عاش اليمن تحت حكم الدولة العثمانية كما عاش من قبل تحت الحكم الأموي والعباسي. فقد ظهر العثمانيون في اليمن رسميّاً وأساسيّاً خلال مرحلتين، امتدت الأولى بين 1539 و1634 ميلاديّاً، والثانية من 1849 إلى 1918، إذ سعى العثمانيون لضمّ اليمن وتحرير موانيه من الاحتلال البرتغالي، الذي كان يحتلّ مضيق باب المندب وساحل البحر الأحمر. الأمر الذي زاد اهتمام العثمانيين الأمني والسياسي هو الوجود البرتغالي المنافس للعثمانيين في المنطقة وما يحمله من تهديد صريح لمكة والمدينة، بخاصة بعد أن تَوعَّد القائد البحري البرتغالي آنذاك أفونسو دي أبوكيرك باحتلال المدينة المنورة وإخراج رفات النبي. كان العثمانيون يدركون أن الجغرافيا اليمنية تشكّل عمقاً أمنيّاً استراتيجيّاً مهمّاً للجزيرة العربية ككل، وللبحر الأحمر ومنطقة الحجاز التي تضمّ الأماكن المقدسة كمكة والمدينة المنورة على وجه الخصوص، فقد كانت المناطق المقدسة في الحجاز تُعتبر عند العثمانيين مركزاً حيويّاً وثقافيّاً وروحانيّاً لا تقلّ أهميته عن مركز الدولة في إسطنبول.