أساليب للتربية ..وأخرى للتعليمآخر
الصفحة
djamilarook

  • المشاركات: 31191
    نقاط التميز: 62824
أفضل عضوة لهذا الشهر في منتدى المرأة المسلمة
djamilarook

أفضل عضوة لهذا الشهر في منتدى المرأة المسلمة
المشاركات: 31191
نقاط التميز: 62824
معدل المشاركات يوميا: 6.5
الأيام منذ الإنضمام: 4819
  • 18:25 - 2023/09/19

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وحده نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين...

-----------------

 
 أساليب للتربية ..وأخرى للتعليم
 
أعتقد جزما أن مشكلتنا تتعلّق بالمفاهيم
فنحن لا نستطيع التركيز على مفهوم معين وعندما نأخذ المفهوم نربطه بعدة مفاهيم مختلفة 
تؤدي جميعها الى نفس المغزى ..الى حيث لا نعرف أين نحن

عندما نعلّم ونتعلم " الرضا "
نربط هذا المفهوم بمفاهيم عدة وينشأ الفرد غير مدرك لقيمته الحقيقية وغير قابل للتمحور والتطور 

وعندها ربطنا بين " الرضا " و" الحرمان " واعتبرنا الحرمان هو الوسيلة المؤدية الى فضيلة الرضا 

أقول هذا لأني أرى الوسيلة الصحيحة كما يعتقدها ويعتمدها جمع كبير من البشر في سبيل تعليم ابنائهم الرضا والقبول ، هو الحرمان .


الحرمان ليس الاّ وسيلة للعقاب ...وليس وسيلة لتعلّم اي شيء آخر
اما نحن فنستعمل الحرمان تارة للعقاب وتارة اخرى لتعليم بعض الفضائل ، فينشأ الازدواج الاجباري في ذهنية الأفراد 
ولا يستطيعون التمييز أحرمانهم كان عقابا أم ثوابا ..؟

 
ولا بدّ لي ان أوضح ماذا يجب ان يكون الحرمان في التربية السليمة 

 

انا شخصيا أثق بالحرمان كوسيلة من وسائل العقاب ، بل اعتبرها الوسيلة الوحيدة للعقاب التي يجب ان تُتبع في التعامل مع الابناء

انت محروم من لعبتك المفضلة لهذا المساء ...السبب......
أنت محروم من مشاهدة برامجك المفضلة اليوم ...السبب ...
أنت محروم اليوم من أكل الشيكولاتة..الحلوى المفضلة بعد الغداء ..السبب...
انت محروم من النزول الى الحديقة هذا المساء ..السبب ...

أكثر من هذا ..لا يجوز العقاب ..لا كمّا ولا وقتا ....ولا يجوز استعمال الحرمان في صور أخرى ...
مثل بعض السلبيات :

أنت محروم من الخروج من غرفتك لهذا اليوم ..
أنت محروم من الجلوس مع الضيوف اليوم
أنت محروم من استقبال صديقكَ/صديقتكِ هذا النهار 
أنت محروم من الخروج معنا هذا المساء ..
انت محروم من الذهاب الى المدرسة !
انت محروم من زيارة جدتك

طرق الحرمان هذه تولد نقصا وفجوة كبيرة في المستقبل 
قد نتطرق الى آثار هذا لاحقا ، 
أما الآن ، فسأتحدث عن امور أخرى يعتبرها البعض من الايجابيات ولا اعتبرها كذلك 

 

 

المكافأة 

درجت العادة الشعبية على مكافأة الابن عندما ، يحرز المراكز الاولى ، يتفوق ، يعمل عملا له نتائج طيبة 
هذا جميل ومحفّز والى آخره 
ولكن ماذا عن الوجه الآخر ؟
ما سيحدث ايضا ، ان الابن سيشعر في هذه المكافأة تقديره لذاته وقيمته الشخصية 
لا ينكر الكبار ان من يحضر له هدية متوسطة سيختلف شعوره بها عمن يحضر له هدية قيمة مثلا ، مهما كانت حالته المادية 
فقد قال المثل قديما : أنا غنية وأحب الهدية 
المقصود ان كثيرا من العاقلين الراشدين الكبار ، يشعرون بالهدية تعبيرا عن قيمتهم لدى المُهدي 
فماذا عن الابن ..وان تلك الهدية من والديه ؟ اللّذين هما بالنسبة اليه شيء أكبر من الحياة ؟
وعندما نربط قيمته الذاتية ، بالمركز الاول ، او التفوق ..فنحن نقوده الى لا شيء
وقد كان الافضل ان نقول له مثلا ..ان بذلت جهدا ملحوظا اكبر من الأول سوف تحصل على مكافأة 
لأن أسباب التفوق والمراكز الاولى ، اسباب معقدة ، لا ترتبط على وجه الاطلاق بالجهود او بالرغبة وانما اشياء نفسية وذهنية خاصة أخرى
اما ان شجعناه على ( بذل الجهود ) فنحن نريه الطريق الى النجاح والى تحقيق حلم التفوّق 

ويحدث أيضا على الناحية الأخرى ..ان بعض الاهالي يبالغون في هذا الامر ..
ومضمون ان حصلت على التفوق ستحصل على مكافأة ، هو انك ان لم تحصل على التفوق سوف تُحرم من المكافأة
وكيف يترجمها الابن : تُحرم من قيمتك الذاتية ، 
سيزداد قلق الابن ..بدل ان تزيد جهوده ، وسيقل تركيزه 
لأن عقله الآن مشغول ليس بالمكافأة بل ( بقيمته الذاتية ) المرتبطة بهذه المكافأة 
انها باختصار نظرية ( كُن أو لا تكون ) 
يترك الآباء ابناءهم في صراع ليس بعده صراع ..بينما يشعرون في قرارة أنفسهم انهم أدّوا رسالتهم بهاتين الكلمتين .

 

 
نحن اذن في زمن اختلف فيه مفهوم المكافأة ، وأصبح مرتبط بمفهوم القيمة الذاتية 
لذلك فمن الضروري اعتبار المكافأة شيء يقدم الى الناجحين والفاشلين على حد سواء 

هذه ليست مفاجأة ، بل هي طريقتي التي جرّبتها كثيرا وأدّت الى ثمار كبيرة 
في النهاية يُكرّم الناجحون والفاشلون 
يكرّم المتفوقون والمتأخرون

يكرّم المتفوق ..لأنه أدى شيئا مميزا 
ويكرّم المتأخر ..لأنه عمل معروفا وأعطى المجال للبعض بالتميز ، فقد أسدى الى هؤلاء خدمة !

