تَغَيَّرَ حَالُكَ يَا قَمَر
وَتَكَاسَلْتَ فِي أَيَّامِ اَلْمَطَر ؛
أَنِمْتَ عَلَى وَسَائِدَ مِنْ حَجَر ،
دَعِ اَلْأَرْضَ فِي كَسَلِهَا اَلْخَامِل ،
فَأَنْتَ تَفْهَمُ ثَوْرَةَ اَلشَّاعِر ،
حِينَ تَسِيلُ اَلدَّمْعَةُ اَلشَّاحِبَة ،
فَفِي اَللَّيْلِ تَتَسَاقَطُ لِلرِّثَاءِ اَلدُّرَرَ
وَيَنْزَلِقُ اَلدِّمَاغُ بَيْنَ اَلْمُقْلَتَيْنِ ،
وَتُسْتَبْدَلُ اَلْأَشْعَارُ بِكَلِمَاتٍ أُخَر ،
هَلْ اَلْعَبَرَاتُ تَشَفِيَ اَلصُّدُورِ ؟ ؟
أَمْ أَنَّ اَلْبُكَاءَ يُوقِفُ اَلْأَحْزَانَ ؟ ؟
دَعِ اَلنَّوْمَ يَرْسُمُ اَلنِّسْيَان
فَفِي اَلْغَفْوَةِ تُوَلّدُ اَلْأَفْرَاحُ
إِنْ غِبْنا عَنْكَ فَالدَّمْعُ يَرْتَاحُ
كَيْ تَجِفَّ لَيْلاً مَآقِينَا
حِينَ نَحْلُمُ بِعُنْقُودِ اَلثُّرَيَّا
عَلَى لُجَّةِ أَبْوَاقِ اَلْمَزَامِيرِ
وَنُغْلِقُ أَبْوَابَ اَلْمَقَابِرِ
لِنُسْكِتَ صَرَخَاتِ اَلْقَوَارِيرِ
وَنَنْعَمَ بِأَصْوَاتِ اَلشَّحَارِيرْ
نَغْتَرِفُ اَلْإِحْسَاسَ . .
فَيْضًا . .
وَأَسَارِير تَشْذُو بِنَبْضِ اَلْهَوَى
بَيْنَ بَرَاعِمِ اَلْوَرْدِ حُسْنًا
كَخَمَائِل اَلرَّيْحَان
وِيلْ لِضِيَاءِ نُورِكَ كَيْفَ يُغْوِينَا
تَغَنَّيْنَا بِهِ شِعْرًا وَلَا زِلْنَا
هَمَسَاتٍ فِي سَمَا أَمَانِينَا
عُذْرًا فَلِمَ أَعُدْ أَعِي كَلّمِي
ثَمَانٌ وَعِشْرُونَ حَرْفًا لَمْ تَعُدْ تَكْفِي
لَأَنَعِي مَا جَفَّ مِنْ سَوَاقِينَا
قَلَمِي غَمَامٌ مَاطِرٌ
وَالْأَوْرَاقُ خَرْسَاء صَمَّاء فِي كَنَفِي
فَلَسْتَ أَبْنِي لِلنِّسَاءِ فِخَاخًا
وَمَا كَانَ شِعْرِي لِلْهَوَى يُنَادِينَا
بِقَلَمِي : سَيْفُ اَلْكَلِمَاتِ