لأننا اولا وقبل كل شيء لا نقدم على شيء اونقوم لنربي به أبنائها حتى نكون على علم ووعي به إ ثم نحذرهم عن كل قبيحة وصالحة ونصحناهم بفعل الأصح منها . يعني ليست التربية عشوائية . بحيث اننا نعم ان إحساس وشعور الطفل رهيف لا تتحمل التكليف الثقيل ،بل الا التكليف الخفيف .الذي يتناسب وسنهم وافكارهم وقدرتهم العقلية .
ولابدّ لي ان أوضح ماذا يجب ان يكون الحرمان في التربية السليمة
انا شخصيا أثق بالحرمان كوسيلة من وسائل العقاب ، بل اعتبرها الوسيلة الوحيدة للعقاب التي يجب ان تُتبع في التعامل مع الابناء
انت محروم من المفضلة لهذا ...السبب......
أنت محروم من مشاهدة برامجك المفضلة اليوم ...السبب ...
أنت محروم اليوم من أكل الشيكولاتة..الحلوى المفضلة بعد الغداء ..السبب...
انت محروم من النزول الى الحديقة هذا المساء ..ال
أكثر من هذا ..لا يجوز العقاب ..لا كمّا ولا وقتا ....ولا يجوز استعمال الحرمان في صور أخرى ...
))=))>
اعتقد ان كل هذا الكم من الحرمان لا يجب ان يكون دفعة واحدة ؟ حيث هذا كله سيجعل الطفل في كآبة وحزن ومن تتربى الكآبة والعياذ بالله. بل يجب أن تعطى كل تلك الأسماء الرهيبة الا بمقدار وفي وقتها المحدد لها . يجب ان يكون ذلك التنبيه بطريقة لينة ويلاسة مع الابتسامة لترسم على وجهك ووجه الطفل بشاشة ومن لعبة . حتى يطمأن اليك ابنك .فيتلق .التعليمات بكل رحابة ويعة صدر.ولا يجب ان تكون التعليمات مثل الشرطة القضائية في استجوابها مع المتهم.
مثل بعض السلبيات :
أنت محروم من الخروج من غرفتك لهذا اليوم ..
أنت محروم من الجلوس مع الضيوف اليوم
أنت محروم من استقبال صديقكَ/صديقتكِ هذا النهار
أنت محروم من الخروج معنا هذا المساء ..
انت محروم من الذهاب الى المدرسة !
انت محروم من زيارة جدتك
طرق الحرمان هذه تولد نقصا وفجوة كبيرة في المستقبل...
))=))>
مثل هذا المنع لا يعطى اإلا للمحكوم عليهم بالسجن ولا يليق أن يكون مشروط على الابناء.
قد نتطرق الى آثار هذا لاحقا ،
أما الآن ، فسأتحدث عن امور أخرى يعتبرها البعض من الايجابيات ولا اعتبرها كذلك
درجت العادة الشعبية على مكافأة الابن عندما ، يحرز المراكز الاولى ، يتفوق ، يعمل عملا له نتائج طيبة
المكافأة
هذا جميل ومحفّز والى آخره
))=))>
من الأحسن أن تكون المكافئة من الابوين للطفل او الطفلة الا بشيء قليل من اللباس ..وبعض مما تيسىر من المال قدر الحاجة. والفرح والابتهاج والتقدير والتشجيع بالمحبة والعطف والحنان للإبن او للابنة. فهذا قد يكفيه سرورا وافتخارا به ليتباهى به امام أقرانه. اما الاغنياء فهؤلاء لهم تعاملات اخرى مع ابنائهم وبناتهم تفوق ابناء الفقراء بكثير ومع كل ذلك قد تجد البعض منهم غير راض على الوضع .
ولكن ماذا عن الوجه الآخر ؟
ما سيحدث ايضا ، ان الابن سيشعر في هذه المكافأة تقديره لذاته وقيمته الشخصية
لا ينكر الكبار ان من يحضر له هدية متوسطة سيختلف شعوره بها عمن يحضر له هدية قيمة مثلا ، مهما كانت حالته المادية
فقد قال المثل قديما : أنا غنية وأحب الهدية
المقصود ان كثيرا من العاقلين الراشدين الكبار ، يشعرون بالهدية تعبيرا عن قيمتهم لدى المُهدي
فماذا عن الابن ..وان تلك الهدية من والديه ؟ اللّذين هما بالنسبة اليه شيء أكبر من الحياة ؟
وعندما نربط قيمته الذاتية ، بالمركز الاول ، او التفوق ..فنحن نقوده الى لا شيء
وقد كان الافضل ان نقول له مثلا ..ان بذلت جهدا ملحوظا اكبر من الأول سوف تحصل على مكافأة
))=))>
لا يمكن ان لا يقولا الآباء لآبنائهم كلمة جميلة ووعد احسن مما يتوقعه الطفلة لمي يضاعف من مجهودي ه ..