وبما ان المكافأة مرتبطة في اذهان الابناء بالقيمة الذاتية 
فنحن بطريقة غير مباشرة نقول : انتم جميعا ذوو قيمة عالية وقدر كبير 
وبالتالي يزيد تقدير الذات لدى الجميع ..وسيقل مستوى القلق في محاولة تحقيق الذات 
وهذا سيؤدي بمعظم الناس الى النجاح ما دام تقديرهم لذاتهم بخير وان فشلوا الآن ..حتما سينجحون فيما بعد ، فقط نعطي الوقت وقتا وسنرى النتائج ،
اما من تنهار قيمته الذاتية شيئا فشيئا ..فهو لا شك سيفشل .. وسيقوده الفشل الى فشل آخر 
طالما اعتبر هذا الفشل تأكيدا ملموسا على تدني قيمته الذاتية ....

------------------
 
 
 

 

من الضروري التركيز حتى لا تُخلط المفاهيم كالعادة 
أنني أتحدث عن ( الأداء الدراسي للطلبة ) 
ولا أتحدث عن مفاهيم الحياة العامة مثل مكافأة الصادق ومعاقبة الكاذب مع تحديد السبب للثواب والعقاب 
هذا أمر آخر ويستحسن ان نعرف ان لكل شيء طريقته واسلوبه المميزان وان لا شيء يشبه الآخر والقاعدة العامة على وجه الاطلاق لا تخدم كثيرا في أساليب التربية والتعليم معا 
فللتربية اسلوب ..وللتعليم اسلوب آخر 

 
 

 

ولهذا الموضوع مناسبة حزينة ، تتعلق بطالب الثانوية الذي قتل والده ووالدته وعمه وعمته واخوته 
والسبب ان الجميع يطلبون منه ان : يذهب ويدرس ، ولماذا لا تذاكر وغير ذلك من الاقاويل التي تنزل كالمطارق على جمجمته وتسبب له ضغطا عصبيا لم يحسن ان يسيطر عليه .

كثير من الجرائم حدثت بواسطة طلبة ثانوية تجاه اهاليهم بسبب العدوانية والشراسة في التعامل مع الطالب في فترة دراسته في السنة النهائية 
وللأسف كثير من الاهالي لا يأبهون الى اداء ابنهم الدراسي طوال الاعوام السابقة ثم ينهالون عليه طرقا في آخر سنة دراسية بعد ان تشكل اسلوبه في الفهم والدراسة واصبح من الصعب ان نقوم بعملية حشو الصندوق في انبوبة اسمنت مسلح !

 

 

اذن اياكم من عبارة : اذهب وذاكر ... 
بل اجلس الى جانب ابنك وساعده كيف يذاكر ، ودعك من اسلوب العصبية والتوتر والكشرة والجدية في تلك الاوقات
فهذه ليست نهاية العالم .. والمشكلة ان الكل يعرف انه ما من ثمة شيء يعتبر نهاية العالم الا نهاية العالم .

والبعض حقا يكونون على وشك ان تخرج لهم انياب ومخالب ليفتكوا بالطالب المسكين الذي لم يحسن فهم الدروس 

سأل احد الاصدقاء صديقه ..هل انتهيت من مذاكرة دروسك؟
فقال الصديق ..للتو انتهيت من الضبع الذي يذاكر لي 



وعلى الناحية الأخرى

نحن نحرم ابناءنا اشياء كثيرة باستطاعتنا توفيرها لهم بحجة ان نعلمهم الرضا والقناعة 
وبحجة عدم تعليمهم الجشع والانانية 

ان الأشياء لا تعلم الاطفال شيء ، فهي أشياء جامدة لا حياة فيها
وانما طريقة تعاملنا مع هذه الاشياء المقدمة اليهم هو ما يعلمهم كافة الصفات 
فلنحرص على طريقتنا نحن لأننا نقدمها الى الابناء مع الاشياء 


من الضروري ان نمنح ابناءنا كل ما نقدر عليه ..وعدم الاكتراث بأي حجة كانت 
ان تعلم ابنك الخصوصية ..ليس معناه ان تمنعه من تقديم الاشياء للغير
ان تعلم ابنك عدم الانانية ..لا يعني ان تمنعه من الاحتفاظ بما يخصه 

ان تعلم ابنك عدم الجشع هو ليس ان تعطيه تفاحة واحدة بدل اثنتين 
بل ان تعطيه تفاحتين ..وتقول له : هاتان لك ، واحدة منهما امنحها لمن تشاء !

فلكل فكرة ومفهوم اسلوب تربية ..وآخر للتعليم 

من الضروري ان نمنح الابناء ..آخر درجات العاطفة والعطاء
وكل ما نقدر ان نقدمه لهم وما يرضي خيالهم 

 

وبالمناسبة .. البعض يدعون ان الاطفال خيالهم واسع 
نعم هذا صحيح ، خيالهم واسع ولكن ضمن البيئة والمحيط الذي يعيشونه
من النادر ان يحلم ابنا يعيش في مناطق متوسطة مع اقران من نفس الحالة المادية والاجتماعية
بما يحلم به ابناء المناطق المرفهة مقارنة مع اقرانهم 

ولذلك فمعظم الآباء قادرون على تحقيق احلام ابنائهم 
ان هذا امر ضروري للتربية والتعليم

فسيتعلم الطفل انه قادر على تحقيق احلامه مهما كانت في المستقبل ولا يجد شيئا مستحيلا 
وسيتعلم امرا مهما آخرا .. ان قيمته الذاتية وايمانه بنفسه وبمركزه وقدره في هذه الحياة له وجود 
ما دام أهله يقدّرون أحلامه ويحققون له جزءا كبيرا منها 

وستزداد في المستقبل توقعاته عن نفسه
فهو يستحق الحلم ويستحق تحقيقه 
يستحق الأفضل وليس الأقل 



حان الوقت لنسف نظرية الحرمان وتغيير أساليب التربية وابتكار اساليب جديدة للتعليم
والا سننتهي بعالم مليء بالمجرمين تحت سن الثامنة عشر 
سنكون نحن من صنعهم

فرفقا بهذه الأمانة التي نحملها في اعناقنا 
وليكن شعارنا في التربية والتعليم ..تأكيد وجودهم وأهميتهم ومكانتهم 
كانوا ما كانوا 

 
 
 

0📊0👍0👏0👌0👫
Fennouh

  • المشاركات: 65632
    نقاط التميز: 190438
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى الأمل لأصحاب الهمم
Fennouh

أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى الأمل لأصحاب الهمم
المشاركات: 65632
نقاط التميز: 190438
معدل المشاركات يوميا: 63
الأيام منذ الإنضمام: 1042
  • 10:10 - 2023/09/20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
0📊0👍0👏0👌0👫
dzfarah

  • المشاركات: 43358
    نقاط التميز: 46997
مشرفة سابقة
أفضل عضوة لهذا الشهر في منتدى المرأة المسلمة
dzfarah

مشرفة سابقة
أفضل عضوة لهذا الشهر في منتدى المرأة المسلمة
المشاركات: 43358
نقاط التميز: 46997
معدل المشاركات يوميا: 8.6
الأيام منذ الإنضمام: 5014
  • 11:09 - 2023/09/22
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
بالتعريف الذي يوضح الفرق بين التربية و التعليم

فالتعليم قد يهدف إلى تحصيل المعرفة، أو التدرب على مهارة، أو حفظ نص، أو الاطلاع على قانون رياضي أو طبيعي،
أما التربية فتهدف فيما تهدف إلى: تنمية الإحساس بالذوق والجمال في الكون. وتربية الضمير والوجدان. وتنمية الإرادة الحرة الواعية
0📊0👍0👏0👌0👫
قوس الرماية

  • المشاركات:
    32264
مشرف القصص القصيرة
مرشد توجيهي
مناقش أسري
مشرف سابق
قوس الرماية

مشرف القصص القصيرة
مرشد توجيهي
مناقش أسري
مشرف سابق
المشاركات: 32264
معدل المشاركات يوميا: 4.7
الأيام منذ الإنضمام: 6898
  • 18:04 - 2023/09/22

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  ))=))> 
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله وحده نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين...
))=))>
الصلاة والسلام عليك يا نبي الله وعلى آلك وحبك وسلم .
-----------------
 أساليب للتربية ..وأخرى للتعليم

))=))>
التربية هي نفسها مندمجة مع التعليم نفسهم . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :علموا ابنائكم التجارة ولا تعلمهم الإجارة .. ومن هنا جائت في صيغة الكلام عن التربية .والله اعلم ...
فنحن لا نستطيع التركيز على مفهوم معين وعندما نأخذ المفهوم نربطه بعدة مفاهيم مختلفة
تؤدي جميعها الى نفس المغزى ..الى حيث لا نعرف أين نحن
عندما نعلّم ونتعلم " الرضا "
نربط هذا المفهوم بمفاهيم عدة وينشأ الفرد غير مدرك لقيمته الحقيقية وغير قابل للتمحور والتطور
أعتقد جزما أن مشكلتنا تتعلّق بالمفاهيم
 
وعندها ربطنا بين " الرضا " و" الحرمان " واعتبرنا الحرمان هو الوسيلة المؤدية الى فضيلة الرضا
أقول هذا لأني أرى الوسيلة الصحيحة كما يعتقدها ويعتمدها جمع كبير من البشر في سبيل تعليم ابنائهم الرضا والقبول ، هو الحرمان .
 

))=))>
ربما لا اعتقد ذلك ؟
من حيث نحن لا نقدم الا على ما نعلم . وأما ما لا نعلم فنحن فيه مسيرون .حيث ان الانسان مسير فيما لا يعلم ومخير فيما يعلم .
اما  ما يتعلق بالحرمان
فهذا نوع من النهي عن المحرمات وتجنيب الابناء الشبوهات ،
ولا نريهم ونربيهم عليه الا ما ينفعهم في الدنيا وفي الآخرة .
ولا نحملهم اكبر مما تتحمله طاقاتهم  .
الحرمان ليس الاّ وسيلة للعقاب ...وليس وسيلة لتعلّم اي شيء آخر
اما نحن فنستعمل الحرمان تارة للعقاب وتارة اخرى لتعليم بعض الفضائل ، فينشأ الازدواج الاجباري في ذهنية الأفراد
ولا يستطيعون التمييز أحرمانهم كان عقا
))=))>
هذا غير صحيح 
ولا يفعل مثل ذلك الفعل الا جاهل او ليس في وعيه بل يجب على مثل ذاك المربي هو من يستحق ان يتربى .؟؟ 
لأننا اولا وقبل كل شيء لا نقدم على شيء اونقوم  لنربي به أبنائها حتى  نكون على علم ووعي به إ  ثم نحذرهم عن كل  قبيحة وصالحة ونصحناهم بفعل الأصح منها . يعني ليست التربية عشوائية . بحيث اننا نعم ان إحساس  وشعور الطفل رهيف  لا تتحمل التكليف الثقيل ،بل الا التكليف الخفيف .الذي يتناسب وسنهم وافكارهم وقدرتهم العقلية .
ولابدّ لي ان أوضح ماذا يجب ان يكون الحرمان في التربية السليمة
انا شخصيا أثق بالحرمان كوسيلة من وسائل العقاب ، بل اعتبرها الوسيلة الوحيدة للعقاب التي يجب ان تُتبع في التعامل مع الابناء
انت محروم من  المفضلة لهذا ...السبب......
 أنت محروم من مشاهدة برامجك المفضلة اليوم ...السبب ...
أنت محروم اليوم من أكل الشيكولاتة..الحلوى المفضلة بعد الغداء ..السبب...
انت محروم من النزول الى الحديقة هذا المساء ..ال
أكثر من هذا ..لا يجوز العقاب ..لا كمّا ولا وقتا ....ولا يجوز استعمال الحرمان في صور أخرى ... 
))=))> 
اعتقد ان كل هذا الكم من الحرمان لا يجب ان يكون دفعة واحدة ؟ حيث هذا كله سيجعل الطفل في كآبة وحزن ومن تتربى الكآبة والعياذ بالله.  بل يجب أن تعطى كل تلك الأسماء الرهيبة الا بمقدار وفي وقتها المحدد لها .  يجب ان يكون ذلك التنبيه بطريقة لينة ويلاسة مع الابتسامة لترسم على وجهك ووجه الطفل بشاشة ومن لعبة . حتى يطمأن اليك ابنك .فيتلق .التعليمات بكل رحابة ويعة صدر.ولا يجب ان تكون التعليمات مثل الشرطة القضائية في استجوابها مع المتهم.
 
 مثل بعض السلبيات :
أنت محروم من الخروج من غرفتك لهذا اليوم ..
أنت محروم من الجلوس مع الضيوف اليوم
أنت محروم من استقبال صديقكَ/صديقتكِ هذا النهار
أنت محروم من الخروج معنا هذا المساء ..
انت محروم من الذهاب الى المدرسة !
انت محروم من زيارة جدتك
طرق الحرمان هذه تولد نقصا وفجوة كبيرة في المستقبل... 
))=))> 
مثل هذا المنع لا يعطى اإلا المحكوم عليهم بالسجن ولا يليق أن يكون مشروط على الابناء.

