هناك حاسة سادسة لم تخب ظني كانت مجرد صدفة ، لقد ساعدتني على التطلع واكتشاف المجهول فأنا عندما أتصور أمورا غير مرئية تتحرك أوتار السمع . تبدأ تلك الصور والخيال .
قالت لي : اذهب الآن الحرب وشيكة أجوائها مشحونة بالبارود سوف تكون صعبة وخطيرة .
وهكذا حصلت على إجازة من قائد الكتيبة لأيام عديدة خلعت بذلتي العسكرية ، قلبي كان يرفرف بجناحيه . عدت من إجازتي وبدأت أحزاني تتغلب على آمالي وهكذا جئت صباحا عند باب الكتيبة المفتوح دائما في الأرض والسماء .
في قسم المهمات مجندون يشكلون حركات تتصاعد ضحكاتهم وحركاتهم السريعة ، ومجندون خرجوا متفرقين يحملون أشياءا وصررا مربوطة ، أحذية مربوطة بقوة كانوا يتوزعون في كل الاتجاهات وقفت فوق الثلة ترتفع قليلا خلف غرفتي رجعت أبصر
في كل الاتجاهات . في كل مكان رافقتني في تلك اللحظة صور يعج المكان بالصراخ وتضج بالسيارات والباعة والجنود والمرضى والحرارة المرتفعة .
كان هاتف الكتيبة في المدخل يرن ، أسرعت هابطا من فوق الثلة
- ألو من المساعد رؤوف : منذ الصباح وأنا أتصل بك أين أنت يا أحمد ؟
كان رؤوف يخفي عني شيئا لا يريد أن يعكر صباحي وقال لي حمدا لله على سلامتك .
في الوقت الذي تتحرك الكتيبة إلى غزة بفلسطين وتستعد لصد العدوان الصهيوني ، تداخلت الأمور في ذهني ! بل اختلطت
ورغم الدماء النازفة في شوارع غزة ونزوح الناس بمئات الآلاف . طلقة واحدة أو قنصة من متمرد يخرب هذا السكون يتحول كل شيء إلى فوضى وهروب في كل الاتجاهات تنعم صور الجمال تتحول إلى ضبابات إنه بداية للقتال والمقاومة إما نحن أم هم
تختفي أضواء فلسطين وتقطع القذائف الشمس وتدمي البحر وتغسل دماء الشهداء الشوارع ويتعالى الصراخ والضجيج ويسمعه سوى الله سبحانه وتعالى في سمائه السابعة .
بقلمي / رينزمي .