بنت الأجيال
صفر هي احتمالات نجاحك
عبثا تحاول
لأنك منصف وذكرياتك مع الحرب ماثلة أمامك
لن تنجح..
لأنك حاقد و غاضب وساخط لن تفلح
لم يطق أيوب صبرا على مالم يحط به خبرا كيف تصبر.
كيف ستجمع كل تلك التناقضات وكيف تلجم صهيل العاطفة وتحكم صوت العقل و جيش من الأفكار المحبوسة بداخلك
يحاصرك وكل الحروف تأسرك ،
كيف لفرس نهر أن يقتفي أثار فرس البر،
وكيف لأقدام مكبلة أن تخطو مع كل هذا الوحل
وكيف لمن طوى أجنحته في صندوق - فصل له- أن يرى بعينيي صقر
و كيف لقلب صغير بحجم قبضة اليد أن يحتوي مأساة بحجم الكون .
ستحتاج حكمة كونفوشيوس وصلابة دستويفسكي وبلاغة الرافعي -ولو اؤتيتها-
لن تنجح...
الحكمة -والصلابة- والبلاغة- كلها جمعها طفل يتيم وامرأة ثكلى
ورجل مكلوم ومقاتل مرابط
وفوقها جبال من الصبر .
مذكرتك الحمراء مهما اتسعت لن تحتوي قامات أبطالك الصغار منهم قبل الكبار
وتلك السوداء لن تكفي لتسطر قوائم الخزي والعار .
كيف تصف طعم الحرية لعبيد وكيف تقنع ضفادع إعتادت السباحة في مستنقعها بسحر وعظمة اللون السماوي في المحيط
وكيف تشرح لجبان أن الشجاعة كالصحة تاج وشرف
وكيف تحدث صخرة صماء عن حلم زهر .
عبثا تحاول.. الطوفان وسع الكون مداه
و"بنت الأجيال" المدينة المعجزة
تصارع وحيدة -كأختها صنعاء وقبلها حلب -
وحوش الغابة وحيتان البحر
والشتاء القارص
والجوع وظلم ذو القربى
ومن حولها زوابع في فنجان
تبيعها غبار الكلام وترقص على جراحها اليوم سرا وغدا في العلن.
احساسك القديم الجديد هو الأصدق
لا مكان للقلم ،القول الفصل لمقاتل عينه على العدو
والأخرى على الآقصى يرى العالم على حقيقته
من فوهة بندقيته
من المسافة صفر.