قد نتطرق الى آثار هذا لاحقا ،
أما الآن ، فسأتحدث عن امور أخرى يعتبرها البعض من الايجابيات ولا اعتبرها كذلك
درجت العادة الشعبية على مكافأة الابن عندما ، يحرز المراكز الاولى ، يتفوق ، يعمل عملا له نتائج طيبة
المكافأة
هذا جميل ومحفّز والى آخره
ولكن ماذا عن الوجه الآخر ؟
ما سيحدث ايضا ، ان الابن سيشعر في هذه المكافأة تقديره لذاته وقيمته الشخصية
لا ينكر الكبار ان من يحضر له هدية متوسطة سيختلف شعوره بها عمن يحضر له هدية قيمة مثلا ، مهما كانت حالته المادية
فقد قال المثل قديما : أنا غنية وأحب الهدية
المقصود ان كثيرا من العاقلين الراشدين الكبار ، يشعرون بالهدية تعبيرا عن قيمتهم لدى المُهدي
فماذا عن الابن ..وان تلك الهدية من والديه ؟ اللّذين هما بالنسبة اليه شيء أكبر من الحياة ؟
وعندما نربط قيمته الذاتية ، بالمركز الاول ، او التفوق ..فنحن نقوده الى لا شيء
 وقد كان الافضل ان نقول له مثلا ..ان بذلت جهدا ملحوظا اكبر من الأول سوف تحصل على مكافأة
لأن أسباب التفوق والمراكز الاولى ، اسباب معقدة ، لا ترتبط على وجه الاطلاق بالجهود او بالرغبة وانما اشياء نفسية وذهنية خاصة أخرى
اما ان شجعناه على ( بذل الجهود ) فنحن نريه الطريق الى النجاح والى تحقيق حلم التفوّق
ويحدث أيضا على الناحية الأخرى ..ان بعض الاهالي يبالغون في هذا الامر ..
ومضمون ان حصلت على التفوق ستحصل على مكافأة ، هو انك ان لم تحصل على التفوق سوف تُحرم من المكافأة
وكيف يترجمها الابن : تُحرم من قيمتك الذاتية ،
سيزداد قلق الابن ..بدل ان تزيد جهوده ، وسيقل تركيزه
لأن عقله الآن مشغول ليس بالمكافأة بل ( بقيمته الذاتية ) المرتبطة بهذه المكافأة
انها باختصار نظرية ( كُن أو لا تكون )
يترك الآباء ابناءهم في صراع ليس بعده صراع ..بينما يشعرون في قرارة أنفسهم انهم أدّوا رسالتهم بهاتين الكلمتين 
))=))> ما يتعلق بالهداية والتشجيعات اظن ك ان كل الناس تحب هذا الامر  وكان الحق ان نتعامل به ما ابنائنا ةبناتنا واقاربنا.حتى نعم المحبة والمودة ارجاء الأسرة ليس للطفل فحسب 
 
نحن اذن في زمن اختلف فيه مفهوم المكافأة ، وأصبح مرتبط بمفهوم القيمة الذاتية
لذلك فمن الضروري اعتبار المكافأة شيء يقدم الى الناجحين والفاشلين على حد سواء=" 
))=))>
ذه ليست مفاجأة ، بل هي طريقتي التي جرّبتها كثيرا وأدّت الى ثمار كبيرة
في النهاية يُكرّم الناجحون والفاشلون
يكرّم المتفوقون والمتأخرون
يكرّم المتفوق ..لأنه أدى شيئا مميزا
ويكرّم المتأخر ..لأنه عمل معروفا وأعطى المجال للبعض بالتميز ، فقد أسدى الى هؤلاء خدمة ! 
))=))> 
بما ان المكافأة مرتبطة في اذهان الابناء بالقيمة الذاتية
فنحن بطريقة غير مباشرة نقول : انتم جميعا ذوو قيمة عالية وقدر كبير
وبالتالي يزيد تقدير الذات لدى الجميع ..وسيقل مستوى القلق في محاولة تحقيق الذات
وهذا سيؤدي بمعظم الناس الى النجاح ما دام تقديرهم لذاتهم بخير وان فشلوا الآن ..حتما سينجحون فيما بعد ، فقط نعطي الوقت وقتا وسنرى النتائج ، 
  ))=))>

اما من تنهار قيمته الذاتية شيئا فشيئا ..فهو لا شك سيفشل .. وسيقوده الفشل الى فشل آخر
طالما اعتبر هذا الفشل تأكيدا ملموسا على تدني قيمته الذاتية .... 
))=))>
-----------------
من الضروري التركيز حتى لا تُخلط المفاهيم كالعادة
أنني أتحدث عن ( الأداء الدراسي للطلبة )
ولا أتحدث عن مفاهيم الحياة العامة مثل مكافأة الصادق ومعاقبة الكاذب مع تحديد السبب للثواب والعقاب
هذا أمر آخر ويستحسن ان نعرف ان لكل شيء طريقته واسلوبه المميزان وان لا شيء يشبه الآخر والقاعدة العامة على وجه الاطلاق لا تخدم كثيرا في أساليب التربية والتعليم معا
فللتربية اسلوب ..وللتعليم اسلوب آخر  
 ))=))>

