ذَبلَتْ أَوْرَاقٌ شِعْرِيٍّ
وَ احْتَرَقَتْ
عَلَى شَمْعَةِ اَللَّيْلِ
وَحِبْر أَقْلَامِي
سَالَ
مِنْ دَمِي قَطَرَاتٍ
أَنْتَشِي مِنْهُ آخَرَ اَلْكَلِمَاتِ
يَا سَمَاء أَشْعَارِي
حِينَ يُزَمْجِرُ اَلْحرف اِبْتَعِدِي
دَعِينِي أَتْلُو تَرَاتِيل اَلْوَدَاعِ
فقد وضعت أكفانا عَلَى قَصَائِدِي
اِفْتَحُوا أَبْوَابَ اَلْقِلَاعِ
فَإِنَّنِي عَائِدٌ إِلَى رِمَالِ اَلصَّحَارِي
تَحْتَ ظِلَالِ اَلْغُيُومِ اَلْمُظْلِمَةِ
أَتَرَنَّمُ بِأَلْحَانِ اَلْأَسَى
وَالْوَجَعِ
أَدْرفْ دَمْعًا
عَلَى جُثَّةِ أَشْعَارٍ قَدْ اِنْتَحَرَتْ
وَالْتَهَبَتْ بِنِيرَانِ اَلصَّمْتِ
أَيَّتُهَا اَلنُّجُوم
هَلْ تَسْمَعِينَ أَنِين اَلْحرفِ
حِينَ تَبْكِي اَلْأسود ؟
أَنَا اَلشَّاعِرُ اَلضَّائِعُ فِي أَوْدِيَةِ اَلْعَتَمَةِ
زَئِيرِي أَرْعَبَ أَرْوَاحَ اَلْقِلَاعِ اَلْمَهْجُورَةِ
وَالْيَوْمِ هَذَا صَوْتِي يَعْكِسُ هَمَسَاتِي
وَأَوْجَاعِي
وٱهاتي المكسورة
هَجر اَلنَّوْم مَضْجَعِي
وَأَكَلَت اَلدِّيدَانُ أَضْلُعِي
سَأَعُودُ إِلَى اَلْبِحَارِ
حَامِلاً بَيَّنَ جَنَبَاتِيِ أَلَمَ اَلْفِرَاقِ
دَعُونِي آتِيه فِي بَحْرِ أَسْرَارِي
فَقَدْ تَجَوَّلت رُوحِي بِلَا جَوَابٍ
مُغْرَمَة بِسَرَابِ اَلسُّؤَالِ
أَرْحَلُ بَعِيدًا عَنْ قَصَائِدِ اَلْعِشْقِ
إِلَى مُوَاطِنِ اَلْعَبَرَاتِ
فَقَدْ هَاجَرَتْ طُيُورُ اَلشَّدْوِ
عِنْدَمَا حَلَّ مَرَضُ اَلْجَفَاءِ
وَوضعَت اَلْأَشْعَارُ عَلَى كفَّتَيْ عِفْرِيتِ
لَنْ تَمُوتَ قَصَائِدِي بِمُهْجَةِ اَلْغَدْرِ
فَقَدْ عَلَّمَتْنِي اَلْأَيَّامُ لَحْنًا مُلْهَمًا
يَعْزِفُ عَلَى نِيَاطِ اَلْقَلْبِ
هَمَسَاتٍ بِأَلْوَانِ اَلشَّجَنِ
لَمْ أَكُنْ يَوْمًا فِي اَلْغَرَامِ فَقِيدًا
وَمَا مت مِنْ عِشْقِ لَيْلَى شَهِيدًا
وَلم ترقص عَلَى قَلْبِي حَمَائِم اَلْوَرْدِ
ضَعُوا زَهْرًا عَلَى قُبُورِ أَشْعَارِي
وَاسْقُوهَا مِنْ دَمْعِ اَلرَّدِيدْ
***
بٱخر قطرة مداد أسود سالت من قلمي