|[ لَيــلةِ الــقَـــدْرِ 27 رمضان ]|
✍ قال الإمام السَّفارينيّ رحمه الله تعالىٰ :
وقد استنبط طائفة من المتأخرين من القرآن أنها ليلة سبع وعشرين من موضعين: أحدهما: أنّ الله تعالىٰ كرر ليلة القدر في سورة القدر في ثلاث مواضع منها، وليلة القدر حروفها تسع حروف، والتسع إذا ضربت في ثلاث، فهي سبع وعشرون .
والثاني: أنه قال: { سلام هي }، فكلمة { هي } هي الكلمة السابعة والعشرون في السورة ؛ فإن كلماتها كلها ثلاثون كلمة .
قال ابن عطية: هذا من ملح التفسير، لا من متين العلم .
قال الحافظ ابن رجب في " لطائفه ": وهو كما قال .
وزاد الحافظ ابن رجب: ومما استدل به من رجح ليلة سبع وعشرين بالآيات والعلامات التي رويت فيها قديما وحديثا، وبما وقع فيها من إجابة الدعوات، وذكر من ذلك أشياء كثيرة:
فمنها: ما روى أبو موسى المديني بإسناده عن حماد بن شعيب، عن رجل منهم، قال : كنت بالسواد، فلما كان بالعشر الأواخر، جعلت انظر بالليل، فقال لي رجل منهم: إلىٰ أي شيء تنظر ؟ قلت: إلىٰ ليلة القدر، قال: فنم، فإني سأخبرك، فلما كانت ليلة سبع وعشرين، جاء فأخذ بيدي، فذهب بي إلى النخل، فإذا النخل واضع سعفه بالأرض، فقال: لسنا نرىٰ هذا في السنة كلها إلاّ في هذه الليلة .
ومنها: ما ذكر أبو موسىٰ بأسانيده: أن رجلا مقعدا سأل الله ليلة سبع وعشرين، فأطلقه .
وعن امرأة مقعدة كذلك .
وعن رجل بالبصرة كان أخرس ثلاثين سنة، فدعا الله ليلة سبع وعشرين، فأطلق لسانه، فتكلم .
وذكر الوزير عون الدين أبو المظفر بن هبيرة: أنه رأى ليلة سبع وعشرين -وكانت ليلة جمعة - بابا في السماء مفتوحا شامي الكعبة، قال: فظننته حيال الحجرة النبوية المقدسة، ولم يزل كذلك إلىٰ أن التفت إلىٰ المشرق لأنظر طلوع الفجر، ثم التفت إليه، فوجدته قد غاب .
قال ابن هبيرة: وإن وقع في ليلة من أوتار العشر ليلة جمعة، فهي أرجىٰ من غيرها، والله الموفق .
📚كشف اللثام شرح عمدة الأحكام(٤١/٤).