ولهذا الموضوع مناسبة حزينة ، تتعلق بطالب الثانوية الذي قتل والده ووالدته وعمه وعمته واخوته
والسبب ان الجميع يطلبون منه ان : يذهب ويدرس ، ولماذا لا تذاكر وغير ذلك من الاقاويل التي تنزل كالمطارق على جمجمته وتسبب له ضغطا عصبيا لم يحسن ان يسيطر عليه . 
))=))>
كثير من الجرائم حدثت بواسطة طلبة ثانوية تجاه اهاليهم بسبب العدوانية والشراسة في التعامل مع الطالب في فترة دراسته في السنة النهائية
وللأسف كثير من الاهالي لا يأبهون الى اداء ابنهم الدراسي طوال الاعوام السابقة ثم ينهالون عليه طرقا في آخر سنة دراسية بعد ان تشكل اسلوبه في الفهم والدراسة واصبح من الصعب ان نقوم بعملية حشو الصندوق في انبوبة اسمنت مسلح ! 
))=))> 
ذن اياكم من عبارة : اذهب وذاكر ...
بل اجلس الى جانب ابنك وساعده كيف يذاكر ، ودعك من اسلوب العصبية والتوتر والكشرة والجدية في تلك الاوقات
فهذه ليست نهاية العالم .. والمشكلة ان الكل يعرف انه ما من ثمة شيء يعتبر نهاية العالم الا نهاية العالم . 
 ))=))> 
البعض حقا يكونون على وشك ان تخرج لهم انياب ومخالب ليفتكوا بالطالب المسكين الذي لم يحسن فهم الدروس
سأل احد الاصدقاء صديقه ..هل انتهيت من مذاكرة دروسك؟
وعلى الناحية الأخرى
نحن نحرم ابناءنا اشياء كثيرة باستطاعتنا توفيرها لهم بحجة ان نعلمهم الرضا والقناعة
وبحجة عدم تعليمهم الجشع والانانية
ان الأشياء لا تعلم الاطفال شيء ، فهي أشياء جامدة لا حياة فيها
وانما طريقة تعاملنا مع هذه الاشياء المقدمة اليهم هو ما يعلمهم كافة الصفات
فلنحرص على طريقتنا نحن لأننا نقدمها الى الابناء مع الاشياء
من الضروري ان نمنح ابناءنا كل ما نقدر عليه ..وعدم الاكتراث بأي حجة كانت
ان تعلم ابنك الخصوصية ..ليس معناه ان تمنعه من تقديم الاشياء للغير
ان تعلم ابنك عدم الانانية ..لا يعني ان تمنعه من الاحتفاظ بما يخصه
ان تعلم ابنك عدم الجشع هو ليس ان تعطيه تفاحة واحدة بدل اثنتين
بل ان تعطيه تفاحتين ..وتقول له : هاتان لك ، واحدة منهما امنحها لمن تشاء !
فلكل فكرة ومفهوم اسلوب تربية ..وآخر للتعليم
من الضروري ان نمنح الابناء ..آخر درجات العاطفة والعطاء
وكل ما نقدر ان نقدمه لهم وما يرضي خيالهم
وبالمناسبة .. البعض يدعون ان الاطفال خيالهم واسع
نعم هذا صحيح ، خيالهم واسع ولكن ضمن البيئة والمحيط الذي يعيشونه
من النادر ان يحلم ابنا يعيش في مناطق متوسطة مع اقران من نفس الحالة المادية والاجتماعية
بما يحلم به ابناء المناطق المرفهة مقارنة مع اقرانهم
ولذلك فمعظم الآباء قادرون على تحقيق احلام ابنائهم
ان هذا امر ضروري للتربية والتعليم
فسيتعلم الطفل انه قادر على تحقيق احلامه مهما كانت في المستقبل ولا يجد شيئا مستحيلا
وسيتعلم امرا مهما آخرا .. ان قيمته الذاتية وايمانه بنفسه وبمركزه وقدره في هذه الحياة له وجود
ما دام أهله يقدّرون أحلامه ويحققون له جزءا كبيرا منها
وستزداد في المستقبل توقعاته عن نفسه
فهو يستحق الحلم ويستحق تحقيقه
يستحق الأفضل وليس الأقل
حان الوقت لنسف نظرية الحرمان وتغيير أساليب التربية وابتكار اساليب جديدة للتعليم 
))=))>

والا سننتهي بعالم مليء بالمجرمين تحت سن الثامنة عشر
سنكون نحن من صنعهم
فرفقا بهذه الأمانة التي نحملها في اعناقنا
وليكن شعارنا في التربية والتعليم ..تأكيد وجودهم وأهميتهم ومكانتهم
كانوا ما كانوا
))=))>
نظرا لضيق الوقت، للحديث بقية إن شاء الله تعالى



0📊0👍0👏0👌0👫
jamilad
  • المشاركات: 820
    نقاط التميز: 646
عضوة نشطة
jamilad
عضوة نشطة
المشاركات: 820
نقاط التميز: 646
معدل المشاركات يوميا: 1.1
الأيام منذ الإنضمام: 772
  • 09:53 - 2023/09/23
السلام عليكم
تعلم في الصغر وعلم ابنك في الصغر، علمه الدين، علمه الأخلاق، علمه الصدق، علمه الأسوة الحسنة، التعليم ليس بكثرة الكلام، والتربية ليست بإصدار الأوامر، التربية قدوة، أن يرى فيك الأسوة الحسنة، قد تقول لابنك: لا تدخن، ولكنه يراك تدخن وتسرف في التدخين، فهو يريد أن يقلدك ولو من وراءك ولو بدون أن تراه، القدوة هي المؤثر، لسان الحال أفصح من لسان المقال، علِّم أولادك، مُرهم بالخيرات رغبهم فيها كافئهم على هذا، حاول أن تجعل من ابنك إنساناً فاضلاً، هذه مسؤولية الأب والأم قبل غيرهم، صحيح أنه في عصرنا لم يعد الأب ولا الأم وحدهما هما المؤثرين في الطفل
، دخلت هناك أشياء كثيرة مؤثرة ولعلها أشد تأثيراً، التلفزيون والإذاعة والصحافة والشارع، والتقاليد الصارمة كلها تؤثر، ولكن الأسرة هي المحضن الأول،
الأسرة هي المعلم الأول فينبغي أن تهتم الأسرة، الأب والأم كما قال شاعر النيل:الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق

شكرا للموضوع المفيد للجميع
0📊0👍0👏0👌0👫
قوس الرماية

  • المشاركات:
    32264
مشرف القصص القصيرة
مرشد توجيهي
مناقش أسري
مشرف سابق
قوس الرماية

مشرف القصص القصيرة
مرشد توجيهي
مناقش أسري
مشرف سابق
المشاركات: 32264
معدل المشاركات يوميا: 4.7
الأيام منذ الإنضمام: 6898
  • 12:44 - 2023/09/23
   والأب استاذ إذا أعددته اعددت شعبا متعلما قويا يكون على وفاق وإتفاق.
0📊0👍0👏0👌0👫
MVHMOUD

  • المشاركات:
    156362
مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
MVHMOUD

مشرف تقنيات كرة القدم
مشرف أصدقاء كووورة
المشاركات: 156362
معدل المشاركات يوميا: 155.3
الأيام منذ الإنضمام: 1007
  • 03:43 - 2023/12/04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات رائعة وموضوع مميز وابداع التي قدمتها لنا
وتسلم الايادي التي ابدعت في هذا المشاركة
اتمنى لك التوفيق ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
0📊0👍0👏0👌0👫
nino2005