لأن أسباب التفوق والمراكز الاولى ، اسباب معقدة ، لا ترتبط على وجه الاطلاق بالجهود او بالرغبة وانما اشياء نفسية وذهنية خاصة أخرى
))=))>
كل ذلك ه. يحدث من موهبة الله سبحانه الى البعض من الابناء او البنات، هنا الفرق في ذلك .بحيث لا يمكن لأي إنسان قد سبق له أن قام لصناعة عقله بنفسه ابدا .بل موهبة من الله ورزق.
ما ان شجعناه على ( بذل الجهود ) فنحن نريه الطريق الى النجاح والى تحقيق حلم التفوّق
ويحدث أيضا على الناحية الأخرى ..ان بعض الاهالي يبالغون في هذا الامر ..
ومضمون ان حصلت على التفوق ستحصل على مكافأة ، هو انك ان لم تحصل على التفوق سوف تُحرم من المكافأة
وكيف يترجمها الابن : تُحرم من قيمتك الذاتية ،
))=))>
العاملون لا يشائمون بالشؤم على ابنائهم ولا على انفسهم بل يتفائلوا خيرا. كما قال الله .سبحانه(أحسن كما احسن الله اليم)..ويقول : (وقولوا للناس حسنا)
سيزداد قلق الابن ..بدل ان تزيد جهوده ، وسيقل تركيزه
لأن عقله الآن مشغول ليس بالمكافأة بل ( بقيمته الذاتية ) المرتبطة بهذه المكافأة
انها باختصار نظرية ( كُن أو لا تكون )
يترك الآباء ابناءهم في صراع ليس بعده صراع ..بينما يشعرون في قرارة أنفسهم انهم أدّوا رسالتهم بهاتين الكلمتين
))=))>
ما يتعلق بالهدية والتشجيعات اظن على أن كل الناس تحب هذا الامر كأن تتعامل به مع ابنائها وبناتها واقاربنا.حتى تعم المحبة والمودة كافة ارجاءالأسرة ليس للطفل فحسب.
نحن اذن في زمن اختلف فيه مفهوم المكافأة ، وأصبح مرتبط بمفهوم القيمة الذاتية
لذلك فمن الضروري اعتبار المكافأة شيء يقدم الى الناجحين والفاشلين على حد سواء="
))=))>
ذه ليست مفاجأة ، بل هي طريقتي التي جرّبتها كثيرا وأدّت الى ثمار كبيرة
في النهاية يُكرّم الناجحون والفاشلون
يكرّم المتفوقون والمتأخرون
يكرّم المتفوق ..لأنه أدى شيئا مميزا
ويكرّم المتأخر ..لأنه عمل معروفا وأعطى المجال للبعض بالتميز ، فقد أسدى الى هؤلاء خدمة !
))=))>
بما ان المكافأة مرتبطة في اذهان الابناء بالقيمة الذاتية
فنحن بطريقة غير مباشرة نقول : انتم جميعا ذوو قيمة عالية وقدر كبير
وبالتالي يزيد تقدير الذات لدى الجميع ..وسيقل مستوى القلق في محاولة تحقيق الذات
وهذا سيؤدي بمعظم الناس الى النجاح ما دام تقديرهم لذاتهم بخير وان فشلوا الآن ..حتما سينجحون فيما بعد ، فقط نعطي الوقت وقتا وسنرى النتائج ،
))=))>
اما من تنهار قيمته الذاتية شيئا فشيئا ..فهو لا شك سيفشل .. وسيقوده الفشل الى فشل آخر
طالما اعتبر هذا الفشل تأكيدا ملموسا على تدني قيمته الذاتية ....
))=))>
بالتاكيد كلام منطقي ويجب ان يعتنى .به
-----------------
من الضروري التركيز حتى لا تُخلط المفاهيم كالعادة
أنني أتحدث عن ( الأداء الدراسي للطلبة )
ولا أتحدث عن مفاهيم الحياة العامة مثل مكافأة الصادق ومعاقبة الكاذب مع تحديد السبب للثواب والعقاب
هذا أمر آخر ويستحسن ان نعرف ان لكل شيء طريقته واسلوبه المميزان وان لا شيء يشبه الآخر والقاعدة العامة على وجه الاطلاق لا تخدم كثيرا في أساليب التربية والتعليم معا
فللتربية اسلوب ..وللتعليم اسلوب آخر
))=))>
احيانا نحن نقول: المتربي من عند ربي ..
