الأشعاع و النار radiation and fire :
يوجد نوعان من العوامل الغير حية ذات أهمية واضحة و هما الأشعاع المؤين و النار و يعتبر كل منهما من الظواهر الطبيعية كما ان كلا منهما يتأثر بالنشاط الأنساني و سوف نتناول كل منهم بنبذة بسيطة في السطور التالية .
الأشعاع المؤين Ionizing radiation
تتعرض الكائنات و الأنظمة البيئية منذ و جودها و نشأتها الى مستوى منخفض من الأشعاعات المؤينة مصدرها الأشعة الكونية و العناصر ذات النشاط الأشعاعي الموجودة في قشرة الأرض ( مثل اليورانيوم و الراديوم ) و كذلك الأنبعاثات الصادرة عن مواد معينة نشطة أشعاعيا أو النظائر النووية المشعة مثل الكربون 14 المشع و الأشعاع المؤين عبارة عن طاقة عالية جدا لها القدرة على أزالة الألكترونات من الذرات و أضافتها لذرات أخرى بينما المصادر الطبيعية للأشعاع المؤين أو الأرضية الأشعاعية تعتبر ثابتة نسبيا لفترات طويلة نتج عنها توافق و تلائم قدر من الكائنات و الأنظمة البيئية معها كما أن الأنشطة الأنسانية أدت الى مضاعفة كمية التعرض و تأتي تلك المضاعفة من الأستخدام الطبي لأشعة إكس في مجالات الكشف و العلاج بالأضافة الى ادخال النظائر المشعة لبناء المواد نفسها حيث نجد الأسمدة الفوسفاتية و المنتجات الأستهلاكية مثل أجهزة التلفزيون و أجهزة الكشف عن الدخان و الأسلحة النووية و التسرب الأشعاعي من المفاعلات النووية .
تشمل الأشعاعات المؤينة الأساسية اشعاعات الفا ، بيتا ، جاما و أشعة الفا و بيتا عبارة عن جسيمات كروية بمعنى انها تتكون من تيارات أو سيالات من الجسيمات الذرية و أما اشعة الفا فهي من الناحية الفعلية عبارة عن أجزاء من ذرة الهيليوم تنتقل بضعة سنتيمترات قليلة في الهواء و يمكن حجزها و أيقافها بشيء مثل أي ورقة رقيقة و لكن التعرض لها يعني التعرض لجرعة أشعاعية و أما أشعة بيتا فهي الكترونيات عالية السرعة تنتقل لمسافة متر واحد في الهواء و لعدة سنتيمترات في الأنسجة العضوية . أما أشعة جاما فهي موجات كهرو مغناطيسية ذات طول موجي أقصر من الضوء و لها القدرة على الأنتقال لمسافات كبيرة كما أن قدرتها على الأختراق عالية و تستطيع إحداث حالة من التأين في كل الأنسجة التي تخترقها . بالأضافة للأشعة المؤينة نجد أن النيترونات تستطيع حفز النشاط الأشعاعي في المواد الغير مشعة و تحدث تلك الظاهرة كنتيجة للأنفجارات الذرية . و كذلك في المفاعلات النووية ، كما نجد أن أشعة X مشابهة لأشعة جاما و يمكن الحصول عليها من ماكينة أشعة X . أما الأشعة الكونية فهي تتكون من كلا النوعين أي من الأشعاع الجسيمي الكروي و والموجات الكهرومغناطيسية و نجد انه تحت بعض الظروف فإن كل نوع من هذه الأشعاعات له صدمة بيئية ( و مثال ذلك ، الأشعاعات الكونية تنتقل في الفضاء و في ارتفاعات عالية عن الأرض ) و كذلك التعرض للصخور الجرانيتية التي تحتوي على مستويات عالية من النظائر المشعة .