  • المشاركات: 479806
    نقاط التميز: 577782
مشرف سابق
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة كويتية
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة آسيوية
أفضل عضو لشهر الماضي بمنتدى الشبكات الترفيهية
أفضل عضو للشهر المنقضي بكووورة عمانية
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة بحرينية
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة يمنية
nino2005

مشرف سابق
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة كويتية
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة آسيوية
أفضل عضو لشهر الماضي بمنتدى الشبكات الترفيهية
أفضل عضو للشهر المنقضي بكووورة عمانية
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة بحرينية
أفضل عضو للشهر المنقضي بكوورة يمنية
المشاركات: 479806
نقاط التميز: 577782
معدل المشاركات يوميا: 64.8
الأيام منذ الإنضمام: 7399
  • 04:39 - 2023/12/30

 

 

السلام عليكـــــــــــــــــم ورحمــــــــة الله وبركـــــــــــاته


بارك الله فيك على الموضوع المميز و المعلومات القيمة
شكرًا لك على مجهودك الكبير في اعداد الموضــــــــوع
0📊0👍0👏0👌0👫
djamilarook

  • المشاركات: 31191
    نقاط التميز: 62824
أفضل عضوة لهذا الشهر في منتدى المرأة المسلمة
djamilarook

أفضل عضوة لهذا الشهر في منتدى المرأة المسلمة
المشاركات: 31191
نقاط التميز: 62824
معدل المشاركات يوميا: 6.5
الأيام منذ الإنضمام: 4819
  • 17:07 - 2024/01/03

السلام عليكم

شكرا للردود القيمة و النقاشية منها ممتازة

بارك الله فيكم ان شاء الله تعم الفائدة للجميع

تحية خالصة لكم

0📊0👍0👏0👌0👫
قوس الرماية

  • المشاركات:
    32264
مشرف القصص القصيرة
مرشد توجيهي
مناقش أسري
مشرف سابق
قوس الرماية

مشرف القصص القصيرة
مرشد توجيهي
مناقش أسري
مشرف سابق
المشاركات: 32264
معدل المشاركات يوميا: 4.7
الأيام منذ الإنضمام: 6898
  • 00:56 - 2024/01/04
إقتباس لمشاركة:  قوس الرماية 18:04 - 2023/09/22  

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  ))=))> 
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله وحده نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين...
))=))>
الصلاة والسلام عليك يا نبي الله وعلى آلك وحبك وسلم .
-----------------
 أساليب للتربية ..وأخرى للتعليم

))=))>
التربية هي نفسها مندمجة مع التعليم نفسهم . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :علموا ابنائكم التجارة ولا تعلمهم الإجارة .. ومن هنا جائت في صيغة الكلام عن التربية .والله اعلم ...
فنحن لا نستطيع التركيز على مفهوم معين وعندما نأخذ المفهوم نربطه بعدة مفاهيم مختلفة
تؤدي جميعها الى نفس المغزى ..الى حيث لا نعرف أين نحن
عندما نعلّم ونتعلم " الرضا "
نربط هذا المفهوم بمفاهيم عدة وينشأ الفرد غير مدرك لقيمته الحقيقية وغير قابل للتمحور والتطور
أعتقد جزما أن مشكلتنا تتعلّق بالمفاهيم
 
وعندها ربطنا بين " الرضا " و" الحرمان " واعتبرنا الحرمان هو الوسيلة المؤدية الى فضيلة الرضا
أقول هذا لأني أرى الوسيلة الصحيحة كما يعتقدها ويعتمدها جمع كبير من البشر في سبيل تعليم ابنائهم الرضا والقبول ، هو الحرمان .
))=))>
ربما لا اعتقد ذلك ؟
من حيث نحن لا نقدم الا على ما نعلم . وأما ما لا نعلم فنحن فيه مسيرون .حيث ان الانسان مسير فيما لا يعلم ومخير فيما يعلم .
اما  ما يتعلق بالحرمان
فهذا نوع من النهي عن المحرمات وتجنيب الابناء الشبوهات ،
ولا نريهم ونربيهم عليه الا ما ينفعهم في الدنيا وفي الآخرة .
ولا نحملهم اكبر مما تتحمله طاقاتهم  .
الحرمان ليس الاّ وسيلة للعقاب ...وليس وسيلة لتعلّم اي شيء آخر
اما نحن فنستعمل الحرمان تارة للعقاب وتارة اخرى لتعليم بعض الفضائل ، فينشأ الازدواج الاجباري في ذهنية الأفراد
ولا يستطيعون التمييز أحرمانهم كان عقا
))=))>
هذا غير صحيح 
ولا يفعل مثل ذلك الفعل الا جاهل او ليس في وعيه بل يجب على مثل ذاك المربي هو من يستحق ان يتربى .؟؟ 
لأننا اولا وقبل كل شيء لا نقدم على شيء اونقوم  لنربي به أبنائها حتى  نكون على علم ووعي به إ  ثم نحذرهم عن كل  قبيحة وصالحة ونصحناهم بفعل الأصح منها . يعني ليست التربية عشوائية . بحيث اننا نعم ان إحساس  وشعور الطفل رهيف  لا تتحمل التكليف الثقيل ،بل الا التكليف الخفيف .الذي يتناسب وسنهم وافكارهم وقدرتهم العقلية .
ولابدّ لي ان أوضح ماذا يجب ان يكون الحرمان في التربية السليمة
انا شخصيا أثق بالحرمان كوسيلة من وسائل العقاب ، بل اعتبرها الوسيلة الوحيدة للعقاب التي يجب ان تُتبع في التعامل مع الابناء
انت محروم من  المفضلة لهذا ...السبب......
 أنت محروم من مشاهدة برامجك المفضلة اليوم ...السبب ...
أنت محروم اليوم من أكل الشيكولاتة..الحلوى المفضلة بعد الغداء ..السبب...
انت محروم من النزول الى الحديقة هذا المساء ..ال
أكثر من هذا ..لا يجوز العقاب ..لا كمّا ولا وقتا ....ولا يجوز استعمال الحرمان في صور أخرى ... 
))=))> 
اعتقد ان كل هذا الكم من الحرمان لا يجب ان يكون دفعة واحدة ؟ حيث هذا كله سيجعل الطفل في كآبة وحزن ومن تتربى الكآبة والعياذ بالله.  بل يجب أن تعطى كل تلك الأسماء الرهيبة الا بمقدار وفي وقتها المحدد لها .  يجب ان يكون ذلك التنبيه بطريقة لينة ويلاسة مع الابتسامة لترسم على وجهك ووجه الطفل بشاشة ومن لعبة . حتى يطمأن اليك ابنك .فيتلق .التعليمات بكل رحابة ويعة صدر.ولا يجب ان تكون التعليمات مثل الشرطة القضائية في استجوابها مع المتهم.
 