ولهذا الموضوع مناسبة حزينة ، تتعلق بطالب الثانوية الذي قتل والده ووالدته وعمه وعمته واخوته
والسبب ان الجميع يطلبون منه ان : يذهب ويدرس ، ولماذا لا تذاكر وغير ذلك من الاقاويل التي تنزل كالمطارق على جمجمته وتسبب له ضغطا عصبيا لم يحسن ان يسيطر عليه .
))=))>
كل شيء يقبل الرحمة والشفقة والتسامح.
كثير من الجرائم حدثت بواسطة طلبة ثانوية تجاه اهاليهم بسبب العدوانية والشراسة في التعامل مع الطالب في فترة دراسته في السنة النهائية
وللأسف كثير من الاهالي لا يأبهون الى اداء ابنهم الدراسي طوال الاعوام السابقة ثم ينهالون عليه طرقا في آخر سنة دراسية بعد ان تشكل اسلوبه في الفهم والدراسة واصبح من الصعب ان نقوم بعملية حشو الصندوق في انبوبة اسمنت مسلح !
))=))>
ذن اياكم من عبارة : اذهب وذاكر ...
بل اجلس الى جانب ابنك وساعده كيف يذاكر ، ودعك من اسلوب العصبية والتوتر والكشرة والجدية في تلك الاوقات
فهذه ليست نهاية العالم .. والمشكلة ان الكل يعرف انه ما من ثمة شيء يعتبر نهاية العالم الا نهاية العالم .
))=))>
البعض حقا يكونون على وشك ان تخرج لهم انياب ومخالب ليفتكوا بالطالب المسكين الذي لم يحسن فهم الدروس
سأل احد الاصدقاء صديقه ..هل انتهيت من مذاكرة دروسك؟
وعلى الناحية الأخرى
نحن نحرم ابناءنا اشياء كثيرة باستطاعتنا توفيرها لهم بحجة ان نعلمهم الرضا والقناعة
وبحجة عدم تعليمهم الجشع والانانية
ان الأشياء لا تعلم الاطفال شيء ، فهي أشياء جامدة لا حياة فيها
وانما طريقة تعاملنا مع هذه الاشياء المقدمة اليهم هو ما يعلمهم كافة الصفات
فلنحرص على طريقتنا نحن لأننا نقدمها الى الابناء مع الاشياء
من الضروري ان نمنح ابناءنا كل ما نقدر عليه ..وعدم الاكتراث بأي حجة كانت
ان تعلم ابنك الخصوصية ..ليس معناه ان تمنعه من تقديم الاشياء للغير
ان تعلم ابنك عدم الانانية ..لا يعني ان تمنعه من الاحتفاظ بما يخصه
ان تعلم ابنك عدم الجشع هو ليس ان تعطيه تفاحة واحدة بدل اثنتين
بل ان تعطيه تفاحتين ..وتقول له : هاتان لك ، واحدة منهما امنحها لمن تشاء !
فلكل فكرة ومفهوم اسلوب تربية ..وآخر للتعليم
من الضروري ان نمنح الابناء ..آخر درجات العاطفة والعطاء
وكل ما نقدر ان نقدمه لهم وما يرضي خيالهم
وبالمناسبة .. البعض يدعون ان الاطفال خيالهم واسع
نعم هذا صحيح ، خيالهم واسع ولكن ضمن البيئة والمحيط الذي يعيشونه
من النادر ان يحلم ابنا يعيش في مناطق متوسطة مع اقران من نفس الحالة المادية والاجتماعية
بما يحلم به ابناء المناطق المرفهة مقارنة مع اقرانهم
ولذلك فمعظم الآباء قادرون على تحقيق احلام ابنائهم
ان هذا امر ضروري للتربية والتعليم
فسيتعلم الطفل انه قادر على تحقيق احلامه مهما كانت في المستقبل ولا يجد شيئا مستحيلا
وسيتعلم امرا مهما آخرا .. ان قيمته الذاتية وايمانه بنفسه وبمركزه وقدره في هذه الحياة له وجود
ما دام أهله يقدّرون أحلامه ويحققون له جزءا كبيرا منها
وستزداد في المستقبل توقعاته عن نفسه
فهو يستحق الحلم ويستحق تحقيقه
يستحق الأفضل وليس الأقل
حان الوقت لنسف نظرية الحرمان وتغيير أساليب التربية وابتكار اساليب جديدة للتعليم
))=))>
والا سننتهي بعالم مليء بالمجرمين تحت سن الثامنة عشر
سنكون نحن من صنعهم
فرفقا بهذه الأمانة التي نحملها في اعناقنا
وليكن شعارنا في التربية والتعليم ..تأكيد وجودهم وأهميتهم ومكانتهم
كانوا ما كانوا