|  استلقيت في مركبتي والهدوء يعم المكان، أنظر هنا وهناك، حيث الكواكب لامعة في السماء. يا لغرابة هذا المنظر البديع يجمع بين الجمال والغموض. هناك في الأفق البعيد كوكب خاص أثار انتباهي، وهو كوكب الأرض الأزرق الذي يبدو وكأنه لوحة فنية تصور جمالاً خالداً. تأملته بشوق وتساءلت عما يخفيه من أسرار وقصص. لكن لم أجد سبيلاً للإجابة عن سؤالي سوى زيارة هذا الكوكب الفريد الساحر. عندما نزلت على سطح الأرض، رأيت جمالا يتلألأ، وشعرت بأنني في عالم من الأحلام والجمال. أتأمل المناظر الخلابة وأتنفس هواء كنسيم ينساب بين خوالج الروح، فشعرت بأنني في مكان يستحق الاكتشاف. وأنا أجوب أرجاء المكان، وجدت جمالاً وروعة لم أكن أتوقعها، حيث الجبال تكسوها ألوان من أنواع الزهور، ووديان رقراقة وبحيرات زرقاء صافية كالمرايا. وحولي غابات خضراء وحقول رائعة الجمال، فقادني الشوق للبحث عن حياة تدب في كل زاوية. هناك كانت المفاجأة، حيث وجدت مخلوقات يقال بأن اسمهم البشر، وهم من أجمل ما يكون. يشعرون بالحب والتعاطف بينهم، ويتبادلون الأشواق والأمان، وفي كل محادثة بينهم قصة حب تخفي عواطف صادقة. لا وجود للحروب ولا للأمراض، السجون فارغة والمحاكم مغلقة والخيرات هنا وهناك، فلم يعودوا بحاجة للعمل. السلع موضوعة بالأسواق بدون حراس، والناس يتبضعون ويضعون أوراقا نقدية داخل صناديق مفتوحة. هناك قررت تدوين هذه الذكرى الخالدة تحت ضوء النجوم وضياء القمر المنير. وبينما عدت لمركبتي لأحمل مذكرتي وقلمي، تعثرت قدمي فسقطت أرضاً وإذا بي أرى سريري وفوقه فراش متموج يشكو من كثرة التقلبات والساعة ترن. ركبت سيارتي وتوجهت مسرعاً إلى العمل، وفي طريقي رأيت نفس العالم الذي اكتشفته طبعا، حيث السلام يعم قرب الأضواء الحمراء، وفوق كل سيارة وضعت راية بيضاء دلالة على التسامح وسعة الصدر.آنذاك فهمت بأن الأحلام غالبا ما تتحقق. بقلمي
|