 مثل بعض السلبيات :
أنت محروم من الخروج من غرفتك لهذا اليوم ..
أنت محروم من الجلوس مع الضيوف اليوم
أنت محروم من استقبال صديقكَ/صديقتكِ هذا النهار
أنت محروم من الخروج معنا هذا المساء ..
انت محروم من الذهاب الى المدرسة !
انت محروم من زيارة جدتك
طرق الحرمان هذه تولد نقصا وفجوة كبيرة في المستقبل... 
))=))> 
مثل هذا المنع لا يعطى اإلا للمحكوم عليهم بالسجن ولا يليق أن يكون مشروط على الابناء.

قد نتطرق الى آثار هذا لاحقا ،
أما الآن ، فسأتحدث عن امور أخرى يعتبرها البعض من الايجابيات ولا اعتبرها كذلك
درجت العادة الشعبية على مكافأة الابن عندما ، يحرز المراكز الاولى ، يتفوق ، يعمل عملا له نتائج طيبة
المكافأة
هذا جميل ومحفّز والى آخره
))=))>
من الأحسن أن تكون المكافئة من الابوين للطفل او الطفلة الا بشيء قليل من اللباس ..وبعض مما تيسىر من المال قدر الحاجة.  والفرح والابتهاج والتقدير  والتشجيع بالمحبة والعطف والحنان للإبن او للابنة. فهذا قد يكفيه سرورا  وافتخارا  به ليتباهى به امام أقرانه. اما الاغنياء فهؤلاء لهم تعاملات اخرى مع ابنائهم وبناتهم تفوق ابناء الفقراء بكثير ومع كل ذلك قد تجد البعض منهم غير راض على الوضع .

ولكن ماذا عن الوجه الآخر ؟
ما سيحدث ايضا ، ان الابن سيشعر في هذه المكافأة تقديره لذاته وقيمته الشخصية
لا ينكر الكبار ان من يحضر له هدية متوسطة سيختلف شعوره بها عمن يحضر له هدية قيمة مثلا ، مهما كانت حالته المادية
فقد قال المثل قديما : أنا غنية وأحب الهدية
المقصود ان كثيرا من العاقلين الراشدين الكبار ، يشعرون بالهدية تعبيرا عن قيمتهم لدى المُهدي
فماذا عن الابن ..وان تلك الهدية من والديه ؟ اللّذين هما بالنسبة اليه شيء أكبر من الحياة ؟
وعندما نربط قيمته الذاتية ، بالمركز الاول ، او التفوق ..فنحن نقوده الى لا شيء
 وقد كان الافضل ان نقول له مثلا ..ان بذلت جهدا ملحوظا اكبر من الأول سوف تحصل على مكافأة
))=))> 
لا يمكن ان لا يقولا الآباء لآبنائهم كلمة جميلة ووعد احسن مما يتوقعه الطفلة لمي يضاعف من مجهودي ه  ..
 
لأن أسباب التفوق والمراكز الاولى ، اسباب معقدة ، لا ترتبط على وجه الاطلاق بالجهود او بالرغبة وانما اشياء نفسية وذهنية خاصة أخرى 
   
))=))> 
كل ذلك ه. يحدث من موهبة الله سبحانه الى البعض من الابناء او البنات، هنا الفرق في ذلك .بحيث لا يمكن لأي إنسان قد سبق له أن قام لصناعة عقله بنفسه ابدا .بل موهبة من الله ورزق.
ما ان شجعناه على ( بذل الجهود ) فنحن نريه الطريق الى النجاح والى تحقيق حلم التفوّق
ويحدث أيضا على الناحية الأخرى ..ان بعض الاهالي يبالغون في هذا الامر ..
ومضمون ان حصلت على التفوق ستحصل على مكافأة ، هو انك ان لم تحصل على التفوق سوف تُحرم من المكافأة
وكيف يترجمها الابن : تُحرم من قيمتك الذاتية ، 
))=))> 
العاملون لا يشائمون بالشؤم على ابنائهم ولا على انفسهم بل يتفائلوا خيرا.  كما قال الله .سبحانه(أحسن كما احسن الله اليم)..ويقول : (وقولوا للناس حسنا)
سيزداد قلق الابن ..بدل ان تزيد جهوده ، وسيقل تركيزه
لأن عقله الآن مشغول ليس بالمكافأة بل ( بقيمته الذاتية ) المرتبطة بهذه المكافأة
انها باختصار نظرية ( كُن أو لا تكون )
يترك الآباء ابناءهم في صراع ليس بعده صراع ..بينما يشعرون في قرارة أنفسهم انهم أدّوا رسالتهم بهاتين الكلمتين 
))=))> 
ما يتعلق بالهدية  والتشجيعات اظن على أن كل الناس تحب هذا الامر  كأن  تتعامل به مع ابنائها وبناتها واقاربنا.حتى تعم المحبة والمودة  كافة ارجاءالأسرة ليس للطفل فحسب. 
نحن اذن في زمن اختلف فيه مفهوم المكافأة ، وأصبح مرتبط بمفهوم القيمة الذاتية
لذلك فمن الضروري اعتبار المكافأة شيء يقدم الى الناجحين والفاشلين على حد سواء=" 
))=))>
ذه ليست مفاجأة ، بل هي طريقتي التي جرّبتها كثيرا وأدّت الى ثمار كبيرة
في النهاية يُكرّم الناجحون والفاشلون
يكرّم المتفوقون والمتأخرون
يكرّم المتفوق ..لأنه أدى شيئا مميزا
ويكرّم المتأخر ..لأنه عمل معروفا وأعطى المجال للبعض بالتميز ، فقد أسدى الى هؤلاء خدمة ! 
))=))> 
بما ان المكافأة مرتبطة في اذهان الابناء بالقيمة الذاتية
فنحن بطريقة غير مباشرة نقول : انتم جميعا ذوو قيمة عالية وقدر كبير
وبالتالي يزيد تقدير الذات لدى الجميع ..وسيقل مستوى القلق في محاولة تحقيق الذات

وهذا سيؤدي بمعظم الناس الى النجاح ما دام تقديرهم لذاتهم بخير وان فشلوا الآن ..حتما سينجحون فيما بعد ، فقط نعطي الوقت وقتا وسنرى النتائج ، 
  ))=))>

