السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين...
-----------------
ميل الأطفال الى العزلة
إن الإنسان واحد من الكائنات المعروف عنه بأنه كائن اجتماعي إلا أنه يمكن أن يتصرف بما يناقض تلك الطبيعية وهو ما يعرف بالسلوك الانعزالي،
وكثيرًا ما حذر العلماء من العزلة وقد قيل عنها بأنها تمثل نوعًا من القاتل الصامت أو المدمر للصحة سواء الجسدية أو النفسية ،
يعتبر الانطواء والعزلة مشكلة حقيقية قد تواجه بعض الأطفال ولا يجب إهمالها على الإطلاق لأنها ببساطة مشكلة قابلة للتضخم ومن الممكن أن ترافق صاحبها في مراحل عمرية متقدمة،
وممكن أن تصبح مشكلة كبيرة يصعب حلها.
ما هي العزلة الاجتماعية عند الأطفال؟؟
تعني العزلة الاجتماعية عند الأطفال هي الانفصال والابتعاد عن الأشخاص المحيطين بهم، والذي يمكن أن يحدث مع الأطفال أو الأشخاص البالغين وممكن أن يكون مدرك لذلك أو غير مدرك له والعزلة الاجتماعية هي حالة نفسية تعتري الأطفال لأسباب متعددة بيئية وعوامل التنشئة الاجتماعية ممزوجة بأسباب جينية وراثية.
عن أشكال العزلة عند الاطفال فمن الممكن أن يكون هذا الانقطاع في التواصل مع الناس كامل أو شبه كامل وبذلك يصبح للشخص المنعزل حياته الخاصة وعالمه الخاص،
ويظهر الانطواء والعزلة على شكل:
١- نفور من الزملاء أو الأقارب
٢- امتناع أو تجنب الدخول في محاورات أو حديث
٣- أحيانا يخالط الطفل المنطوي أطفال يشبهونه في الانطواء ويكون الحديث بينهم فقط
٤- كما يظهر على شكل الالتزام بالصمت وعدم التحدث مع الغير.
٥- قد يكون الابتعاد عن المشاركة في أي اجتماع أو رحلات أو أنشطة رياضية مظهراً من مظاهر الانطواء والعزلة.
سؤال/ ما هي أهم أسباب الانطواء والعزلة عند الأطفال؟؟
إن عدم ثقة الطفل بنفسه أمر يدفع الطفل للانعزال والانطواء على ذاته فهو يخشى من فشله في المشاركة وفي الأعمال الجماعية وغيرها لذلك يفضل أن يعزل نفسه ليبتعد عن أي فشل محتمل.
وكذلك افتقاد الشعور بالأمن لفقده الثقة في الغير وخوفه منهم، وأيضا الصراع بين الخطأ والصواب مع من حوله فيرى بأنه هو من على الصواب ومن يحيطون به على خطأ فيفضل أو يميل إلى الانعزال عنهم والاحتفاظ بآرائه ومعتقداته، والانتقال من مرحلة إلى أخرى وما يرافقها من تغيرات جسمية وفكرية ، والتي يمكن أن يصاحبها نوع من الخجل من هذه التغيرات وبخاصة التغيرات الجسمانية أو تغير بالصوت مما يدفع الطفل إلى الانعزال وبخاصة تلك المرحلة التي ترتبط بالبلوغ.
ويسهم أيضا تغيير الموطن (بلده أو مدرسته أو منزله) في حصول حالة العزلة عند الطفل.
وهناك اسباب نابعة من الأسرة مثل التربية غير الصحيحة بالمعاملة السيئة من الأهل للطفل وتعرضه للتوبيخ أو الضرب لأتفه الأسباب،
وخاصة عندما يتعرض الطفل لهذه المعاملة أمام الغرباء، مما ينمي لديه الإحساس بالدونية.
وكذلك الغياب الكثير للأبوين عن المنزل وعدم التواصل بالقدر الكافي مع الطفل مما قد ينمي إحساس لدى الطفل بأنه غير مرغوب فيه ولا يمثل أهمية لدى أحد.
ومنها أيضا عدم ترك مساحة للطفل للتعبير عن نفسه.
– شعور الوالدين بأن الطفل تابع لهم ويجب تنفيذ ما يأمرون به وليس له أي رأي.
– فرض الرقابة الشديدة عليه مما يشعرون الطفل بالعجز وعدم الاستقلالية.
– الخوف الذائد لبعض الأسر على كل ما يحيط بالطفل، مما يدفعهم إلى عزله ومنعه من الاختلاط بالبيئة المحيطة به والاختلاط بالأطفال من نفس عمره، مما يؤثر على قدرات الطفل الاجتماعية ويدفعه إلى العزلة حتى في مراحل عمره الكبيرة إن لم يتم التغلب على تلك العزلة.- كثرة المشكلات الأسرية التي تحيط بالطفل مثل الخلافات الدائمة بين الأبوين والشجار، فيشعر بالإرهاق النفسي وعدم الرغبة بمشاهدة هذا المسلسل يوميا فيميل إلى عزل نفسه لإبعادها عن شجار والديه.
– التفريق بين الأطفال داخل الأسرة يسبب لهم حالة من العزلة والانطواء فالطفل الذي يشعر أن هناك تفريق بينه وبين أخوته في كافة المجالات قد يولد لديه شعور بأنه طفل غير محبوب وليس له أهمية داخل الأسرة وانطلاقا من هذا الشعور نجد الطفل يميل إلى العزلة والانطواء في البيت ويأثر عليه بالمدرسة أيضا.
– إن البعد العاطفي والاجتماعي بين أفراد الأسرة وأيضا بين الأسرة ككل والمجتمع المحيط بها يساهم بشكل مباشر في ظهور الانطواء عند الطفل.
وفي الختام لابد من معالجة هذه الظاهرة الاجتماعية وذلك من خلال عدة أمور منها :
الاحترام الذي يجب إظهاره للطفل وتقبله بكل ما فيه مع نشر روح من التقبل والدفء من الوالدين للطفل وكذلك الأقران والمعلمين، ويجب أن يتم ذلك بالأفعال وليس فقط بالأقوال،
وتبدأ في الأساس من داخل الأسرة فمن لا يشعر بالانتماء والاحترام في الأسرة الخاصة به سيعاني من مشكلة الانتماء والتواصل مع المجتمع الخارجي.
وكذلك تنمية المهارات والمواهب لدي الطفل مما يساعد على بناء الثقة بالنفس ويفضل أن يتم ذلك في إطار جماعي وتشاركي،
وتعلم مهارات جديدة وتمثل المهارات الرياضية أو ممارسة الرياضة رقم واحد في تلك المهارات.