تهتف للاعب لا يلعب في صفوف فريقها ولم يسبق له أبداً أن ارتدى قميص الفريق في هذه الفترة .. في وقت يسود فيه التعصب والعنف روابط المشجعين في ايطاليا !
لذلك فقد أعرب فابريتزو ميكولي كثيراً أنه يريد اعتزال كرة القدم بقميص ليتشي .. وأن أكثر شئ يريد أن يحققه في حياته هو أن يرتدي قميص فريق ليتشي ليرد الدين لأنصار الفريق وليلبي مطلب مدينة بأكملها ! هو حلم المدينة وحلم فابريتزو ميكولي الذي تنقل بين فرق كاسارانو وتيرنانا ويوفنتوس وبيروجيا وفيورنتينا وبنفيكا و اصبح قائد فريق باليرمو .. علماً بأن ميلان كان أول من راهن عليه عندما كان ناشئاً ولعب في صفوف ناشئي ميلان !

مواجهة معشوقته
لكن رغم كلّ ذلك فأن أكثر ما كان يؤلم فابريتزيو ميكولي أنه مُجبرٌ على اللعب ضد فريق ليتشي فليس بإمكانة أن يرفض اللعب ضد فريق ليتشي لأنه لاعب محترف في النهاية ولا بد أن يواجه فريق ليتشي .. ذلك كان شيئاً صعباً ومؤلماً على فابريتزيو ميكولي خاصة عندما يلعب على أرض ليتشي في ملعب الفيا ديل ماري ! ويسمع الترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) وهم يهتفون له حتى وهو يلعب ضدهم !

لذا فأنه في مباراته امام ليتشي معشوقته رفض ميكولي تسديد ركلة جزاء ضد ليتشي وتركها لزميله في الفريق كافاني الذي كان يلعب في باليرمو وقتها ! لكن هذه الحالة لم تكن سابقة تاريخية في ايطاليا .. لأن نجم أيطاليا روبرتو باجيو كان قد رفض تسديد ركلة جزاء لمصلحة اليوفي ضد فريقه السابق فيورونتينا في عام 1991 في فلورنسا وتركها لزميله دي أغوستيني وغادر باجيو الملعب وهو يرتدي حول عنقه وشاح ارجواني مكتوب عليه فيولا !

لكن الاختلاف بين الحالتين أن باجيو كان لاعباً سابقاً في فريق فيورونتينا .. بينما ميكولي لم يسبق له وأن لعب بصفوف فريق ليتشي ! لذا فقد كانت المباريات ضد فريق ليشتي كابوساً حقيقياً لفابريتزيو ميكولي وحاول كثيراً عدم لعب هذه المباريات من خلال التحجج بالإصابة أو غيرها .. لكن الشئ المؤكد أن فابريتزيو ميكولي لم يحب أبداً أن يسجل في مرمى فريق ليتشي وأمام الترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) وفي ملعب الفيا ديل ماري !
لكن في الموسم عام 2012 حدث ما لم يكن يتمناه فابريتزيو ميكولي أبداً لأنه عندما التقى فريق باليرمو بفريق ليتشي في ملعب الفيا ديل ماري الخاص بفريق ليتشي في الجولة الرابعة والعشرين من الدوري الأيطالي تقدّم فابريتزيو ميكولي لتسديد ركلة حرّة .. كان يتمنى أن لا تدخل المرمى وأن لا يسجل أول هدف في مرمى ليتشي وأمام أنضار الترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) وفي ملعب الفيا ديل ماري في مدينته ليتشي !
لكن تسديدته سكنت المرمى بطريقة رائعة جداً بتنفيذها ولكنها كانت مؤلمة جداً بنتيجتها ! لأن عدد من الترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) صفقوا له لكن أيضاً هناك كثيرين منهم أطلقوا صافرات الاستهجان ضد فابريتزيو ميكولي .. ولكن قبل ذلك كان ميكولى يضع رأسه في الأرض ولم يحتفل بالهدف أبداً ! بل انشقت الدموع من عينيه وكأن العالم أنهار من حوله وخسر كلّ شئ في لحظة .. فقد حدث ما لم يكن يتمنى حدوثه في يوم من الأيام !

هذه التسديدة اخترقت قلب ميكولي قبل أن تخترق شباك ليتشي ! ولأول مرّة في تاريخ كرة القدم يندم لاعب على تسجيل هدف في مرمى فريق منافس ! بل ويبكي بحرقة جراء ذلك .. فأسعفته صافرة الحكم بعد الهدف ! فخرج من الملعب يبكي وأنهار في غرفة تغيير الملابس حتى أضطر المدرب ديلو روسي لاستبداله بين الشوطين لأنه كان من المستحيل أن يكمل فابريتزيو ميكولي المباراة !
وبعد فترة من الصمت ورفض الحديث للصحافة الايطالية .. خرج ميكولي عن صمته وأعرب عن مشاعره عندما قال : " هذا صحيح لقد بدأت بالبكاء بعد الهدف على أرض الملعب وفي غرفة تغييرالملابس .. لقد شعرت بالخيانة .. ليتشي هو فريقي وأنا ألحقت الضرر بهم .. انه خطئي وهذا الوضع يحدث في كل مرة وأنا أشعر عندما أراهم أنني في بيتي .. وهذا شيء شخصي أتمنى أن أحتفظ به لنفسي " !
لكن القدر الذي وضع فابريتزيو ميكولي في مواجهة ليتشي عاد لينصفه عندما تمكن باليرمو من الفوز على سامبدوريا في الماراتسي وهو الفوز الذي أعلن هبوط سامبدوريا وبقاء ليتشي الذي أنتصر على باري في مباراة ديربي بين الفريقين ! وقتها قاد فابريتزيو ميكولي فريقه باليرمو للفوز على سامبدوريا بهدفين لهدف وساهم في أن يضمن بقاء ليتشي بالدرجة الأولى .. وهذا ما ساهم في محي الشعور بالخيانة الذي كان يشعر به بعد تسجيل الهدف في مرمى ليتشي !
لذلك فقد أظهر سعادته بعد فوز ليتشي على باري في الديربي والاحتفال في ملعب السان نيكولا بالبقاء .. حيث قال ميكولي : " لقد لعبت مع باليرمو بكل شرف وجدية .. لقد كان يوماً خاصاً بالنسبة لمحبي ليتشي بأن يحتفلوا بالبقاء على ملعب الغريم باري .. وبالتأكيد هي فرصة وأمر لا يحدث كل يوم " حيث تحدث مع كابتن ليتشي جياكوماتزي بعد اللقاء وهنأه وشكره هو ولاعبي ليتشي والمدرب على ما قدموه !
ميكوللي و المافيا
و من ثم تحقق ما كان يريده ميكوللي و انتقل عام 2013 لنادي ليتشي معشوقته الابدية .
بحيث انتقل منها لنادي
بركركارا اف سي ليعتزل هناك لاحقاً في نفس العام..

و لتكون مسيرة ميكوللي المليئة بالنجاحات مع باليرمو و غزارة اهدافه . ليكون عام 2021 جزء من ابتزاز مع المافيا الايطالية
بحيث قدم استئناف ، و لكن المحكمة الايطالية في باليرمو رفضت الاستئناف و ايدت الحكم ليتم الحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات و 6 اشهر