اما من تنهار قيمته الذاتية شيئا فشيئا ..فهو لا شك سيفشل .. وسيقوده الفشل الى فشل آخر
طالما اعتبر هذا الفشل تأكيدا ملموسا على تدني قيمته الذاتية .... 
))=))>
بالتاكيد كلام منطقي ويجب ان يعتنى .به
-----------------
من الضروري التركيز حتى لا تُخلط المفاهيم كالعادة
أنني أتحدث عن ( الأداء الدراسي للطلبة )
ولا أتحدث عن مفاهيم الحياة العامة مثل مكافأة الصادق ومعاقبة الكاذب مع تحديد السبب للثواب والعقاب
هذا أمر آخر ويستحسن ان نعرف ان لكل شيء طريقته واسلوبه المميزان وان لا شيء يشبه الآخر والقاعدة العامة على وجه الاطلاق لا تخدم كثيرا في أساليب التربية والتعليم معا
فللتربية اسلوب ..وللتعليم اسلوب آخر  
 ))=))>
احيانا نحن نقول: المتربي من عند ربي ..

ولهذا الموضوع مناسبة حزينة ، تتعلق بطالب الثانوية الذي قتل والده ووالدته وعمه وعمته واخوته
والسبب ان الجميع يطلبون منه ان : يذهب ويدرس ، ولماذا لا تذاكر وغير ذلك من الاقاويل التي تنزل كالمطارق على جمجمته وتسبب له ضغطا عصبيا لم يحسن ان يسيطر عليه . 
))=))>
كل شيء يقبل الرحمة والشفقة والتسامح.
كثير من الجرائم حدثت بواسطة طلبة ثانوية تجاه اهاليهم بسبب العدوانية والشراسة في التعامل مع الطالب في فترة دراسته في السنة النهائية
وللأسف كثير من الاهالي لا يأبهون الى اداء ابنهم الدراسي طوال الاعوام السابقة ثم ينهالون عليه طرقا في آخر سنة دراسية بعد ان تشكل اسلوبه في الفهم والدراسة واصبح من الصعب ان نقوم بعملية حشو الصندوق في انبوبة اسمنت مسلح ! 
))=))> 
ذن اياكم من عبارة : اذهب وذاكر ...
بل اجلس الى جانب ابنك وساعده كيف يذاكر ، ودعك من اسلوب العصبية والتوتر والكشرة والجدية في تلك الاوقات
فهذه ليست نهاية العالم .. والمشكلة ان الكل يعرف انه ما من ثمة شيء يعتبر نهاية العالم الا نهاية العالم . 
 ))=))> 
البعض حقا يكونون على وشك ان تخرج لهم انياب ومخالب ليفتكوا بالطالب المسكين الذي لم يحسن فهم الدروس
سأل احد الاصدقاء صديقه ..هل انتهيت من مذاكرة دروسك؟
وعلى الناحية الأخرى
نحن نحرم ابناءنا اشياء كثيرة باستطاعتنا توفيرها لهم بحجة ان نعلمهم الرضا والقناعة
وبحجة عدم تعليمهم الجشع والانانية
ان الأشياء لا تعلم الاطفال شيء ، فهي أشياء جامدة لا حياة فيها
وانما طريقة تعاملنا مع هذه الاشياء المقدمة اليهم هو ما يعلمهم كافة الصفات
فلنحرص على طريقتنا نحن لأننا نقدمها الى الابناء مع الاشياء
من الضروري ان نمنح ابناءنا كل ما نقدر عليه ..وعدم الاكتراث بأي حجة كانت
ان تعلم ابنك الخصوصية ..ليس معناه ان تمنعه من تقديم الاشياء للغير
ان تعلم ابنك عدم الانانية ..لا يعني ان تمنعه من الاحتفاظ بما يخصه
ان تعلم ابنك عدم الجشع هو ليس ان تعطيه تفاحة واحدة بدل اثنتين
بل ان تعطيه تفاحتين ..وتقول له : هاتان لك ، واحدة منهما امنحها لمن تشاء !
فلكل فكرة ومفهوم اسلوب تربية ..وآخر للتعليم
من الضروري ان نمنح الابناء ..آخر درجات العاطفة والعطاء
وكل ما نقدر ان نقدمه لهم وما يرضي خيالهم
وبالمناسبة .. البعض يدعون ان الاطفال خيالهم واسع
نعم هذا صحيح ، خيالهم واسع ولكن ضمن البيئة والمحيط الذي يعيشونه
من النادر ان يحلم ابنا يعيش في مناطق متوسطة مع اقران من نفس الحالة المادية والاجتماعية
بما يحلم به ابناء المناطق المرفهة مقارنة مع اقرانهم
ولذلك فمعظم الآباء قادرون على تحقيق احلام ابنائهم
ان هذا امر ضروري للتربية والتعليم
فسيتعلم الطفل انه قادر على تحقيق احلامه مهما كانت في المستقبل ولا يجد شيئا مستحيلا
وسيتعلم امرا مهما آخرا .. ان قيمته الذاتية وايمانه بنفسه وبمركزه وقدره في هذه الحياة له وجود
ما دام أهله يقدّرون أحلامه ويحققون له جزءا كبيرا منها
وستزداد في المستقبل توقعاته عن نفسه
فهو يستحق الحلم ويستحق تحقيقه
يستحق الأفضل وليس الأقل
حان الوقت لنسف نظرية الحرمان وتغيير أساليب التربية وابتكار اساليب جديدة للتعليم 
))=))>

والا سننتهي بعالم مليء بالمجرمين تحت سن الثامنة عشر
سنكون نحن من صنعهم
فرفقا بهذه الأمانة التي نحملها في اعناقنا
وليكن شعارنا في التربية والتعليم ..تأكيد وجودهم وأهميتهم ومكانتهم
كانوا ما كانوا
))=))>
نظرا لضيق الوقت، للحديث بقية إن شاء الله تعالى





0📊0👍0👏0👌0👫
ES SENIA SAT

  • المشاركات: 30752
    نقاط التميز: 35248
عضو أساسي
ES SENIA SAT

عضو أساسي
المشاركات: 30752
نقاط التميز: 35248
معدل المشاركات يوميا: 4.6
الأيام منذ الإنضمام: 6639
  • 14:36 - 2024/01/05
بارك الله فيك
0📊0👍0👏0👌0👫
شوشع الراقية
- عضوية مقفولة -
شوشع الراقية
- عضوية مقفولة -
  • 16:22 - 2024/02/03
الحمد لله على نعمة الاسلام
0📊0👍0👏0👌0👫

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 أساليب للتربية ..وأخرى للتعليمبداية
الصفحة