| .
" أدلاين " امرأة تتعرَّض لحادث مميت، ولكنّها تنجو، وبتأثير قوة خارقة، تتوقّف عن التقدم في العمر،
فتعيش مئة سنة متوقِّفةً في عمر التاسعة والعشرين، ومن تحبُّهم يكبرون ويرحلون، وهي باقية تعاصر الأجيال،
حتَّى أنها أنجبت بنتا فاقتها عمرا، وعجزت، وهي لم تزل في شبابها.
كانت حياتها مملة متكرِّرة، حتى تعرضّت لحادث مميت آخر فأصابها مثلُ ما أصابها في المرة الأولى،
وعادت خلاياها لطبيعتها، وأخذت الحياة مجراها، تتقدَّم في السن كما يتقدَّم البشر،
ولم تعلم بذلك حتى رأت ذات ليلة أوّل شعرة بيضاء في رأسها.
رأيتُ في المرآة شعرة بيضاء في مُقدَّم رأسي، وأنا التي ظهرت لي غيرُها في أوسطه منذ عشر سنوات،
غير أن هذه الشعرة كانت مميّزة حتَّى سمّيتها " شَيبة الثَّلاثين "،
ثمَّ تذكرت بطلة القصة، وتعاسة أن يعيش الواحد فينا بدون أن يستمتع بعمره.
لقد عشتُ دهرا قبل هذا أشعر أنني متوقفة في عمر ما، حتى أنّي ألقى المرأة تقاربني سنا، فلا أميِّز هل تكبرني أم أكبرها.
وجلست وقتا طويلًا لا أعلم أين توقّفت في النمو، وأين ضيّعتُني، حتى أخذت أتذكر آخر مرة كنت فيها أنا،
فاكتشفت أنها كانت في عمر الثامنة عشر، حيث كان رحيل أبي وقتها في رتبة الحادث الذي تعرّضت له " أدلاين "،
والذي تسبب لي في توقف عجلة الحياة، حيث تهتُ عنّي، ولبثتُ أتخبط بين الأشياء أريدها ولا أريدها،
أختار الشيء، ثمَّ أتراجع فأبحث عن نقيضه، أتنقّل بين القرارات العشوائية،
وآخذ حياتي على محمل الاستهتار، وأعيبُ عمّن يعيش الحياة كيف يعيشها.
حتَّى وجدتُ نفسي أمام منعرج خطير آخر، وانعزلتُ بعده بالكلية،
غير أن الأمر في هذه المرة لم يكن بسوء الأول، ولكنَّه كان بمثابة الحادث الثاني الذي تعرَّضت له " أدالاين "
والذي استعادت به طبيعيَّتها كما الناس، ولبثتُ في ذلك وقتا آخر، أتعرّف عليَّ من جديد،
وأرتكب الأخطاء كطفلٍ يكتشف الحياة لتوِّه، وأقف وأقع، وأنظر إلى الأشياء بغير العينين التي كنت أستخدمها،
حتى وجدتُني أخيرا، فعلمت أني بمروري بكل تلك المنعرجات والمطبَّات والناس، كنتُ في طريقي إليَّ..!
. |
0📊0👍0👏0👌 |