الفصل الثالث

كانت ذكرياتي الأولى في منزل واقع بمنطقة كينت تحيط به حديقة كنت أعيش فيه
مع أمي وجدتي
نادتني جدتي : - أين أنت يا أنطوانيت ؟
أرتمي في حضنها وأقول لها : - أنا هنا جدتي حبيبتي
جدتي : أين كنت ؟
أنطوانيت : كنت ألعب في الحديقة ، إنني أشم منك رائحة عطر جميلة ومميزة
- حقا ما أروعك ما رائحتها ؟
- رائحة ممزوجة بالبودرة والزنبق
- أحسنت صغيرتي
- سيظل هذا العطر مرتبطا بك بذاكرتي
احتضنتني وقبلتني ، كانت تحبني كثيرا
كنا نذرع شارع تانتيردون الكبير حين يكون الجو مشمسا وقد كنت
أستعد لهذه الجولات استعدادا
كانت تقول لي أمي : - ارتدي فستانك الجديد الجميل
- امشطي لي أمي
- حسنا صغيرتي تعالي
كانت أمي تغسل يدي ووجهي وتمشط شعري
- ماذا ستختارين يا أمي للنزهة
- حذاء وحقيبة يد بسيطة
- رائع أمي أريد أن أكون جميلة مثلك عندما أكبر
- ستكونين أجمل مني يا أنطوانيت
وضعت أمي أحمر الشفاه ، وشيئا من البودرة على أنفها ثم غادرنا البيت .
دلتنا نادلة تلبس رداء بالأبيض والأسود على مائدتنا
فقالت جدتي : - ماذا سنأكل لأفكر أنا من سأختار
ابتسمت لها أمي وفي الأخير اختارت
- سنختار كعكات بالمربى والقشدة ، تتبعها حلويات مكسوة بطبقة من السكر
الوردي والأصفر .
أمي : - تم يقدم عصير فواكه لأنطوانيت ولك وأنا سأختار الشاي
كانت أمي بفستانها ذي الياقة المستقيمة ورأسها العاري تتحدث بلطف إلى جدتي
التي كانت تعتم بقبعة مهما كان الجو .
- أمي أترين النساء كلهن بقبعات من القش أو التوكة
- نعم كلهن جميلات وناعمات
تأتين النساء لتحيينا باسمات وتعلقن بأنني كبرت أو تتحدثن عن الجو ذلك اليوم
وهو موضوع كان يبذو لي ذا أهمية كبرى .
في اليوم التالي قالت أمي : - سوف نزور صديقتي إنها صديقة قديمة تعود صحبتي
لها إلى أيام الدراسة
قلت باسمة : - هل ستحضر الحلوى بنفسها
- نعم صغيرتي أنطوانيت
- أنا سعيدة جدا
تدق جدتي على الباب الأسود فتهب مدام تريفت تفتحه وهي ترتدي وزرتها العريضة
ابتسمت لي وقالت : - تعالي يا أنطوانيت للمطبخ لتتعلمي وتأكلي
كانت تعلق أشرطة عريضة من الخليط الأبيض والأسود على معقف قرب الباب ،
فتضغطها وتمددها إلى أن يتضاعف إلى مستطيلات صغيرة قبل أن تقوم بلفها
فتضحك وتقول لي : - انظري إلى نفسك كم تبدين جميلة ووجنتيك مطليتين بالخليط
فأحجب النظر بكلتى يدي وأقول : - لا كفى ..
فتغازلني : - لا داعي للدلال يا أنطوانيت نحن فقط نضحك
فأسألها ببراءة : - مما تصنع الفتيات الصغيرات يا مدام تريفيت
لم أمل الجواب قط : - كل مرة أقولها لك وأجيبك نفس الجواب يا أنطوانيت
من السكر والتوابل بالطبع ، ومن كل الأشياء الطيبة
كنت أنفجر ضاحكة ، فتجازيني بقطعة أخرى من الحلوى .
في بعض الأيام كانت أمي تحدثني عن الألعاب التي كانت تلعبها في طفولتها
- كانت البنات تلبسن العرائس
- وماذا أيضا يا أمي ؟
- وكن يضعن العجين من الرمل بواسطة سطل ومجرفة صغيرين ، لكن لعبتي المفضلة
هي شرب الشاي .
وأنا أيضا كنت أحب شرب الشاي في كؤوس الدمى الفارغة لم تكن أمي تملك
الكثير من الوقت للعب معي .
- أمي تعالي إلعبي معي
- إلعبي وحدك سأختار لك تنورة جميلة مع ثوب قطني أبيض
ومن ثم نخرج للنزهة
- وإلى أين سنذهب للنزهة
- إلى المصور لكي يلتقط لك صورة تذكارية
ظهرت فيها وأنا أرتدي ثوبا قطنيا مطرزا بالأبيض وقد وضعت ساقي
الصغيرين الممتلئتين الواحد فوق الآخر ، وبدوت مدللة بابتسامة فخر
وثقة وقد كنت أشعر فعلا بأنني كذلك .
يتبع ...
صغت رواية لا تخبري ماما للكاتبة توني ما غواير على شكل سيناريو
فلة ✿~