الوحش داخل الإنسان
جرائم القتل موجودة منذ الزمن الأول وهى قديمة - جرائمها تعتبر جرائم فردية وليست عامة جماعية إلا أنه فى الفترات القريبة تحول شكل الجريمة ليأخذ منعطف خطير - فلم يعد القتل ناتج عن ضربة سكين أو طلقة رصاص فى الرأس أو دفعة ولكمة قوية يموت بسببها الإنسان ويفر القاتل - بل تحولت فى بعض الأحيان إلى وحشية منفرة تتمثل فى تقطيع الجثة بمنشار أو بوسيلة حادة إلى عدة قطع وتلقى كل قطعة فى مكان سواء فى مصرف أو ترعة أو حتى فى صندوق قمامة لإخفاء معالم الجريمة وهناك جرائم كثيرة يشيب منها الولدان
-منذ عدة أيام وقعت جريمة بشعة لطالب فى الصف الأول الثانوى إبن ستة عشر عاما - ذهب ليأخذ درس خصوصى عند مدرس للفيزياء فى إحدى القرى - لم يرجع الطالب إلى بيته وبحث عنه أهله فى كل مكان دون فائدة حتى وصلهم إتصال تليفونى يفيد بأن إبنهم مخطوف ومطلوب فيه فدية قدرها مائة ألف جنيه
- قام والده بإخطار الشرطة وأعرب عن إستعداده لتدبير مبلغ الفدية وتسليمه للخاطف فالمهم عنده هو سلامة إبنه
فى اليوم التالى عثر أحد المزارعين على جوال قرب مصرف للرى به نصف الجثة السفلى لشاب قتيل وبعد البحث والتحليل المعملى – تبين أنها تخص الطالب المفقود
-نشطت الشرطة سريعا"وكافة الأجهزة الأمنية لحل لغز الجريمة وعثروا على جوالين بكل جوال جزء من الجثة فقد تم تقطيع الجثة إلى ثلاثة أجزاء وإلقاء كل جزء فى مكان بعيد عن الأخر
- تحولت الجريمة لجريمة رأى عام وإنتشرت أجهزة البحث الجنائى داخل القرية للبحث عن القاتل ولم تمضى ثمانية وأربعون ساعة حتى تم القبض على القاتل - الذى تبين أنه مدرس الفيزياء الذى كان يدرس للطالب الفيزياء - وعلل جريمته بإحتياجه للمال وأن والد الطالب ميسور الحال من وجهة نظره
-جرائم القتل موجودة ونسمع عنها يوميا" خاصة فى مجتمع كبير لكن هذه الوحشية فى القتل وتقطيع الجثة هو المثير للفزع وقد تبين أن القاتل ليس مدرس للفيزياء لكنه طالب جامعى فاشل يدرس الفيزياء لطلبة القرية - وهذا يأخذنا إلى طامة أخرى وهى التعليم الموازى الخاص بالدروس الخصوصية فى إنهيار تام للمنظومة التعليمية ما قبل الجامعة
-أيضا" سنجد أن القتلة فشلة حتى فى موضوع الجريمة وهذا خير - فجميع حالات القتل يتم القبض فيها على القاتل سريعا" مما يدل على فشلة فى التخطيط لتنفيذ الجريمة فليس لدينا ما يطلق عليه بالقاتل المتسلسل وهذا فضل من الله
كمن تقتل زوجها وتعبئه فى أكياس سوداء ثم تخرج بها أمام الجيران ليشاهدوها وهى تحمل الجريمة - فرغم الوحشية والسادية الكامنة داخل نفوسهم المريضة إلا أنهم فشلة فى التخطيط للهروب من جريمتهم
-وذكرتنى هذه الوحشية بمناظر ذبح الأضاحى فى عيد الأضحى - نجد القصابين يذبحون العجول والأبقار والأغنام فى الشوارع التى تتحول أرضيتها إلى بركة للدماء ويتحول الوضع إلى كرنفال - بعيدا" تماما" عن الفرح بتطبيق الشريعة والأضحية - يتحول إلى التلذذ بالفرجة على عملية الذبح وقبله يتم ضرب الأضحية - ما نعرفه فى الدين هو أن تحسن الذبح - لكن التلذذ بعملية الذبح نفسها وإراقة الدم وتصويره بالموبيلات والكاميرات وطفله تقول لصاحبها وهى تضحك البقرة خايفه من الذبح - هذه الفرجة فى حد ذاتها ليست لفرحة العيد بالأضحية ولكن لإشباح السادية داخل النفوس التى تحولت إلى وحش كامن داخل النفس
-من الحوادث أيضا" –لص أمسكوا به فى إحدى القرى - فإنهالوا عليه بالضرب المبرح - وكل شخص مار بالصدفة فى المكان يشارك فى عملية الضرب دون أن يعرف لماذا يضربون المهم أن يشبع غريزته حتى يموت اللص البريئ حتى تثبت إدانته - هل إكتفوا بموته – لا - بل ربطوه فى عمود وسكبوا عليه البنزين وأشعلوا النيران فى جثته -
- ما هذه الوحشية والسادية الكامنه داخل أعماق النفس البشرية وتنطلق عندما تسنح لها الظروف للإنطلاق
الموضوع للمناقشة