دخلت النجمة السورية أمل عرفة بلاتوهات التصوير في دمشق في عمل سوري اجتماعي يضم نخبة كبيرة من النجوم.
"أغمض عينيك تراني هو العمل الذي أصوره حالياً مع الفنانة القديرة منى واصف التي تلعب دور والدتي، ويشاركنا النجم عبد المنعم عمايري ووفاء الموصللي وحلا رجب، ميزة هذا العمل أنه موجه للعائلة تماماً كما كانت أعمالنا السورية السابقة، بعيداً من عالم المخدرات والعنف والخيانة، يحمل عمقاً إنسانياً ويخاطب وجدان كل مشاهد في منزله، النص مكتوب بحرفية عالية، الأمر الذي جذبني جداً خلال مطالعته، وهو من إخراج مأمون الملا وسيكون جاهزاً للعرض في موسم رمضان المقبل"، تقول عرفة في حديث إلى "النهار العربي" خلال وجودها في دبي في زيارة خاصة.
وتضيف عرفة أن هناك بعض المناقشات حول أعمال جديدة، لكن لم يتم الاتفاق عليها نهائياً.
برزت أمل كمغنية وممثلة وأيضاً كاتبة موهوبة، لا سيّما في المسلسل الكوميدي "دنيا" الذي حقق انتشاراً عربياً كبيراً حين عرض عام 1999، والمسلسل الدرامي "عشتار" عام 2004، والمسلسل الكوميدي "سايكو" عام 2018 وغيرها من الأعمال. وفي سؤالها عن سبب ابتعادها قليلاً من الكتابة قالت: "لم أبتعد لكن طلبات المحطات أصبحت مختلفة نوعاً ما عما كنا نقدمه في السابق، اليوم القنوات تطلب نصوصاً مقتبسة عن أعمال أجنبية، حاولت أن أدخل هذه اللعبة لكني في الحقيقة لم أستطع لأني أبحث عن نصوص تشبه واقعنا، أحب الكتابة من أفكاري أنا وليس نقلاً عن".
بعض نجوم التمثيل والنقّاد وصنّاع الدراما لهم رأي سلبي أو غير محبّذ لفكرة تصوير أجزاء من عمل حقق نجاحاً، فتقوم شركة الإنتاج باستثمار هذا النجاح بتطويل أجزائه وحلقاته، في ما يخص أمل عرفة تقول: "بحسب العمل وظروفه الدرامية، هناك أعمال تحتاج وتتحمل، ودرامياً يمكن أن يكون لها أجزاء، لأن المشاهد لم يشبع من أحداث الثلاثين حلقة، لكن غالباً الأجزاء الثانية من الأعمال تكون تجارية للأسف ويكون الجزء الثاني على حساب نجاح الأول، ما يفقد العمل رونقه ويدخله في رتابة وملل".
وبين فكرة الأعمال الطويلة المؤلفة من ثلاثين حلقة أو أكثر والمسلسلات التي باتت في الفترة الأخيرة تتألف من عشر حلقات أو أكثر بقليل، تختار عرفة المسلسلات القصيرة لسبب رئيسي هو أن الفكرة يجب أن تستوفي شروطها في مدة قصيرة إذا لم تكن هناك أحداث مهمة في العمل تستدعي المدّ، وهذا الأمر يساعد الكاتب على عدم هبوط إيقاع نصه، فكلما كانت الحلقات أقصر جمعت الأحداث وضُبطت بإتقان أكثر.
تضيف: "كنت من أوائل الفنانات اللواتي تحدثن بهذا الموضوع، وطالبت بأن تكون الأعمال الدرامية قصيرة إذا لم تكن هناك حاجة ضرورية لتجنيب العمل أي ملل وضعف في بنية النص، حتى لو كان العمل لرمضان لأنك ستترك الفرصة للغير كي يظهر".
مخاوف التقدّم بالعمر هاجس يؤرق غالبية كبرى من الناس، وفي المقدمة النجوم الذين يعتمدون على مظهرهم الخارجي للحصول على أدوار البطولة أو حتى لمجرد الاستمتاع بالحياة، فما هو رأي أمل عرفة في موضوع الحياة ما بعد الخمسين؟
"بعد الخمسين هو سن النضوج ولكن لا يعني ذلك أن نفقد روحنا الحلوة والمرحة، النضوج بالعواطف والفكر وعدم استثمار وقتنا بالكراهية والتفاهات، لكن المرح وحب الحياة ليس لهما عمر، شخصياً أحب عيد ميلادي الذي أحتفل به في 18 آذار وفرحتي به لا تزال كما هي منذ طفولتي حتى اليوم، وفعلياً لا أخاف من فكرة التقدّم بالسن وأعترف به".
لدى أمل عرفة ميزة مختلفة عن عدد كبير من نجوم العالم العربي، وهي عدم حبها لفكرة التكريم التي يسعى البعض إليها، لا بل قد يدفعون مبالغ لقاء حصولهم على جائزة من هنا وتكريم من هناك، ما سرّ ذلك؟
"لا أدقق جداً بالجهة التي ستكرّمني من هي وما خلفياتها؟ وأحياناً إذا كانت الجهة مناسبة أكون مشغولة بعمل ما أو بمسألة عائلية، فمثلاً العام الماضي إحدى الجهات طلبت تكريمي لكني كنت منشغلة بشهادة ابنتي مريم التي كانت تتقدّم لامتحانات الثانوية الرسمية، ولكن عموماً وبكل صراحة لا أثق كثيراً بهذه المهرجانات إلا بالقليل جداً منها، وعادة أنا من الفنانات اللواتي يفضلن عدم الاختلاط في المناسبات، أنهي تصويري وأعود إلى منزلي بهدوء لأمضي وقتي مع أشخاص أنا أحبهم وأرتاح معهم".
وعن علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم الرئة التي يتنفس منها النجوم، تقول: "علاقتي مع منصات التواصل فيها شيء من الحدود، أعطيها القدر المعيّن من حياتي، لست من محبذي نشر حياة الشخصية وتفاصيلها على هذه المنصات، الجمهور له الحق بمعرفة أخباري الفنيّة، أما بالنسبة إلى التيك توك فلست عليه ولا أفهم به ولا أستوعبه بالأصل".
من إخراج مؤمن الملا، تعود النجمة السورية أمل عرفة الى الدراما الاجتماعية السورية في مسلسل مؤلف من 30 حلقة، بعنوان "اغمض عيناك تراني" .
المسلسل انطلق تصويره في دمشق ويلعب الى جانب عرفة دور البطولة النجمة القديرة منى واصف والممثل عبد المنعم عمايري، فايز قزق وحلا رجب، في عودة للدراما السورية الخاصة التي لا تدخل في قصص الحرب كما جرت العادة في انتاجات السنوات السابقة. أمل عرفة تلعب دور أم لطفل مصاب بالتوحد وتبذل جهداً مضاعفاً كي تقي هذا الطفل من تساؤلات الناس من حوله، فيما سيغلب المخرج الملا حضور مجموعة من الممثلين الجدد على المسلسل الذي سيعرض وفق مفاوضات على منصة "شاهد" بحسب ما يُحكى اليوم.