السلام عايكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي (المفكر) عادل ^^
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و حياكي الله و بياكي أختي العزيزة سلمى تسلمي الله يكرمك و يعزك نحن من بعدك و شكرا على تواجدك و حضورك الكريم و المعذرة منك على التأخر في الرد
صدقني لما رأيت الموضوع أول مرة عجزت عن قراءته بسبب طوله، ولكن لما وجدت وقتا الآن وقرأته بروية، وجدت ان فيه فكرة ما تستحق أن تناقش فعلا. وسبق وأن فكرنا فيها جلنا تقريبا..
هههه الله يعينك على الثرثرة المملة هذه صدقي أنا كاتب الموضوع و طلعت روحي عندما أعدت قراءته هههه ممتن لك و لوقتك على القراءة و المشاركة و أشكرك جزيل الشكر على ذلك،الأخت نعيمة نصحتني في أحد الأيام بالكف عن الثرثرة المملة و كتابة الزبدة و الخلاصة و قالت لي أنت بنفسك سترى الفرق لكن الطبع يغلب التطبع و ما باليد حيلة هههه شكرا لكلامك اللطيف و تثمينك لفكرة الموضوع
هل يستطيع الإنسان ان يعيش في عزلة عن الناس؟
قد يبدو لوهلة أننا نستطيع ان نقول نعم، أريد ذلك، وأرغب فيه بشدة، خصوصا إذا كنا نعاني من الاكتظاظ ومن كثرة الناس التي يتبعها مشاكل وترهات نحن في غنى عنها.
أحسنتي القول كلام جميل
ولكن ذلك مستحيل، والإجابة كانت في سطور موضوعك، يحصل معي أيضا ان ابقى في المنزل مدة من الزمن، قد لا اتململ ولا اجدني بحاجة للآخرين، رغم بقائي مع اسرتي ولكن اقصد الناس الآخرين في الشوارع والمحلات وغيره.. ولكن بمجرد أن اخرج حتى أعود بنفسية مغايرة، وبروح غير التي خرجت بها.
تماما أحسنتي
الإنسان كائن اجتماعي شاء ام ابى، وحياته تعاش مع الاختلاط بالآخرين، ولكن عليه ان يفهم معنى العزلة ومعنى اعتزال الناس وأذاهم، فلا يبقي في حياته إلا من يستحق أن يقاسمه الحياة، ولا بأس من تبادل السلام مع الآخرين بحدود.
إفشاء السلام على من عرف الإنسان و من لم يعرف لا يأتي بالضرر عليه على سبيل المثال دائما في الصباح الباكر أو في المساء و الوقت متأخر عندما يكون في الشارع أو البناء شخص واحد لا يوجد سوى أنا و هو في الطريق عندما أبادره بالسلام أو العكس و يرد علي هذا يعطي طمأنينة و أمان للنفس أكثر مما لو كان الأمر من دون إلقاء السلام،إذا كان قصدك من كلمة "بحدود" يعني أن يقتصر الأمر على السلام فقط بين الطرفين و يقف عند هذا الحد دون اقتراب لما هو أبعد من ذلك و دون تشكيل علاقة حقيقية فكلامك رائع جدا،بالفعل الإنسان أهنأ و أفضل لباله ألا يقاسم حياته و يعطي جزءا من مشاعره و قلبه إلا لمن يستحق ذلك و ينأى بنفسه عمن لا يستحق لأنه لو قاسم حياته و مشاعره مع من لا يستحق ذلك فيكون قد أهدر و أتعب نفسه خاصة مع كثرة الهموم و المشاغل و المشاكل
أنا شخص اجتماعي جدا، ولكني فقهت مع الخبرات ومحطات الحياة أن كثرة الأصدقاء تجلب المشاكل، وكثرة المعارف والأحباب تضعك في مواقف أنت في غنى عنها، ولكي تستطيع التكيف مع كل هذا، يجب ان تكون محاورا ماهرا، ومراوغا ذكيا، ولماحا مميزا، وسريع البديهة، وقادر على الصبر ... الخ فالاختلاط الكبير مع الناس يحتاح صفات خارقة حتى يقول الانسان انه اجتماعي ومرتاح مع كثرة المعارف.
هذه الفقرة من أروع و أمتع ما قرأت و تكتب بماء الذهب و أعدت قراءتها عدة مرات و تحمل عمق و خبرة و دراية و تجربة تستحق الإعجاب،بعض الناس يظنون أن من يقتصر في علاقاته على عائلته و أصدقائه المقربين أنه شخص انطوائي غير اجتماعي لكن هذا ليس صحيح بالضرورة،هناك أشخاص اجتماعيين جدا يمدون أيديهم تجاه الآخرين و يفتحون قلوبهم لهم و يسعون لمد جسور الصداقة و التواصل معهم لكن بسبب غدر و فجور و خبث الآخرين و طعناتهم في الظهر و عدم مقابلة النوايا الطيبة و البيضاء بمثلها يسببون جروح عميقة و خيبات أمل كبيرة غائرة في النفس تسبب رد فعل عكسي و تخوف من تكرار نفس التجربة مع أشخاص جدد و التعرض لنفس الآلام مرة أخرى فينأى الشخص الاجتماعي بنفسه عن الآخرين ليس لأنه انطوائي و لا يحب التعامل مع الآخرين و الاختلاط معهم بل ليحمي نفسه من الأذى و بالتأكيد هؤلاء الأشخاص لو علموا أن الطيبة و التعامل الحسن سيقابل بمثله لفتحوا الباب على مصراعيه تجاه الآخرين،أحسنتي القول أن اتساع دائرة المعارف و الأحباب ستجلب مشاكل و مواقف لا حصر لها و هذا من طبيعة الحياة و هذه الفكرة بحد ذاتها تحتاج لموضوع كامل لنقاشها و عليها أمثلة كثيرة لا تنتهي،و بالفعل هناك أناس من نوعية خاصة و صفات خاصة تمكنهم من الراحة و التعامل مع الوضع كيفما جاء و كيفما اتفق،لا أظن أنه بالضرورة يجب أن يكونوا عباقرة لينسجموا مع الأمر فهناك أناس بسطاء أعرفهم لديهم بحر من المعارف لا ينتهي أظن أن أهم صفة كما تفضلتي القدرة على الصبر و يضاف إليها التغاضي و التجاهل و سماحة النفس و تفضيل حظ النفس لدى الآخرين على حظ النفس الشخصي،أتذكر أن هناك فقرة قرأتها في أحد الكتب معناها أن محبة الناس لك و معزتك في نفوسهم ترتفع كلما أساؤوا لك و اعتدوا عليك و تقبلت ذلك و لم ترده لهم في نفس الوقت الذي لا تسيء لهم و لا تعتدي عليهم و تحسن إليهم،فمن يستطيع فعل ذلك و إعطاء الناس على حساب نفسه إلا الندرة النادرة و القلة القليلة؟
بالنهاية أنا رفعت راية الاستسلام واكتفيت بمن لا يتعدون أصابع اليدين..
ههه أرحتي رأسك من الأمور التي لا رأس لها و لا ذنب و دوامات لا تنتهي ليس لها دار و لا قرار
شكرا على الموضوع
ووفقك الله .