سهام الشوق تنُفذُ في فؤادي
توقظ جفني وتُنْهِكُ وِجْدَانِي
أصحو في دجى الليلِ أَهْفُو
وقد هَجَرَتْ سمائي شمسُ الأَمَانِي
جفا النوم عيني وَأَسْقَمَ مهجتي
وَأَذْبَلَتْني لوعةُ الشّوْقِ وَالأَشْجَانِ
أَصْبَحْتُ كَالطّيفِ أَسْري بِلا روحٍ
أَتيهُ كالطير مبتور الجناحين
أواسي مقلتي الظمأى في ليال
سال الدمع فيها سيلا من الأجْفَانِ
أَتَوَسّلُ الرّياحَ لتَحْمِل شَجوِي
لأيام ملكت فؤادي وَسَبَتْ كياني
أَقْضِي اللّيالي سَهَرًا وَتَفَكُّرًا
في وَجْه مقمر أَنْسَى بِهِ أَحْزَانِي
مَنْ لي بِمَنْ أَمْسَتْ بِأَرْضِ الْجنانِ
مَنْ لي بِمَنْ هِيَ مَلْجَإي وَأَمَانِي
مَنْ لي بِأُمّي الّتي أَنْعَشَتْ رُوحي
وَرَعَتْني بِحُبٍّ وصبر وحنان
في دمعي نغمٌ يبكيك حزنا
وفي القلبِ جرحٌ ينزفُ الوجنا
أما غنائمُ الأمومةَ، نبعٌ من الحنانِ
تسكنُها الحكايا، تنبضُ بالأمانِ
بقلمي وبقلبي: سيف الكلمات