يشمل التوزيع الجيولوجي على الحوض الباريسي وينطبق السينوماني فيه على أقصى الطغيان ويجتاح البحر أخيراً مضيق بواتو حاملاً معه إلى الحوض الباريسي عناصر وحيشية رومية متوسطية، وتكون السحن عميقة أكثر كلما تقدمنا في إتجاه الأجزاء الوسطى من الحوض ونرى فيها السحن الرملية ذات مستاحاثات كبيرة أو قد تكون قد حل مكانها مارينيات ذات محارات ثم يأتي الحوار الغلوكوني كثير الانتشار في منطقة روان (حوار روان)، ويختفي الغلوكوني تدريجياً في إتجاه الجنوب الشرقي فيتم الإنتقال إلى سحن مارنية عميقة كثيرة الانتشار في جميع المناطق.
وأخيراً تظهر في شمال شرق باريس سحن ساحلية سينومانية تلك هي المنطقة ذات اسم الغيز، والرمال المارنية الغلوكونية لمنطقتي الآردين وآرغون وهو رصيص غلوكوني يؤلف قاعدة الأراضي الميتة في الحوض الفحمي الفرنسي البلجيكي، ويقدم التوروني الذي يكون تخومة الجيولوجيا القديمة والجغرافيا القديمة (الباليوجغرافية) مماثلة تقريباً لتخوم السينوماني، يقدم في الحوض الباريسي نموذجين ففي منطقة تورين يكون ممثلاً لسحنة حطامية ميكاسية وحيوانية المنشأ ذاك هو حجر طفو في إقليم التورين، أما في المناطق الأخرى فإن سحنة الحوار المارني هي التي تنتشر على الخصوص في منطقة مدينة روان.
ويبدو أن المجال البحري قد انكمش خلال السنوني في حوض باريس ذاك هو عصر الحوار الأبيض ذو الصوّان وهو راسب مميز جداً والذي يغطي قسماً كبيراً من حوض باريس، ولما كان هذا الحوار شديد التشقق وبالتالي عالي النفوذية عندما يكون منكشفاً في شمبانيا المقملة، فهو يشكل مناطق جافة وموحشة ومقفرة ولكن أنتج تفسخ قديم (حقب ثالث) في مناطق أخرى منتجات متنوعة، ولكنها كتيمة معروفة بإسم غضاريات ذات صوّان والتي تحتفظ بالرطوبة وتعطي الأرض بعض الخصوبة، ولا يمكن لإستراتيغرافية الحوار الأبيض أن تسنتد إلا على دراسة المستحاثات.
حيث سمحت بعض المستحاثات بقيام تقسيمات فرعية إلى أربعة طوابق، ولنذكر في إقليم تورين السحنة المسماة حوار فيلديو الذي يكون حطامياً أكثر من الحوار الأبيض ويحتوي على مستحاثات من الروديست، وقد عمل طغيان محلي في شبه جزيرة كوتنتان على جعل الكريتاسي الأعلى يرقد مباشرة فوق الباليوزوئيكي، كذلك الحال ذاته في بريطانيا بحيث تم من قريب اكتشاف وذلك في مدينة روسكوف السينوني الطاغي فوق الصخور القديمة، وفي منطقة السوم تكون سحن الحوار الفوسفاتي هي التي تظهر للعيان مع جيوب تأكلس غنية بحبيبات الكلس المستغلة.
